ما هي قصة المثل عادت حليمة لعادتها القديمة

أمثال عربية مشهورة

هناك بعض الأمثال والأقوال العربية المأثورة عن العرب القدامى والتي تمتد جذورها إلينا في هذه الأيام، لذلك من الممتع الاطلاع على ثقافتنا العربية المليئة بالحكم والأمثال والأقاويل العربية الشهيرة والأصيلة لمعرفة أساس الكثير من هذه الأقوال أو الأمثال التي حُرفت في تاريخنا الحديث.

أصل المثل المشهور: عادت حليمة لعادتها القديمة

“عادت حليمة لعادتها القديمة”، هذا المثل هو أحد الأمثال العربية القديمة والذي بقي إلى يومنا هذا، ويُضرب بالشخص الذي يعود إلى عمل أو تصرف ما بعد أن قرر التوقف عنه.

” حليمة ” التي تُذكر في المثل بحسب الرواية هي زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم، كما اشتهرت هي بالبخل الشديد، فكانت إذا أرادت أن تضع سمناً في الطبخ ارتجفت الملعقة في يدها، فأراد حاتم الطائي زوجها أن يعلمها الكرم فقال لها: ” إن المرأة إذا وضعت ملعقة من السمنة في الطبخ، زاد الله في عمرها يوماً، فأخذت حليمة تزيد من ملاعق السمنة في الطبخ حتى صار طعامها طيباً وتعودت يدها على السخاء، ولما مات ابنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها جزعت حتى تمنت الموت، وأخذت بذلك تقلل من وضع السمنة في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت، فقال الناس فيها المثل الشهير “عادت حليمة إلى عادتها القديمة“.

الشاعر العربي الشهير “أبو تمام”

نذهب إلى الشاعر العربي أبو تمام وهو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي أحد أمراء البيان.

وُلد أبو تمام في احدى قرى خوران بسوريا، ثم رحل إلى مصر واستقبله المعتصم بالله في بغداد، فأجازه وقدمه إلى الشعراء وقتها، فأقام في العراق حيث كتب قصيدة في انتصار الخليفة العباسي المعتصم بالله في معركة عمورية التي خاضها الجيش العباسي أمام جيش بيزنطة وقال فيها:

السيف أصدق إنباءً من الكتب … في حده الحد بين الجد واللعب.

بيض الصفائح لا سود الصحف…. في متونهن جلاء الشك والريب.

والعلم في شهب الأرماح لامعةً… بين الخميسين لا في السبعة الشهب.

أين الرواية بل أين النجوم وما… صاغه من زخر فيها ومن كذب.

تخرصاً وأحاديثاً ملفقةً…. ليست بنبع إذا عدت ولا غُرب.

عجائباً زعموا الأيام مشفلةً… عنهن في صفر الأصفار أو رجب.

وخوفوا الناس من دهيا مظلمة… إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب.

وصيروا الأبرج العليا مرتبةً … ما كان منقلباً أو غير منقلب.

تابع غملوش: كان الخليفة العباسي المعتصم بالله هو ثامن الخلفاء العباسيين، وكان يُعرف بشدته في الحروب، أراد الذهاب إلى خوض معركة في عمورية ضد جيش بيزنطة وكانت الأنباء تشير عليه أن يبعث لهم الكتب ويراسلهم قبل أن يلجأ إلى الحرب، ولكنه كان يرفض هذا تماماً، وهذا ما عبر عنه الشاعر أبو تمام في أبياته سالفة الذكر.

وختاماً، في هذه الرواية يقال أن المعتصم حاول إرسال الكتب إلى جيش بيزنطة، ولكن تلك الكتب والمراسلات السلمية لم تجدي نفعاً فكان حد السيف هو الحل الأمثل في هذه الحالة.

واقرأ هنا: أهمية الأمثال الشعبية في الحياة المعاصرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top