دراسة حول مساعدة مرضى السرطان في الإقلاع عن التدخين

مساعدة مرضى السرطان , الإقلاع عن التدخين

التدخين من أسوأ العادات التي عرفها الإنسان، فهي ضارة بالشخص المدخن نفسه، والشخص الذي يجلس معه “التدخين السلبي”، وبالبيئة المحيطة أيضاً. ومن المعروف أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين ومرض السرطان، ومؤخراً قد تم إجراء دراسة في مركز الحسين للسرطان، والتي قد تساعد في تغيير طريقة علاج مرضى السرطان حول العالم؛ حيث أنها تشير إلى أن الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين خلال أول سنتين من رحلة العلاج كان لهم فرص حياة أعلى بثلاث مرات من الأشخاص المدخنين.

ما هي علاقة علاج مرض السرطان بعادة التدخين

يقول الدكتور “فراس الهواري” رئيس وحدة العناية المركزة والرئة والمدير الحالي لبرنامج مكافحة السرطان: أن هذه الدراسة التي تم إجراؤها مؤخراً، والتي تم نشرها في مجلة “BMC Cancer”، كانت تحتوى على نتائج صادمة؛ حيث تم إجراء هذه الدراسة على المرضى المدخنين عام ٢٠٠٩-٢٠١٦ (حوالي ٣٤٠٠ شخص مبدئياً، ثم صاروا ٢٣٠٠ شخص)، ومن خلال مركز الحسين للسرطان قد تم مراقبة المدخنين الذين أقلعوا عن التدخين باستخدام أحدث الوسائل، وكذلك تم مراقبة الأشخاص الذين لم يستطيعوا الإقلاع عن التدخين، وبالنهاية جاءت النتائج صادمة؛ حيث أن الأشخاص الذين أقلعوا عن هذه العادة السيئة كانت لهم فرص حياة أعلى بثلاث مرات، وخاصة في خلال أول سنتين من تشخيص مرض السرطان، واللذان يعتبران أهم سنوات العلاج. ومن ضمن النتائج أيضاً، أن التدخين قد يؤثر على فعالية العلاج، وقد يؤدي إلى مضاعفات للمرض، أو قد يؤدي إلى ظهور أورام سرطانية جديدة.

ومن أهم استنتاجات هذه الدراسة، والتي تعتبر دولة الأردن رائدة فيها، كما أنها ستقوم بعرضها في مؤتمرات في برشلونة قريباً، هو أنه مهما كانت حالة المريض متقدمة، ومهما كانت حالته الصحية سيئة، فإن الإقلاع عن التدخين يساهم بشكل كبير في إعطاء فرصة جديدة لحياة أطول وأفضل، وبالتالي فإنه لا يعتبر أمراً أخلاقياً بأي شكل من الأشكال أن يتم تقديم الرعاية والعلاج لمرضى السرطان بدون تقديم خدمات الإقلاع عن التدخين مما يعطى أفضل نتيجة للعلاج.

كما أنه لا تتوقف هذه الخدمة للإقلاع عن التدخين على هذا الجانب فقط، ولكن لابد من الاهتمام بالجانب النفسي للمريض؛ بحيث يتم تغيير المفهوم السائد عند المريض من الاستسلام واليأس إلى حالة التفاؤل والأمل.

ففي هذه الأيام، يظهر يومياً علاج مختلف لمرض السرطان، والذي قد يساعد على الشفاء النهائي للمرض، وحتى إذا لم يحدث ذلك فلابد وأن يتعامل المريض مع هذا المرض على أنه مرض مزمن؛ بحيث يتناول العلاج يومياً ويتعايش مع هذا المرض.

وإلى جانب هذه الدراسة، فإن هناك عدة دراسات أخرى أثبتت أن التدخين أثناء العلاج يؤدي إلى تقليل فاعلية العلاج، ذاك بالإضافة إلى إمكانية تفاعل مواد التدخين مع العلاجات مؤدياً إلى زيادة الأعراض الجانبية للعلاج، فمثلاً: علاج مثل البليوميسين، والذي قد يؤدي إلى حدوث تليف رئوي إذا ما أُخذ والشخص مدخن، وبالتالي قد يُشفى الشخص من مرض السرطان ولكن ينتهي به الحال متوفياً نتيجة تليف الرئة.

وكذلك تلك التفاعلات التي تحدث بين مواد التدخين السامة وبين العلاج الإشعاعي للسرطان؛ فالسيجارة الواحدة تحتوي على ٧٣٠٠ مادة سامة.

ومن المثير للجدل ما هو منتشر كثيراً في وقتنا الحالي من وسائل التدخين، والتي يطلق عليها السجائر الإلكترونية، والتي تنتشر بين الكثير من المراهقين، والتي قد يخلط بينها الكثير من الأشخاص وبين السجائر العادية، مما يزيد من نسبة حصوله على مواد سامة. والرئة قد خلقها الله سبحانه وتعالى لاستنشاق الهواء النقي، ولم يخلقها لاستنشاق تلك المواد السامة المدمرة.

أضف تعليق

error: