المواطن البطاطس

في الحقيقة لا يوجد موقف شخصي لدي من «البطاطس» لم يسبق لي أن ركنت سيارتي في موقف ما، لأكتشف عند خروجي أن «بطاطسة» تقف بسيارتها خلفي معيقة خروجي. كذلك لم يحتو صفي الدراسي في المرحلة الابتدائية على واحدة منها تطلق النكات علي، وتمد يدها بالضرب متى ما سنحت الفرصة لها.

وإطلاقا لم يحدث أن كنت أسير في أحد الأزقة الخلفية، وخرجت بعدها مجموعة من «البطاطس» لتقوم باضطهادي وسرقة محفظتي. أي من هذا لم يحدث! لكني مع ذلك أملك كرها شديدا وتاريخيا تجاه البطاطس، على الرغم أني لم أقابلها وجها لوجه إلا في لحظات نادرة، وكانت معظم لقاءاتنا بحضرة مجموعة من الخضراوات.

أستطيع اختلاق مئات الأسباب محاولا تفسير هذه الرغبة في شتم «البطاطس» ربما سأخبركم عن أنها واحد من أهم أسباب السمنة في العالم الحديث، بكمية النشويات التي تحتويها، أو كميات الزيت التي تستخدم في طهي معظم وصفاتها، هذا الزيت الذي يسبب أمراض القلب!.

إنها لا تمتلك وجها حقيقيا: تأتي مقلية، مشوية، ومسلوقة، وعلى شكل رقائق، كذلك يوجد بطاطس مهروسة. ولأنها لا تمتلك ترف المقاومة تكون دائما طبقا ثانويا على الموائد!.

ماذا لو أخبرتكم أنها لا تحتوي على بذور! هل يوجد خضراوات تحترم نفسها وتنمو دون بذور؟ كما أنها تنمو تحت التربة كذلك! ياااه هذه «البطاطس» تثير غضبي!.

أما إذا بحثتم عن السبب الحقيقي وراء غضبي الذي أصبه على «البطاطس» ستكتشفون أن الأمر يتعلق بكونها لن تستطيع رفع دعوى تشهير على الفقير إلى عفو ربه «أنا». ولن أضطر بعد حفلة الحنق هذه لأن أدفع آلاف الريالات لها كوني ذكرت رأيي الشخصي تجاهها، كما أنها لم تنل الحصانة بعد.

بهذا أكون أنا أيضا أشاركها نفس الصفات، كوني قابلا للقلي والشوي والهرس كذلك دون أدنى مقاومة، وسرعان ما أجد وصفة ما أتمكن من خلالها العودة مجددا للظهور بحسب ظروف الطبخة، وكطبق ثانوي فيها. كذلك أنا أيضا -بطريقة أو بأخرى- أسبب أمراض القلب، تماما كما يفعل الزيت المستخدم في قلي البطاطس.

بقلم: أيمن الجعفري

لدينا أيضًا بعض المقترحات

أضف تعليق

error: