محبة الله مقام العارفين بالله

صورة , مسلم , الصلاة , محبة الله
الصلاة

إن محبة الله درجة من أعلى درجات الإيمان واليقين والمعرفة، فمن عرف الله حق المعرفة أحبه حق المحبة وأخلص له، ومحبة الله فريضة شرعية ومطلبا نفسيا وعقائديا، لا يكتمل الإيمان إلا به، وشرط لا يصح بدونه، ومن الآيات الدالة على ذلك المعنى، قول الله عز وجل: ( قل إن كان أباؤكم وابناؤك

مقامات المحبة ودرجاتها

أما مقامات المحبة فهي قسمين: محبة العامة وهي الحد الأدنى الذي تستقيم به العقائد، والقسم الثاني: محبة الخاصة السابقين بالإيمان.
أما القسم الأول فهو فرض وشرط لاكتمال الإيمان، ومن مظاهر محبة الله محبة نبيه –صلى الله عليه سلم-، واتباع أوامره والانتهاء عن نواهيه، والعمل بكتابه وسنة نبيه، وتفضيل مرضاة الله وتقديمها على محبة النفس والأهل.

أما القسم الثاني فهو حب العارفين لله، الذي يسيطر على حياتهم وعقولهم وقلوبهم، فتصبح أهوائهم موافقة لهوى الله، وسعادتهم في قربه وأنسهم في الأنس به، ومن مظاهر هذا النوع من المحبة أن يصل العبد في محبته درجة تجعل سعادته بالمنع كسعادته بالمنح، وفرحه بالابتلاء كفرحه بالعافية، و يصبح ذكر الله والخلوة في طاعته، من أهم دواعي سعادته وراحته.

الأمور التي تعين المسلم على محبة الله

محبة الله من الأمور الغريزية، الموافقة للفطرة، ولكن لأن الأنسان مفتون بحب الدنيا والحرص عليها فإن فطرته قد تعتل ويصيبها السقم، فينسى حب الله ويشغل قلبه حب غيره من الأغيار، فيحب متاع الدنيا وزينتها، ويسعى لتحصيل الخير من كل حدب وصوب، لكن لأن لكل داء دواء، فإن لقسوة القلب دواء، ولانشغاله بالخلق عن الخالق علاج، وللعودة إلى رحابه ألف باب لا يغلق أبدا، وهنا سوف نذكر بعض طرق علاج قسوة القلب والسبل التي تأخذنا إلى جنة المحبة لله، والأسباب المعينة على ذلك ومنها ما يلي:
الاعتراف بنعمه والإقرار بإحسانه وفضائله، ونسب الفضل إليه وحده في كل ما يتمتع به الإنسان من النعم كالصحة والمال والوالد، وسعة الرزق، وأن لا يشرك معه في فضله ونعمه أحد سواه جل وعلا.

القرآن الكريم من أسباب رقة القلب وقراءته بتدبر وتمعن، تفتح أما القلب طاقات النور وتيسر له أسباب الهداية، فليوطن المسلم نفسه على تدبر القرآن الكريم والتماس لطائفه ورحماته، حتى يزول الحجاب عن القلب فيقع في نفسه من الحب لله مالا يتخيله أحد، ولا يعرف حلاوته لا من جربه، فمن ذاق عرف..

التقرب إلى الله بما يحب من النافلة من بعد التزام الفرائض وأدائها على الوجه الأكمل، فالتقرب إلى الله يقصر المسافات ويذهب جفاء القلب، ومن الأدلة على ذلك قول النبي –صلى الله عليه سلم في حديثه عن رب العزة: يقول الله عز وجل: (إذا تقرب العبد إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إليّ ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)، رواه البخاري، فالله عز وجل يرحب بعبده متى أراد الرجوع إليه، ويدنيه منه ويقربه من رحابه، ويفتح للحق قلبه وعقله ليستضيء بنور المحبة لله.

ترطيب اللسان بذكر الله في كل حال وعلى أي وضع من الأوضاع، حتى وإن لم يلمس الذكر قلب الذاكر أو يستشعر معانيه أو يجد حلاوته، فالمجاهدة على التزام الذكر تبدل الحال ويحصل معها تذوق الذكر ورقة القلب، فيصبح الذكر بالقلب مع اللسان.

النفس أمارة بالسوء وداعية إلى الشهوات والرغبات، ساعية بطبيعتها وراء اللذات والمتع، إلا أن مجاهدتها وترويضها على التزام ما يحبه الله وترك ما يكرهه، يأتي بثماره لا محالة، فبعد الجهاد وإيثار إرضاء الله على إرضاء النفس، يتطور الحال فيصبح هوى النفس موافقا لما يحبه الكبير المتعال.

التعرف على صفات الله وأسمائه، وتدبرها

البعد عن كل ما يلهي القلب عن الله، ويزين له متاع الدنيا وملذاتها، وفي ذلك ما فيه من الخير، وإيثار العزلة والدربة على المراقبة لله ومحاسبة النفس في كل أحوالها.

التماس أوقات المناجاة والدعاء وإظهار التذلل والضراعة لله، ومن أهم تلك الأوقات وأكثرها بركة وقت السحر، وقد جاء في فضل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ينزل الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، فينادي: هل من مستغفر فأغفر له.

أضف تعليق

error: