معرض الكتاب.. وكرة القدم!

تتوافد أعداد كبيرة من كافة شرائح المجتمع السعودي هذه الأيام صوب العاصمة السعودية الرياض حيث يقام معرض الكتاب الدولي. تلك التظاهرة الحضارية الثقافية الجماهيرية التي يمكن أن ترسم اللبنات الأولى للوعي وتشكل النضج الحقيقي للأجيال المقبلة في كافة الفنون. وعلى الرغم مما يحظى به المعرض من اهتمام كبير من جميع المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة. إلا أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي الجهة المعنية بتشكيل وعي شبابي مختلف في هذه البلاد؛ لا تزال غائبة عن المشاركة. وتعيش حالة من السبات العميق الذي لا أدري متى تفيق منه؟

فالزائر للمعرض هذا العام والأعوام الماضية يلحظ مشاركة عدد كبير من جهات مختلفة من أجل استغلال الإقبال الجماهيري لإبراز مناشطها وأدوارها تجاه أبناء المجتمع. في حين تغيب الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن إبراز منجزاتها ورسالتها ورؤيتها وأهدافها وكل ما يتعلق بها. وكأنها لا تدرك أهمية مثل هذه المناسبات في تقديم صورة واعية ومكتملة عن التاريخ الرياضي السعودي الذي يحتوي على قدر مميز من الإنجازات التي تستحق الاحتفاء والتباهي.

شخصيا توقعت ألا تغيب الرئاسة العامة عن المشاركة في معرض هذا العام على اعتبار أنها رسمت منطلقات جديدة لأعمالها في فترتها الانتقالية التي تعيشها الآن. غير أن شيئا من ذلك لم يحدث، حيث غابت المقترحات الإبداعية لدى مسؤولي الإعلام والنشر في الرئاسة، وغاب معه الهاجس التنويري لدى هذه المؤسسة بأكملها، على الرغم من توفر كافة الإمكانيات التي باستطاعتها أن تخلق لنا جناحا مميزا للمؤسسة الشبابية الضخمة من شأنه رسم سياسة جديدة وتعميمها للجميع من خلال هذا المعرض المكتظ بالجماهير، خاصة أن الرئاسة سبق أن حضرت بشكل أنيق ومميز في المهرجان الوطني للتراث والثقافة واستطاعت وقتها أن تجتذب عددا كبيرا من الزوار لجناحها على اعتبار أن الرياضة وتحديدا كرة القدم هي الفن الساحر للشعوب كافة. والوسيلة الأكثر إمتاعا وجلبا للبهجة والسرور عند معظم الشباب في كافة المناسبات. ولعل استغلال هذه التظاهرة التي تربط الرياضة بالأدب والفن بصورة جلية وواضحة. يمكن أن يغير الكثير من المفاهيم التقليدية الراسخة في المجتمع الرياضي.

بقلم: حماد الحربي

وهذه مقترحاتي الآن:

أضف تعليق

error: