الخادمة والكتاب!

كيف لفارس قديم بخيل ورمح، أن يقاوم دبابة حربية بحجة أنه مؤمن بفروسيته وقضيته، مهما ارتفع صوته وخطط وأزبد وأرعد، فإنها ستسحقه دون أن تخسر قذيفة واحدة!

ونعرف جميعا أن الحيوانات وكذلك الشعوب البدائية تستخدم الصوت العالي والعنف الجسدي، والحركات «الجمبازية» إذا شعرت بالتهديد والخوف أو كانت في إثر صيد ثمين.

فإذا كان العالم قرية واحدة بفضل ثورة الاتصالات وتقدم الإنسان، ويستطيع أي أحد أن يرى ويقرأ نتاج الآخرين الفكري والعقدي، الراقي منه والتافه، فلم هذه الزوابع التي يثيرها المتشددون كلما لاح للكتاب معرض؟

إن القلم يقارع بالقلم ولا شيء غيره، والمنع يمنح العتمة وهج الإثارة والعناد، والوصاية الفكرية نهج الكنيسة إبان سيادتها في الغرب لأنها خائفة على عرشها المبني على الخرافات والخداع ليس أكثر، والثائر دون قضية يبحث عن أي جمهور ليصم الآذان بخطبة صماء ليس لها ملة، ولسان حاله يقول: ها أنا ذا.. «تكفون شوفوني»!

وللغاضبين أبدا، مم أنتم خائفون؟ وهل عرفتم ماهية الشيء الذي تكرهونه وتحاربونه؟ فالرفض قبل الفهم سلوك طفولي وحال من يراوغ ليبعد الآخر عن مقصده الحقيقي!

وهم يشبهون إلى حد ما عشاق السلطة الذين فقدوا الدافع للإنجاز الشخصي الذين تكلم عنهم ديفيد فيسكوت فقال «هم أكثر من يمتنعون عن إعطاء موافقتهم، هم الأصعب في الإقناع، فهم يؤمنون بالطرق القديمة والنظريات التي ظهر لهم عدم صحتها منذ فترة طويلة».

وهم حولنا في كل مكان، إجابتهم لا تتغير وإصرارهم على المبدأ ذاته يثير الشكوك من حولهم، وبالمناسبة لديهم صفات مشتركة، في عدم القدرة على اتخاذ القرار، وكثرة الشكوى والتذمر، والرضوخ للأمر الواقع.

وإذا منحتهم فرصة الاختيار، لن تنتهي من قائمة طويلة، بمطالب خرافية، تشبه مطالب السفارة الإندونيسية التي أعلنت عنها لجنة الاستقدام الوطنية، كطلب صور جميع أفراد الأسرة وشهادة حسن سيرة وسلوك معتمدة، وخلو صحيفة مقدم الطلب من السوابق الجنائية، إضافة إلى بعض المطالب الأخرى التي تجعلنا نتساءل، من الذي سيعمل لدى الآخر!

خارج النص: الغياب نهاية.. بقرار ضمني.. من طرف واحد.

بقلم: أمل بنت فهد

أضف تعليق

error: