لماذا تحدث نوبات الهلع

نوبات الهلع , Panic , صورة

نوبات الهلع هي عبارة عن شعور مفاجئ من الخوف الشديد دون أن يكون هناك خطر حقيقي أو سبب واضح، ويمكن أن تكون هذه النوبات مخيفة جداً، وقد تحدث للشخص في أي مكان سواء كان في اجتماع، أثناء القيادة، أو حتى وهو على السرير.

وتشير الإحصائيات إلى أن نوبة الهلع غالباً ما تصيب الشخص مرة أو مرتين في حياته، ولكن المصابين بالمرض يعانون من نوبات الهلع بمعدل مرة شهرياً.

ما هي نوبات الهلع

يقول الدكتور “أسامة النعيمي” استشاري الطب النفسي: أن نوبة الهلع هي عبارة عن شعور الشخص بالخوف الشديد والقلق والتوتر، والتي يشعر بها الشخص أن شيء خطير يركض خلفه، فبالتالي يشعر الشخص “جسمانياً” بنفس الأعراض التي يشعر بها أثناء الركض، كالشعور بخفة في الرأس، قلة السمع، زغللة العين، صعوبة البلع، صعوبة التنفس، جفاف الحلق، تسارع في دقات القلب، برودة الأطراف، انتصاب شعر الجسم، وكذلك الشعور برجفة اليدين.

أما عن الشق “النفسي” لنوبة الهلع، فالشخص غالباً ما يشعر بمزيج من الخوف الشديد والقلق والتوتر واضطراب التركيز.

وكذلك هناك جانب ثالث وأخير لأعراض نوبة الهلع، وهو الشق “العصبي”، والتي تشمل اضطراب الذاكرة، وشعور الشخص وكأنه منفصل عن الواقع والذي يطلق عليه في الطب النفسي مصطلح “اضطراب الآنية”.

وغالباً ما يغفل الناس عن الشق “النفسي” و “العصبي” لنوبة الهلع، فلا ينصب تركيزهم إلا على الجزء “الجسماني” والظاهر من الأعراض.

ويضيف الدكتور “أسامة” حديثه عن نوبات الهلع موضحاً أن نوية الهلع تعتبر عرض وليس مرض؛ فقد تكون نوبة الهلع موجودة في أمراض نفسية مثل القلق العام، والاكتئاب، والرهاب الاجتماعي.

وقد تكون نفس أعراض نوبات الهلع الجسمانية مشابهه لأمراض عضوية مما يجعلها صعبة التشخيص، مثل ارتفاع وانخفاض مستوى السكر، واضطراب الغدة الدرقية، ومشاكل القلب.

ويؤكد، أن مخاوف الشخص المصاب بنوبات الهلع للأسف أحياناً قد تزداد مع الوقت، وذلك بسبب خوفه الدائم المستمر وترقبه للنوبة القادمة، وكذلك خوفه من استهزاء المحيطون به منه، فيصبح انطوائي ويفقد الكثير من علاقاته الاجتماعية.

وتابع “النعيمي”، هناك فرق بين الهلع وحالة “الرهاب”، فحالة “الرهاب” يكون بها نفس الأعراض تقريباً، ولكن يكون الشخص مدرك للسبب وراء هذا الخوف الشديد، كخوفه مثلاً من التحدث أمام الأخرين، أو من دخول الاجتماعات، أو من الوقوف أمام الكاميرا، أو من الصعود إلى الأماكن شديدة الارتفاع.

أما الهلع فلا يمكن أن يعرف الشخص سببه، ولكن مثلاً شعور الشخص بالغثيان، أو الحموضة، أو الشعور بالانتفاخ، أو الغازات، أو كذلك الشعور برغبة ملحة للذهاب إلى المرحاض، يعتبر أيضاً من ضمن أعراض نوبات الهلع، ولكن إذا عرف الشخص سبب هذا الشعور، يتحول فوراً إلى “رهاب”.

مساعدة الأسرة للشخص المصاب بالهلع

يجب على أفراد أسرة مريض الهلع ألا يظهروا الخوف أمامه أبداً، و على النقيض أيضاً لا يجب إظهار ملامح الاستهزاء بأعراض الشخص إطلاقاً.

ويضيف الدكتور “النعيمي” أن من أهم المشاكل التي تواجه من يصاب بالهلع، هو أن من حوله يتهمونه بالتمثيل، أو عدم الصدق، وغالباً ما يظنون أن الشخص يقوم بهذه الحركات فقط للفت الأنظار إليه.

وأكد أن مريض الهلع لا يستطيع إطلاقاً مساعدة نفسه خاصة في المرات الأولى؛ فهجمة الهلع تكون كبيرة جداً لدرجة الغرق فيها، فهنا يكون دور من حوله في تهدئته، ومحاولة طمأنته، وألا يجعلونه يشعر أنه وحده. وذلك باستخدام صوت هادئ، ومطمأن. وكذلك ممنوع إطلاقاً استخدام كلمات بها استهانة بالأعراض مثل “هذا دلع” أو “أنت ما بك أي شيء”؛ والتي تجعل المريض يخشى التعبير عن مشاعره في المستقبل.

فقديماً كانت الأمهات تحاول تهدئة طفلها أثناء نوبات الهلع عن طريق النفخ في وجهه، وذلك حتى تمده بغاز ثاني أكسيد الكربون، والذي تقل مستوياته أثناء النوبة، بسبب تسارع عملية التنفس، لذلك يشعر الشخص بالخدر بأطرافه، وكذلك يشعر بالدوار.

ويقول الدكتور “أسامة” أنه إذا بدأ الشخص المريض بالهلع في الشعور بالوعي أثناء النوبة، أن يحاول طمأنة نفسه عن طريق التحدث مع نفسه، مثل قول بعض الكلمات التي تهدأ من أعراض النوبة مثل ” لن أموت بسبب النوبة”.

دور المهدئات في شفاء مريض الهلع

يطمئننا الدكتور “النعيمي” مؤكداً أن معظم الحالات تنتهي بالتوعية، ودور الأسرة الفعال، وكذلك بتدخل المريض نفسه. والحالات الوحيدة التي يجب بها التدخل العلاجي هي الحالات التي يتحول فيها الهلع من كونه عرضاً إلى أن يصبح مرضاً.

أضف تعليق

error: