نظرة المجتمع لمجهولو النسب

مجهولو النسب

قد تكون الهوية مجرد بطاقة تعريفية عن جنس، عمر، ونسب الشخص، وقد تتخطى ذلك لتشكل اعترافاً اجتماعياً لكيان كل انسان، حتى وإن كان مجهول النسب. والهوية بالنهاية تؤثر بطبيعة الحال على مستقبلنا؛ فهي الأصل ومنها ننطلق إلى المستقبل.

كيف ينظر المجتمع للأشخاص مجهولي النسب

تقول “لينا دغلس” المدربة على تطوير الذات: أنه هناك مئات بل آلاف الأشخاص مجهولي النسب، وللأسف نحن في مجتمع قاسٍ، يعاني من تخلف فكري، وتخلف مشاعري؛ ففي مجتمعنا يُطلق على مجهولي النسب لقب لقطاء؛ والتي تعتبر وصمة تسبب العديد من المشاكل النفسية.

ومجتمعنا لا يرحم، يحكم على كل شيء، فنحن أشخاص عاديون ورغم ذلك نعاني من بعض المشاكل النفسية نتيجة تعرضنا للتنمر، فما بالك بهؤلاء الأشخاص الذين لديهم ما يكفي من المشاكل النفسية بسبب عدم تعرفهم على والديهم أصلاً.

كما أنه إذا فقد أي شخص منا والده، أو والدته لا يستطيع أن يتحمل تلك الصدمة، بل منا من يعيش طوال حياته أسير لتلك المشاعر السلبية الناجمة عن الفقد، فما بالك بمن لا يعرف والده، أو والدته من الأساس.

فبعض هؤلاء الأشخاص لا يستطيع أن يواجه المجتمع، ويعيش حياته مختبئاً حتى لا يتعرض لأي شكل من أشكال الأذية النفسية، أو الجسدية؛ ولكن الحل أن يكون الشخص واعياً، وأن يواجه المجتمع وأن يبدأ في السعي لتكوين الأسرة الخاصة به، والتي يمكن أن تكون بداية جميلة في حياته، ولكن بالرغم أنه لا يمكن أن يعوض أحد مكان أحد خاصة مكان الوالدين؛ ولكن الإنسان له القدرة على أن يعوض نفسه بنفسه من خلال التأقلم.

لذلك فلابد وأن نعرف أن الهوية ليست متمثلة في العائلة، ولا الوظيفة، ولا الاسم، ولا حتى البيئة؛ ولكن الهوية الفعلية تكون بأفعال، وإنجازات الشخص نفسه في حياته، وبأن يكون الشخص متميزاً بنفسه، وأن يعرف الشخص رسالته في الحياة.

أضف تعليق

error: