قصة: نور وقصة الأميرات

نور وقصة الأميرات

نور تحب قصص الأميرات

نور فتاة تُحب كل شيء متعلقاً بالأميرات؛ لهذا ستتسلل إلى غرفة أمها وتأخذ قصة الأميرات دون علمها، وعندما تحاول فتح القصة.

القصة لم تفتح بل ستكون صفحاتها مطبقة بشدة، ستُحاول نور مرة أخرى أن تفتح القصة بعد أن تعرف الشرط الوحيد الذي ستطلبه القصة منها.

ما هو هذا الشرط يا تُرى؟ وماذا ستفعل نور كي تُحقق هذا الشرط؟ و هل ستتمكن نور من فتح القصة فعلاً؟

تجلس نور غاضبة على كرسي في أقصى الصالة؛ إنها تُريد تلك القصة التي وعدتها أمها أن تُعطيها إياها كمكافاة لو أحسنت تصرفها مع إخوتها الصغار. لكن نور تحب قصص الأميرات، ولا تستطيع الانتظار أكثر. تسللت نور خلسة إلى غرفة والديها، وأخذت القصة ثم خرجت مسرعة إلى غرفتها، وأغلقت الباب بسرعة.

ابتسمت نور وهي تنظر إلى قصة الأميرات، وقالت: كم أحبكن يا أميراتي! وضمت القصة بقوة إليها.

نور تُحاول أن تفتح القصة

حاولت نور أن تفتح القصة، لكن صفحات القصة كانت ملتصقة بعضها ببعض، حاولت من جديد بأقصى قوتها، لكن القصة لم تفتح.

نظرت نور إلى غلاف القصة اللامع الجميل، وفي عينيها حُزن ورجاء، وقالت: آه هيا! افتحي! أرجوكِ، لكن القصة لم تفتح. ماذا تفعل نور وهي لا تستطيع أن تطلب مساعدة من أحد؟ كانت نور تحاول وتحاول، وكلما فشلت في محاولتها ازداد حُزنها.

نور تُسقط دمعة على غلاف القصة

أخذت تبكي وتقول: افتحي! افتحي، وسقطت دمعة كبيرة من عينيها على غلاف القصة، فأخذت القصة تُضيء وتتوهج بألوان قوس قزح. فزعت نور من القصة، ورمتها أرضا، وهي تقول: ماذا يحدث؟! ماذا فعلت؟ وابتعدت عن القصة، وهي تنظر إليها مرتعبة.

فإذا بالقصة تقول لها: عليكِ أن تكوني أميرة لكي تقرأيني. تبسمت نور في سعادة، فقد عرفت الحل، وركضت إلى خزانة ثيابها، وأخذت تبحث وتبحث إلى أن وجدت فستاناً وردياً، فارتدته وعادت مسرعة إلى القصة.

القصة تُكلم نور

حاولت نور أن تفتح القصة من جديد، وهي تقول: أنا الآن أميرة. هيا افتحي، لكن القصة أضاءت من جديد وقالت: لستِ أميرة؛ عليكِ أن تكوني أميرة لكي تقرأيني.

وقفت نور أمام المرآة، وهي تنظر إلى نفسها وتتساءل، ماذا أفعل كي أصبح أميرة؟ ماذا أفعل؟ هاه وجدتها. ثم ركضت إلى مشطها، وسرحت شعرها، ووضعت على رأسها طوقا فضيٌ اللون تلمع أطرافه كالنجوم. عادت نور إلى القصة مسرعة، وقالت: هيا! افتحي! أنا الآن أميرة . أضاءت القصة من جديد وقالت: لستِ أميرة؛ عليكِ أن تكوني أميرة لكي تقرأيني.

احتارت نور في أمرها؛ فهي تلبس فستاناً كالأميرات، وطوقاً كالأميرات، نعم! عرفت، لم ألبس حذائي الفضي الجديد، ركضت إلى صندوق أحذيتها، وأخذت ترمي الأحذية وتُبعثرها باحثة عن حذائها الجديد، وهي تقول: هذه المرة سأفتح القصة.

عندما عادت نور إلى القصة لم تفتح أيضاً، وقالت لها مرة أخرى: لستِ أميرة؛ عليكِ أن تكوني أميرة لكي تقرأيني.

حزنت نور، وأخذت تبكي من جديد، ودموعها تنهمر على وجهها الجميل، وأخذت تُردد لستُ أميرة، لستُ أميرة.

في تلك اللحظة سمعت نور طرقاً خفيفاً على الباب، فخبأت القصة سريعاً. أطل أخوها بدر من الباب، وقال: مرحباً نور هل يمكنني أن أستعير قلمك الأحمر؟ سأعيده سريعاً.

نور وأخاها بدر

أعطت نور أخاها القلم، وهي ما تزال تبكي، فسألها ما بكِ يا نور؟ لماذا تبكين؟  فأجابته بصوت حزين: أنا لست أميرة. ضحك أخوها وقال: ههههههه بل أنتِ اليوم أميرة يا نور، انظري كم أنتِ جميلة بفستانك كما أنكِ كنتِ لطيفة معي، وأعطيتني القلم من دون شجار ولا صراخ!

خرج بدر وأغلق الباب. أما نور فوقفت حزينة وسط الغرفة، وهي تفكر ماذا تفعل بالقصة؟ هل تُبقيها أم تُعيدها؟

قررت نور أن تُعيد القصة إلى مكانها. فذهبت إلى حجرة والديها، ووضعت القصة على الرف، وحين كانت تهم بالخروج أخذت القصة تصدر لحناً موسيقياً هادئاً. التفتت نور إلى القصة، فسمعتها تقول: نعم..  أنتِ الآن أميرة. ابتسمت نور فرحة، وعادت لتأخذ القصة، لكنها توقفت وهي تنظر إلى غلافها الجميل، وقالت: لا،  لن آخذكِ الآن، سآخذكِ من أمي حين تُقرر أنني أستحقكِ وسأفتحكِ من المرة الأولى.

قصص مُقترحة:

أضف تعليق

error: