دعاء الغبار والريح والعواصف والعج

في كُلِّ موسمٍ نرى من حالة الطقس مثل ما تمر به بعض البلاد الآن؛ نسعى جاهدين لنتعلم ونحفظ ونردد دعاء الغبار والريح والعواصف والعج. وكذلك نبتهل إلى الله تعالى أن تمر هذه الظروف المناخية القاسية على مرضى الجهاز التنفسي بخير وألا تُصيب مكروها في أهلنا وأولادنا.

الغبار جند من جنود الله

الغبار من الحوادث الكونية التي تحدث في هذا الكون، يجليها رب العالمين لحكمة لا نعلمها نحن، وقد بين لنا -سبحانه- قال (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين).

وبين أنه يرسل الريح على من يشاء من عباده كعذاب؛ قال عن عاد (أرسلنا عليهم الريح العقيم ; ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم).

ويقال أن عاد أهلكوا بالغبار، لأنه استمر عليهم (سبع ليال وثمانية أيام حسوما) وفي ذاك الوقت لم يكن هناك مستشفيات ولا مراكز رعاية طبية متخصصة؛ فكان منهم من مات اليوم الأول والثاني والثالث والرابع، حتى إذا انتهت المدة كان آخرهم قد أتى عليه الأمر ومات.

دعاء الغبار والريح , دعاء العواصف والعج
دعاء الغبار والريح

الأخذ بالأسباب وقت الريح والغبار

لكن -الحمد لله- نحن في هذا العصر الآن الطب متقدم والمساكن متهيئة ووسائل المحافظة على الإنسان، وطرق الوقاية منتشرة؛ ولذلك يجب علينا أن نأخذ بالحذر.

فتوصية للأسر، أنتم مسؤولون عن أطفالكم الصغار؛ احفظوهم.

هذا الغبار هو سبب من أسباب ضيق التنفس؛ ولهذا، فالأخذ بالأسباب عمل محبب شرعا وفيه أجر عظيم.

ففي اعتنائك بنفسك وطفلك وآل بيتك تنال الأجر من الله سبحانه وتعالى.

كما يجوز لك الصلاة في البيت إذا خفت على نفسك أو على أطفالك من نوبات ربو أو الحساسية أو أمراض كهذه، هذا عذر لمن خاف.

يصلي في بيته وله أجر الجماعة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في حديث ثابت من رواية أبو موسى الأشعري (إذا مرض العبد أو سافر كتب له من العمل ما كان يعمله وهو صحيح مقيم).

دعاء الغبار والريح والعواصف والعج
صورة: دعاء الغبار والريح والعواصف والعج

دعاء الغبار والريح

وهنا الأمر الثالث الذي نحب أن نذكر الأخوة به هو الدعاء؛ فكثيرون يسألون عن دعاء الغبار والريح لهذه الأوقات؛ ففي حديث للنبي -صلى الله عليه وسلم-، من رواية أنس بن مالك يقول (كان إذا هاجت ريح شديدة قال: اللهم إني أسألك من خير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شر ما أرسلت به).

وفي صحيح الترمذي من رواية أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الريح قال اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به).

فالمؤمن دائما ما ترده هذه الحوادث إلى الله، وتجعله يعلن ضعفه الله وتجعله يطلب الحماية من الله؛ هذه عبادة.

وهذا الدعاء قد علمنا إياه النبي -صلى الله عليه وسلم- من أجل هذا؛ فالمؤمن إذا رأى هذا الغبار يقول هذا الدعاء: اللهم إني أسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به.

وفي حديث للرسول ﷺ؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما هبَّت الريح قط إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتَيْه، وقال: (اللهم اجعَلْها رحمة، ولا تجعلها عذابًا).

من أجلِك أيضًا هنا: أدعية الصباح للتحصين

التخويف من الغبار

يجدر القول أن تخويف الناس من الغبار للحذر، هذا أمر طيب، أما التخويف للإزعاج فلا يجوز.

أي أن نية الإنسان إذا كانت نيته إزعاج الناس وأذيتهم فهذا لا يجوز؛ أما إذا كانت نيته أن يحذر الناس ويقول يا جماعة الخير أفطنوا، رددوا دعاء الغبار والريح والعواصف والعج، ومن يعاني من الربو عليه أن ينتبه، واهتموا بصحتكم.. فهذا جزاه الله خيرا على ما يقوم به.

أضف تعليق

error: