خطبة: أهمية المسجد ودوره في نهضة الأمة – مكتوبة

خطبة: أهمية المسجد ودوره في نهضة الأمة – مكتوبة

عناصر الخطبة

  • المساجد بيوت الله ﷻ في الأرض ، وقد حازت المساجد شرفها وفضلها وعظيم قدرها من شرف نسبتها إلى الله ﷻ.
  • عناية النبي ﷺ بعمارة المساجد عناية كبيرة، وأول عمل قام به النبي ﷺ عند قدومه المدينة المنورة هو بناء المسجد.
  • المسجد يمثل عقيدة إيمانية راسخة في القلوب وهو دليل على الإيمان والتعلق بالله ﷻ.
  • واجبنا كمسلمين العناية بالمساجد ورعايتها والمساهمة في بنائها وصيانتها والإنفاق عليها.
  • ينبغي على المسلمين احترام الإمام وتوقير دوره في حمل أمانة المسجد، وتوقير دور المؤذن والقائمين على خدمة بيوت الله ﷻ، لأنها من أشرف المهن وهي عمل الأنبياء عليهم السلام.

الخطبة الأولى

إنّ المسجد في الإسلام من منارات الهُدى في الأرض، فهو مكان العبادة والدعوة والموعظة الحسنة، وهو بيت التربية الأول، والتوجيه المعنوي للمجتمع، ولأهمية دور المسجد وعظيم قدره كان أول بناء وضع على هذه الأرض لعبادة الله ﷻ هو المسجد الحرام، ثم أمر الله ﷻ سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يُعلي بناءه ويرفع جدرانه ليكون بوصلة الهداية لبني آدم إلى قيام الساعة، قال ﷻ: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾ آل عمران: 96.

كما كان النبيّ ﷺ أوّل من شيد مسجداً في الإسلام، وهو مسجد قباء الذي يقول الله ﷻ فيه: ﴿لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: 108].، ثم تلاه المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وما بين أوّل مسجد شيّده وبناه الرسول ﷺ إلى يومنا هذا مساجد كثيرة منتشرة في جميع بقاع الأرض.

وقد حازت المساجد شرفها وفضلها وعظيم قدرها من شرف انتسابها إلى الله ﷻ، فهي بيوت الله ﷻ في الأرض، وهي أطْهر البقاع وأحبها إليه، كما قال الله ﷻ: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجنّ: 18]، وقال ﷺ: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» ← صحيح مسلم.

وقد اعتنى الإسلام بقيمة المسجد عناية كبيرة لما لها من آثار عظيمة ومنافع جليلة على الفرد والمجتمع ففي المسجد تتنزل الرحمات وتُستجاب الدعوات وتتضاعف الأجور والدرجات، يقول النبي ﷺ «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده » ← رواه مسلم.

ويقول ﷺ: «صَلاَةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» ← متفق عليه.

وفي المسجد يجتمع المسلمون وتتآلف قلوبهم وتطمئن نفوسهم، ويتواصلون مع بعضهم البعض، وفيها تترسخ الأخلاق والقيم وتصنع الرجولة وتغرس المحبة للأوطان، وتهذب النفوس، وتتوثق الروابط الاجتماعية بين المسلمين على الرغم من اختلاف لغاتهم وألوانهم وأجناسهم وأوطانهم، يظهر ذلك لكل من زار المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، ونرجو من الله ﷻ أن نرى هذه الصورة في المسجد الأقصى المبارك وقد تحرر من قيود الاحتلال ورجسه.

لذلك فقد حرص النبي ﷺ على جمع صف المسلمين، ورغّب في الحضور إلى المساجد فقال ﷺ: «من غدا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح» ← متفق عليه.

ومن المساجد يتخرج العلماء والأئمة الذين نشؤوا في طاعة الله ﷻ ورضوانه، وعلى مبادئ راسخة من العقيدة والإيمان لتزهر في قلوبهم حباً ووفاءً لربهم ودينهم، فكانوا ممن اختصهم الله ﷻ بالعناية يوم القيامة وشملهم في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، يقول نبينا ﷺ: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، – وذكر منهم – ورجل قلبه معلق في المساجد» ← متفق عليه.

فالمسجد بمآذنه المرفوعة، وقبابه الموضوعة ومختلف مكوناته المادية والروحية إنما هو انعكاس لعقيدة إيمانية راسخة في القلوب تُظهر تعلق المسلمين بدينهم وحرصهم على إظهار شعائرهم، فكان مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثابة دار الحكم، ودار القضاء، ومقرّ القيادة العسكرية، ومقر الفتوى والعلم، ومقر ذوي الصدقات والتبرعات، وهو مكان القراءة والذكر، وإقامة شعائر خطبة وصلاة الجمعة، وفيه يجتمع المسلمون لسماع ذكر الله ﷻ وما أهمَّهم من أمر دينهم ودُنياهم.

وقد أثنى الله ﷻ على الذين يقومون ببناء المساجد وتشييدها، ويساهمون في ذلك ووصفهم بصفة الإيمان تكريماً لهم، ومدح الذين يقومون بعمارتها بالصلاة والعبادة والطاعة والذكر وتلاوة القرآن الكريم، فقال ﷻ فيهم: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [التوبة: 13].

وقد جعل الله ﷻ لعمارة المساجد والمساهمة في تشييد بنيانها الأجر العظيم والثواب الجزيل فعن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة، أو أصغر، بنى الله له بيتا في الجنة» ← سنن ابن ماجه.

ومفحص القطاة هو مكان عُش الطائر الصغير، وهذا يدل على عظيم أجر بناء المساجد والمساهمة في بنائها، ولا شك أن من كان له بيتاً في الجنة فإنه لا بد ساكنه.

واستجابة لأمر الله ﷻ في واجب عناية المسلمين بالمساجد، وهدي النبيّ المصطفى ﷺ في المساجد، يظهر وبكل وضوح إقبال المسلمين رجالاً ونساء، وحكومات وأفراداً، على تشيدها ووقفها، والإنفاق على أئمتها، وخطبائها، ووعاظها، وموظفيها، ولوازمها من فرش وإضاءة وترميم ورعاية؛ لأنّ ذلك من أبرّ الأعمال، وأعظمها منزلة عند الله ﷻ كما في قوله ﷻ: ﴿في بيوت أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [النور: 36–38].

وكيف لا يهتمّ المسلمون بالمساجد، وهي خير ما يبنى في الأرض، وفيها تقام الصلاة التي هي عماد الدين، ومن أقامها أقامه، ومن هدمها هدمه، الصلاة التي تصقل الأخلاق، وبالصلاة توثيق العلاقات بين العبد وربه، وفيها يُبنى الإنسان على القيم والأخلاق الفاضلة التي هي عماد بناء الأمة وسر نهضتها وحضارتها، ففيها تُقام أعظم الشعائر وهي الصلاة التي تُربي الإنسان على الاتصال بخالقه والبُعد عن الفحشاء والمُنكر، قال ﷻ: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ العنكبوت: 45.

عباد الله: وفي المسجد؛ ميراث النبوة الخالد الذي خرّج جيل الصحابة الكرام رضوان الله عليه، والعلماء الذين درسوا على يد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وعبد الله بن عباس رضي الله عنه، والذين حفظوا الآلاف من الأحاديث النبوية الشريفة المروية عن أبي هريرة رضي الله عنه ومعاذ بن جبل وغيرهم من الصحابة الكرام، وفي المسجد؛ تربى العلماء وأئمة الإسلام، كالأئمة الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وغيرهم من علماء اللغة والتفسير والعقيدة، فالمسجد منارة علمية عريقة، وهي أوّل مراحل التعلّم والتعليم في الإسلام.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ مَرَّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ، فَوَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «يَا أَهْلَ السُّوقِ، مَا أَعْجَزَكُمْ» قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: «ذَاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْسَمُ، وَأَنْتُمْ هَاهُنَا لَا تَذْهَبُونَ فَتَأَخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ» قَالُوا: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: «فِي الْمَسْجِدِ» فَخَرَجُوا سِرَاعًا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ: «مَا لَكُمْ؟» قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَدْ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْنَا، فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئًا يُقْسَمُ. فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: «أَمَا رَأَيْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا؟» قَالُوا: بَلَى، رَأَيْنَا قَوْمًا يُصَلُّونَ، وَقَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَقَوْمًا يَتَذَاكَرُونَ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: «وَيْحَكُمْ، فَذَاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ← رواه الطبراني.

فكان المسجد يقوم مقام المدارس والمعاهد والجامعات؛ وكان مقصد طلبة العلوم، وقد حثّ رسول الله على هذا الدور العلمي بقوله ﷺ: «من غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ» ← رواه الطبراني.

عباد الله: كما ذمّ الله ﷻ أولئك الذين يسعون لإفساد بيوت الله ﷻ ومنع ذكر الله ﷻ فيها، وسعى في خرابها، وذمّهم ووصفهم بالظالمين، وتوعدهم بالخزي في الدنيا، والعذاب العظيم في الآخرة، يقول الله ﷻ: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 114]، فخابت مساعيهم، وخبثت نواياهم، فستبقى المساجد من منارات الإسلام الشامخة والراسخة في الأرض، لا يعزّزها حقد الحاقدين وحسد الحاسدين.

وفي زماننا لا زالت المساجد تقوم بدورها في توحيد الصفوف وجمع الكلمة على البر والتقوى ففي المساجد يتساوى الناس أمام ربٍّ واحد جميعهم يستشعر ضعفه وعبوديته أما الله ﷻ؛ فلا غني ولا فقير، ولا قوي ولا ضعيف، يعلمهم الله ﷻ الوقوف صفاً واحداً المنكب على المنكب والقدم على القدم، ليتذكر المسلمون قول نبيهم ﷺ: «إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» ← متفق عليه.

فالمساجد تزرع المودة ويشتد فيها التآلف ويقوى التآزر ويعيش المسلمون المعنى الحقيقي للتآخي بينهم الذي يحبه الله ورسوله.

والمسجد هو الذي يعلم المسلم الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة التي جاء بها النبي ﷺ، ففي المسجد يتعلم المسلم الانضباط في الأوقات وتأدية حق الله ﷻ، يقول ﷻ: ﴿فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ النساء: 103.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيدنا محمد وعلى آلة وأصحابه أجمعين، وبعد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، أما بعد:

إنّ مما يجب علينا أن نذكره ونحن نتحدث عن المساجد، ذلك الإمام الذي يقوم بدوره في الإشراف على بيوت الله ﷻ وحسن إدارتها والذي يقوم بدوره التربوي، ويؤدي رسالته العظيمة، وهي رسالة الدعوة إلى الله ﷻ بالحكمة والموعظة الحسنة؛ كما قال ﷻ: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74]، فهنيئاً للأئمة هذا الشرف العظيم، فهم ورثة الأنبياء وعليهم دور كبير في المجتمع الذين هم قدوة فيه للناس.

ويكفي الأئمة والخطباء مدحاً وثناءً وثواباً أن نبينا ﷺ هو أول من تولى إمامة الناس في الصلاة وبقي على ذلك حتى قُبض فمن تولى إمامة الناس إنما هو قائم بإسناد متصل بالنبي ﷺ مؤتمن على أعظم عبادة يقوم بها المسلم، فهو مؤتمن على صلاتهم أمام الله ﷻ، وقد قال ﷺ: «الإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ» ← رواه أبو داود.

فهنيئاً للأئمة والمؤذنين دعوة نبيهم ﷺ لهم بالهداية والرشد والمغفرة، كما بشّر نبينا ﷺ من يقوم على الأذان في المسجد وضبط مواقيت صلاة المؤمنين بأنهم أطول الناس أعناقاً يوم القيامة يقول النبي ﷺ: «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة» ← رواه مسلم.

وهنيئا كذلك لأولئك الذين يقومون على خدمة بيوت الله ﷻ بالعناية بنظافتها وترتيبها، ويكفيهم شرفاً في ذلك أنّ ما يقومون به هو عهد الله ﷻ لأنبيائه، كما جاء في قوله ﷻ: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة: 125].

وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: فَقَدَ النبي ﷺ امرأةً سوداء كانت تلتقط الخِرَق والعيدان من المسجد، فقال: «أين فلانة؟»، قالوا: ماتت، قال: «أفلا آذنتموني؟!»، قالوا: ماتت مِن الليل ودُفنتْ؛ فكرِهنا أن نوقظك، فذهب رسول الله ﷺ إلى قبرها، فصلى عليها وقال: «إذا مات أحد من المسلمين، فلا تدَعُوا أن تُؤذِنوني» ← السنن الكبرى للبيهقي.

والحمد لله رب العالمين..

خطب –مؤثرة– مُقترحة

وفقني الله وإياكم لكل خير.

أضف تعليق

error: