أهمية التصالح مع الذات

أسرار السعادة, Secrets , Happiness , صورة

يبحث كل منا عن أسرار السعادة لكن الكثير من الأشخاص يلتمسونها في رضى الآخرين غافلين عن أهمية التصالح مع الذات الذي يُعد مفتاح السلام الداخلي لما يمنحه من استقرار والنجاح في حياتهم.

كيف يمكننا تحديد مدى تصالح الشخص مع ذاته؟

يقول الأستاذ حسين الجوهري “مستشار تنمية بشرية وتطوير مؤسسي”، قبل الحديث عن كيفية تصالح الإنسان مع ذاته لابد له من معرفة ذاته أولاً حيث أن الذات في تعريفها البسيط هي كل الإمكانات والقدرات الكامنة في الإنسان حتى أن التفكير ذاته يكون مع الذات.

هناك فرق بين الذات وبين التفكير مع الذات ومن ضمن إدارة الذات هو التصالح معها.

على الجانب الآخر، تعتبر طبيعة الذات دوماً طبيعة انهزامية ترجع إلى الوراء وغير مقدامة لأنها تحتوي على المشاعر ونوع منها هو الخوف الذاتي من الفشل أو غيره، لذلك عن التصالح مع الذات يجب على الإنسان الابتعاد قليلاً عن الحكم على الآخرين حيث أننا نتأثر بالآخرين كثيراً والمواقف التي يمرون بها وبالتالي يعكس الإنسان هذه المواقف على ذاته ويقارن هذه المواقف مع ذاته ومن ثم سوف يمكن أن تحدث فجوة بين الشخص وغيره..

وتابع ” الجوهري “: يعتبر جزء مهم من التصالح مع الذات عدم إطلاق أحكام على الآخرين دون أن نعرف الظروف الخاصة بهم كما يجب على الشخص حب نفسه دون مقارنة نفسه بهم طوال الوقت مع ضرورة معرفة أساليب حب الإنسان لذاته على ما هي عليه كما خلقها الله ولكن مع مراعاة ضرورة العمل بصورة دائمة على تطوير هذه الذات وفي النهاية سنتصالح مع الذات بصورة طبيعية.

كيف يمكن أن ينعكس لفظ حب الذات على أفعاله الشخصية؟

لا يوجد إنسان في الكون متصالح مع ذاته بنسبة 100% لأن الإنسان عبارة عن كتلة مشاعر وبالتالي يتأثر بالمواقف المختلفة ولكن يتصالح ويحب ذاته من خلال رؤية نفسه أفضل عندما يقارن نفسه بغيره كما يشعر بهذا الشعور عندما يعمل على تطوير نفسه من حالة إلى حالة أفضل.

على الجانب الآخر، في تفكيرنا وفي بعض الأحيان ننبهر بالمظاهر الخارجية التي لا تمثل حب الذات على الإطلاق لأن هذا يعتبر جانب سلبي لأن هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” إن لم تبكوا فتباكوا ” وهذا يعني أن نعود أنفسنا على البكاء وبالتالي يكون جزء من تفكيرنا هو الحنان والحب للآخرين ومع مرور الوقت سينتقل هذا الشعور من اللاوعي إلى الشعور الواعي، لذلك يجب على الإنسان إن لم يسعد أن يعود نفسه على السعادة وسوف يتحول هذا الشعور من سلوك غير معتاد إلى سلوك يومي طبيعي، وهذا ما يفسر ابتسامة الكثير من الأشخاص طوال الوقت وهذا لا يعني أن هؤلاء الأشخاص متصالحون مع أنفسهم 100%.

وأردف الأستاذ ” حسين الجوهري “: يعمل اللوم والانتقاد الشديد للنفس والانتقاص منها على عدم القدرة على التصالح مع الذات لأن جزء كبير من هذا التصالح هو معرفة نقاط القوة التي في ذاتنا ونقاتل من أجلها، لذلك يقول سيدنا عمر رضي الله عنه ” حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا ” وهذا يعتبر جزء من التصالح مع الذات وفرصة كبيرة لتطوير هذه الذات.

يجدر الإشارة كذلك إلى ان الإنسان حين يحب إنساناً فإن يعمل على إسعاده بشتى الطرق، فمن باب أولى حينئذ حب الذات لأن الذات هي الرفيق والصديق وهي العشيقة التي تظل معنا طوال العمر وفي حالة عدم حبنا لذاتنا فلن نستطيع طبيعياً حب غيرنا.

كيف يؤثر التصالح مع الذات على حياة الشخص؟

هناك مصطلح في كيفية التصالح مع الذات يُسمى جماليات اللحظة حيث يجب أن يشعر الإنسان ويعيش باللحظة السعيدة التي يشعر بها من خلال الترفيه على النفس وجزء من كيفية تطوير القدرات وبالتالي لا ننتقص من قدراتنا ولا نرضى أن نكون second hand بين الآخرين كما يجب على الإنسان أن يكون في المقدمة عن القيام بالعمل، لذلك فإنه من الضرروي أن يحدد الإنسان لنفسه هدف قصير المدى على الأقل حتى يمكنه التصالح مع ذاته عند تحقيقه لأن الهدف قصير المدى مرتبط بالفرد بينما الهدف طويل المدى مرتبط نوعاً ما بالمؤسسة وليس بالفرد.

على سبيل المثال، يمكن للإنسان أن يقرر في نفسه ألا يتحلى بالعصبية ولو ليوم واحد فقط ومن ثم عند نجاحه في عدم التعصب في هذا اليوم فإن ذلك يعتبر نجاح في كيفية التصالح مع الذات وتدريجياً سيعتاد هذا الشخص على عدم التعصب والتحكم في أعصابه طوال الوقت.

وهنا تقرأ عن الشخصية المزاجية وكيف نتعامل معها

كيف يمكننا التعامل مع التصالح مع الذات المزيف؟

لا يعتبر رضى الإنسان بعيوبه كما هي تصالحاً مع الذات بينما يمكننا تسمية هذا المصطلح بتدمير للذات مثل رضى الإنسان بأن يكون مريض للسمنة الزائدة ورضاه ببعض علاتها السلبية في بعض الأحيان أو تقبل الاكتئاب أو الوسواس إلخ إلخ.. وتبقى الخطوة الأهم للتصالح مع الذات هي كيفية تغيير هذا الوضع السلبي.

وأخيراً، يمكننا تقبل ذاتنا لفترة معينة وقصيرة ولكن مع ضرورة العمل على تطوير الذات للأفضل.

أضف تعليق

error: