أعظم وصية.. احفظ الله يحفظك

أعظم وصية احفظ الله يحفظك

معمول لك عمل على نجم في السما – لابسك جني ومش عاوز يسيبك ويمشي – أمامك سكة سفر – مدفون لك في مقبرة عمل بوقف الحال والجنان.

حقيقي هذه العبارات السابقة أصبحنا نسمعها كثيرا هذه الأيام وغيرها من العبارات الأخرى، وأصبح الجميع يصدقها ويجري وراء من يقولها لفك العمل أو اخراج الجني وأغلب هؤلاء من السيدات والفتيات والكارثة أن أغلبهن من الملتزمات والمثقفات ولكن لم يحمهن هذا من السماع لحكايات الدجالين وحواديت قارئة الفنجان.

وما جعلني أتطرق لهذا الموضوع ما مَرّ بي الأسبوع الماضي من زيارة لصديقة لي متزوجة وزوجها متزوج بأخرى. جاءت إليّ والدموع تنهمر من عينيها ولا تستطيع أن توقف ارتجاف جسدها وحاولت تهدئتها على قدر المستطاع وتركتها حتى هدأت نفسها لتسرد لي حكايتها:

علمت أن ضرتي عاملة لي عمل ومدفون، بأن جوزي يكرهني وماكدبتش خبر وذهبت إلى أحدهم ممن معروف عنهم فك الأعمال وأخذ مني ثلاثمائة جنيه بس قلت معلش صحيح أنا تعبانه في المبلغ ده لأني زي ما إنتي عارفه باشتغل فترتين في اليوم، بس قلت معلش كله يهون، وفي هذه الأثناء عرفت شخصا آخر أشطر منه وذهبت إليه وهكذا أنتقل من شخص إلى آخر حتى صرفت أكثر من ثلاثة آلاف جنيه خلال الشهرين الماضيين، ولم يكن ذلك مهما ولكن المشكلة أن أحدهم كان ساحرا وعمل لزوجي عملا بأن يكرهني لأنه علم بذهابي لغيره ويريد الآن المزيد من المال.

وسكتّ وجلست فترة طويلة أتأملها ولا أستطيع الكلام وكأنني فجأة أصابني داء مفاجيء أوقف عقلي عن التفكير، واغلق فمي عن الكلام. ولم أفق إلا على صوتها يقول لي: صعبت عليك مش كده؟ بس مش عارفه أعمل ايه!

وأجبتها على الفور: فعلا إنتي صعبانه عليّ جدا ولكني متأكدة هتعملي أيه هتذهبي إلى آخرين وتصرفي ما لديك من مال وتأتي إليّ مرة أخرى تبكي دون أن تشعري بما تفعلينه من ذنب.

وتذكرت هنا هذا الحديث لرسول الله ﷺ عن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: كنت خلف النبي ﷺ يوما فقال «يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».

وبعد كلام رسول الله لا يوجد كلام.

بقلم: نجلاء صادق محمود

أضف تعليق

error: