الحساسية ضد كل الأخبار الصحفية

بفضل الله ورحمته أصبت مؤخرا بحساسية مفرطة ضد كل الأخبار الصحفية التي تبدأ بـ «يتوقع أن» أو «تسري أخبار قوية عن»، أو«من المؤكد أن»، تلك الاستهلالات الصحفية التي لا تخبئ خلفها في العادة سوى كمية كبرى من الشائعات التي كان سيبقى منها فائض كبير فيما لو وزعت بالتساوي على جميع وسائل الإعلام المختلفة!

اليوم وبعد أن داهمتني تلك «الحساسية»، ولله الحمد، لم أعد أملك عند مشاهدتي لذلك النوع من الأخبار سوى أن أتوقف عن القراءة بعد نهاية الكلمة الثالثة، ثم أنتقل بأعلى سرعة للخبر التالي، حتى وإن كان الخبر التالي هو «حالة الطقس المتوقعة في جنوب السودان»، فهو على الأقل يحمل نسبة عالية من المصداقية، وهو الأمر الذي لا ينطبق على تلك الأخبار في المجمل!.

بعض الصحفيين يمتلك فهما خاطئا لمفهوم السبق الصحفي حين يصر في كل مرة على حقن أخباره بتلك الاستهلالات التي ابتذلت كثيرا حتى فقدت بريقها، ثم سيهرب سريعا ليختبئ خلف أبعد حد، إلا أنه سيعود مغمض العينين و«سيمشي بجانب الحيط»، عندما يصبح خبره المنشور مجرد «فاشوش»، وسلاحا دون ذخيرة كالعادة!

أما حين يصدق الخبر على غير العادة فسنكون موعودين في صباح اليوم التالي بمشاهدة أكبر مانشيت صحفي يبدأ بـ «كما تميزنا دائما»! ولست أعلم إن كانت كلمة «دائما» تعني أن تكون صادقا في مرة واحدة من بين عشرين مرة تكذب فيها!.

بتلك الاستهلالية «زادت الرواتب للضعف»، و«مددت كل الإجازات»، و«أجلت الدراسة بعد كل صيف»، و«مات أكثر من نصف المشاهير هنا»، و«أحضرت أنديتنا كل لاعبي العالم»، و«زادت أسعار الأراضي»، و«ترنح مؤشر الأسهم»!.

عقبى لكم الحساسية!

بقلم: ماجد بن رائف

أضف تعليق

error: