مقال عن صفقة القرن

صفقة القرن

خلال الفترات القليلة الماضية عرفت الشعوب ما سمي بصفقة القرن (Trump peace plan) والتي كشف عن تفاصيلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حضور بنيامين نتنياهو، والتي استطاع من خلالها السيطرة على حقوق الفلسطينيين وحرمانهم منها ودعم الاحتلال الإسرائيلي بها، ولا تعتبر على أي حال اتفاقية أو خطة يستطيع من خلالها الإسرائيليين والفلسطينيين العمل سويًا في حياة تنعم بالكرامة والمساواة والسلام.

وقد أثارت تصريحات ترامب غضب الكثير من الدول العربية وخاصة فلسطين نتيجة مجموعة الأعمال الأمريكية الأحادية التي قام بها، والتي أدت إلى ظهور إجماع دولي لكيفية إيجاد حلول سريعة حول مشكلة الصراع الأكثر تعقيدًا في العالم، والذي يقوم بالأساس على تحديد وضع القدس، ومدى شرعية المستوطنات الإسرائيلية وحل قضايا اللاجئين الفلسطينيين.

ماذا فعل دونالد ترامب بالاتفاقيات السابقة؟

ضرب ترامب عرض الحائط بالكثير من الاتفاقات الدولية بالاعتماد على مبادئ مزيفة وهي أن الشعب الفلسطيني له حقوق مثل الإسرائيلي ومن ضمن ذلك عدم القابلية لتحديد المصير.

ومن الجدير بالذكر بأن ترامب وفريقه ذكر مصطلح الدولة الفلسطينية عدة مرات، وذكر أن الهدف النهائي من ذلك هو إنشاء حكم ذاتي محدود، ومع ذلك كان هناك إصرار واضح على خضوع الشعب الفلسطيني لمطالب الاسرائيليين والتي تتضمن الأراضي منزوعة السلاح والتي تعتبر سيطرة افتراضية للافتقار للحدود والمجالات الجوية وكذلك المياه الاقليمية، بالإضافة إلى نزع السلاح من حماس في منطقة غزة، كل هذه الأمور تمثل التجاهل الشديد لترامب لمصطلح الدولة الذي يدعيه ويجعل المصطلح دون أي معنى.

نتائج صفقة القرن

بناًء على التصريحات التي أدلى بها ترامب قامت الولايات المتحدة بالموافقة على قرار الضم الإسرائيلي لمنطقة وادي الأردن والذي يمتل نحو ٣٠٪ من مساحة الضفة الغربية، كما أعلنت تطبيق السيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات التي سبق بنائها بشكل غير مشروع منذ حرب ١٩٦٧، والتي وصل عدد المستوطنين اليهود بها ما يزيد عن ٦٠٠٠٠٠ إسرائيلي يهودي.

وعن مدينة القدس: قد أعلن الرئيس ترامب خلال حديث سابق له من تل أبيب بأن سيكون هناك عاصمة في المستقبل للدولة الفلسطينية الجديدة ولكن بعيدًا عن الأمن الإسرائيلي وأن هذه العاصمة ستكون في الجزء الشرقي منها بجدار أبو ديس وهي منطقة نائية وكئيبة.

وفيما يخص بقضية اللاجئين الفلسطينيين أتضح من الخطة الأمريكية بأنها قضية حساسة للغاية ولكنها أكثر في وضوحها من الحل العادل والمتفق عليه، والذي توصلت إليه جامعة الدول العربية من خلال اتفاقاتها في السنوات الأخيرة والذي يتضمن غموض كافي بما في ذلك العودة الرمزية، وقد اتضح من منهج ترامب بأن الاتفاق ما هو إلا إعادة صياغة للصراع.

ولكن الرئيس قد أوضح أن هذه الفرصة من الممكن أن تكون الأخيرة لمصير الفلسطينيين، وعند ذلك الوضع ستتحول إلى أوقات حاسمة، وهذا ما قام أحد الخبراء بمقارنة أثاره ففي إعلان بلفور البريطاني لعام ١٩١٧ والذي وعد اليهود من خلاله بأنشاء “وطن قومي لليهود” داخل فلسطين، كما حذر من أهمية عدم المساس بالحقوق المدنية والدينية للمجتمعات الخالية غير اليهودية، وقامت بعد ذلك بزيادة عدد سكانها بنسبة ٩٤٪.

وفيما يخص الأراضي الأردنية سيكون وضع الصفقة غاية في القلق لها، والذي اعتمد توقيع الاتفاق على معاهدة السلام في عام ١٩٩٤ مع الحكومة الإسرائيلية فقط لوجود السلام الفلسطيني الإسرائيلي، والذي أصبح من الأمور الغير مرغوب فيها داخل الدولة الهاشمية في الفترة الأخيرة للصفقة.

دور بعض الدول العربية

الكثير من الدول العربية أوضحت استيائها وعدم مشاركاتها، وعلى الرغم من ذلك قامت دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان بالمشاركة في حفل البيت الأبيض، وتخصيص بعض الاستثمارات الكبيرة في الدولة الفلسطينية المستقبلية.

المراجع: Theguardian

أضف تعليق

error: