دعاء ليلة القدر قصير جدًا

دعاء ليلة القدر قصير جدًا

ليلة القدر أفضل الليالي عند المسلمين لما لها من فضل عظيم وأجر كبير يتحصله المسلم إذا قامها وأصابها. أول ما أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر. وهي ليلة مجهولة الميقات نصيبها في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم.

فهي ليلة مباركة في شهر مبارك، نعم العبادة فيها، وفاز من أدركها وخرج منها وقد غُفر له. وليلة القدر تبدأ من المغرب وحتى صبيحة اليوم التالي، أخُفي ميقاتها عن الناس كي يجتهدوا في العبادة والطاعات والدعاء. وأفضل ما يقوم به العبد المسلم في هذه الليلة بالأخص من ليالي شهر رمضان هو القيام وقراءة القرآن والدعاء. فيقيم الليل بما يستطيع من صلوات أو يتبع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن يصلي إحدى عشرة ركعة مثنى مثنى ثم يوتر بركعة واحدة وهي الركعة الحادية عشر.

ويزيد المسلم من قراءة القرآن وإن استطاع أن يختم القرآن فيها فقد كُتب له الخير كله وفاز بمرضاة الله ومغفرته وكان من بين عتقاء الله من النار. وذكر الله فيه ابتغاء لمرضاة الله ويقبل الله الذاكرين المسبحين العابدين القانتين. والداء من أفضل العبادات، بل إن الله قد أمرنا بالدعاء فيستجيب. فقد قال الله سبحانه وتعالى وقطع على نفسه الاستجابة إذ قال عز وجل في سورة غافر {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم. فالله يستجيب الدعاء في أي وقت، فما بالنا أن نمتثل إلى أوامره وندعوه ونرجوه في ليلة القدر؛ الليلة المباركة الطيبة ذات الخير الوفير والجزاء الكبير.

لقد عظّم الله من طيب وبركة ليلة القدر فأنزل قرآنًا فيها في سورة تحمل اسمها إذ يقول سبحانه وتعالى في سورة القدر {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5)} صدق الله العظيم. ليلة يعادل فضلها أكثر من ألف شهر عبادة، أي ما يزيد على الثمانين عامًا عبادة وطاعة وإخلاص لله يفوز المؤمن بثوابه في عبادته في ليلة واحدة.

وقد كان صلى الله عليه وسلم يحث المسلمين على تحري ليلة القدر وإصابتها وأن من أدرك ليلة القدر فقد أدرك الخير كله. حتى أن رسول الله كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان كي يصيب ليلة القدر ويدرك فضلها وهو قد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما بالنا ونحن في أشد الحاجة إلى أن يغفر الله لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا. ربنا سبحانه وتعالى يقبل التوابين الأوابين المستغفرين العائدين ومن يطرقون بابه. وينزل في ليلة القدر الملائكة يتقدمهم أمين الوحي جبريل عليه السلام يؤمنون على أدعية المسلمين.

دعاء ليلة القدر قصير

علينا أن نُكثِر من الدُّعاء في ليالي رمضان وخاصة الليالي العشر الأخيرة. ومن الأدعية المستحبة في ليلة القدر:

  • اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، ونكرر هذا الدعاء فهو دعاء مأثور نصحنا رسول الله بأن ندعو به في ليلة القدر.
  • اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، إنك سبحانك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، فلك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أنعمت به وأوليت، نستغفرك اللهم من كل ذنب وخطيئة ونتوب إليك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله.
  • اللهم أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنت القوي ونحن الضعفاء إليك، أنت العزيز ونحن الأذلاء إليك، اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعف عنا، وعلى طاعتك أعنا، وإلى غيرك لا تحوجنا، وإلى أنفسنا لا تكلنا يا رب العالمين.
  • اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك يا أرحم الراحمين، اللهم أحسن وقوفنا بين يديك، ولا تخزنا اللهم يوم العرض عليك.
  • اللهم نسألك رضاك والجنة، وشفاعة المصطفى العدنان، اللهم أوردنا حوضه ولا تفتنا بعده، واسقنا اللهم من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا يا رب العالمين.

ما رأيك بمقترحاتنا هذه أيضًا

ويدعو المسلم بما شاء من أدعية يتقرب بها إلى الله ويسأله من فضله، فالله يحب أن يرى حاجة عبده إليه وسؤاله وتوكله عليه. وليلة القدر هي فرصة خاب من خسرها ورغم أنفه. فعلى كل منا أن يغتنمها ولا يفرط فيها ولا يتكاسل أو يتغافل عن ذكر الله والدعاء والتقرب إليه، فهي ليلة من أدركها حيزت له الدنيا وما فيها. فعلينا أن نجتهد بالعمل الصالح والطاعات والصدقات، وأن نتوب إلى الله توبة لا نعود بعدها إلى أي ذنب أبدًا. وهي ليلة تُضاعف فيها الحسنات ويُجزى كل من أقامها خير الجزاء. ولله في ليلة القدر عتقاء من النار نسأل الله أن نكون منهم.

أضف تعليق

error: