مشكلة التناول الخاطئ للأدوية بمختلف أنواعها

مشكلة, التناول الخاطئ, الأدوية

كيف يمكن أن نخطئ في استخدامنا للأدوية

تقول الدكتورة الصيدلانية “طيب فاروسي”: أن الأدوية بشكل عام هي عبارة عن مواد كيميائية، والتي قد تكون مصنوعة بشكل كامل تماماً، أو قد تكون نصف مصنوعة، أو قد تكون بدائل هرمونية تعوض الجسم إذا ما كان هناك خللاً في إفراز هذه الهرمونات بشكل طبيعي.

وتعتبر الأدوية في حد ذاتها علاجاً ذو حدين؛ حيث تستخدم كعلاج للأمراض عامة، ولكن هي تعتبر مواداً سامةً إذا تم استخدامها بشكل خاطئ. والإستعمال الخاطئ للأدوية يعتبر مسؤولية المريض وأهله مثلما تعتبر مسؤولية الطبيب، فكلاً يعتبر مسؤولاً بلا شك.

وتؤكد الدكتورة “طيب” أن يرجع هذا إلى أن معظم المرضى غالباً لا يتوجهون للطبيب، أو حتى للدكتور الصيدلاني حتى يتأكدوا من الدواء الذي يتم تناوله، ولكن غالباً يتم وصفه لهم من شخص قريب أو صديق قد استخدمه وأتى معه بمفعول مُرضي، ولكن هذا خاطئ جداً؛ حيث أن أجهزة الجسم تختلف من جسم لآخر، وكذلك قوة الأجهزة المناعية تختلف بشكل كبير، لذلك قد لا يتناسب الدواء معه، وقد يكون الشخص معرض لمرض معين يسببه ذلك الدواء، لذلك لا يجوز إطلاقاً تناول أي دواء بشكل عشوائي وبدون استشارة الطبيب أو الدكتور الصيدلاني، فقد يسبب تناول بعض الأدوية كدواء الأسيتامينوفين “Acetaminophen” بجرعات كبيرة على المدى البعيد فشلاً كبدياً.

وتكون مسؤولية الدكتور الصيدلاني في إعطاء الاستشارة المجانية للمريض، فلابد من أن يسأل الدكتور الصيدلاني الشخص المريض قبل إعطاءه أي علاج على وجود مرض معين قد يتعارض مع هذا النوع من العلاج، أو عن وجود حساسية لدى المريض مثلاً، ولكن إذا ما كانت الاستشارة تستدعي الذهاب إلى الطبيب فلا يتم صرف العلاج بل ينصحه بزيارة الطبيب أولاً حتى يتم تشخيص الحالة بشكل سليم.

كما لا يمكن للدكتور الصيدلاني أن يقوم بتشخيص أي مرض، وكذلك لا يجب أن يقوم بصرف بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية مثلاً بدون وصفة طبية، فقد يكون الشخص لديه مرض فيروسي لا يحتاج لمضاد حيوي أصلاً، والذي إذا تم تناوله في هذه الحالة، فإنه يساعد البكتريا والجراثيم على اكتساب مناعة، وبالتالي لن يقوم المضاد الحيوي بوظيفته إذا احتاجه الجسم بشكل حقيقي.

ماذا عن التعامل الخاطئ مع المسكنات بشكل خاص

من أكثر المسكنات المنتشرة مثلاً والتي تعتبر آمنه بشكل كبير هو مسكن الأسيتامينوفين “Acetaminophen“، والذي إذا لم يتم التعامل معه بالجرعة المناسبة التي لا تتجاوز ٦ حبات (٥٠٠ ملجم) في الحالات الاضطرارية جداً، قد يؤدي على المدى سنوات طويلة فشلاً كبدياً.

وتوضح الدكتورة، أن المسكنات المشتقة من الأفيون، والتي تندرج تحت نطاق المورفين، والتي أيضاً تعتبر في تناول الأيدي بشكل كبير، يجب ألا تصرف إلا بوصفة طبية مهما كانت صلة القرابة، لأن هذه الأدوية تدخل في تكوين أدوية السعال مثل “Dextromethorphan“، وكذلك في دواء “Cetamol“، التي تسبب إدمان الشخص على المدى البعيد، وحتى عندما يتوقف الشخص عن تناولها يعاني من أعراض انسحاب كالمدمن تماماً.

ماذا عن تضاربات الأدوية المسكنة خاصة مع أدوية الأمراض المزمنة

تؤكد الدكتورة “طيب” أن معظم الأدوية المسكنة التي يتناولها عامة الناس هي أدوية من نوع مضادات الالتهابات غير الستيرويدية مثل “Diclofenac” و “Ibuprofen“، والتي تعتبر مسكنات لحالات كثيرة مثل حالات أمراض المفاصل، والروماتيزم، وآلام الطمث والظهر وأي آلام بشكل عام وحتى هناك جرعات منها مخصصة للأطفال على شكل شراب، تعتبر هذه الأدوية خطيرة جداً لمرضى القلب وضغط الدم ومرضى الكوليسترول المرتفع وأمراض المعدة والجهاز الهضمي عامة، وكذلك لمن لديهم مشاكل بالكبد والكليتين، لذلك فلا يجب أن يتناول هؤلاء الأشخاص هذه الأدوية المسكنة بأي شكل من الأشكال.

أضف تعليق

error: