خطبة عن القرآن الكريم مكتوبة «قصيرة & مشكولة»

خطبة عن القرآن الكريم مكتوبة , قصيرة , مشكولة

نعلَم أننا قدَّمنا -آنفًا- خُطب جمعة كثيرة عن هذا الموضوع؛ لكننا اليوم نزيدكم بهذه المبارَكة؛ إنها خطبة عن القرآن الكريم مكتوبة؛ لكنها قصيرة وتتناسب مع الأئمة والخطباء الذين يريدون محتوى قصير يتناسب مع الوقت المُتاح لهم على المنابر.

الخطبة أيضًا مشكولة؛ وهي بهذا تكون مستوفية القواعد النحوية والبلاغية التي تجعل منها تحفة منبرية صغيرة.

مقدمة الخطبة

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، هُدًى وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ ﷻ: (الم * ذَلِكَ ‌الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ).

مقدمة الخطبة

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ الْقُرْآنَ هُوَ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَكِتَابُهُ الْمُبِينُ، (‌نَزَلَ ‌بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)، جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِنْ رَبِّ الْعِزَّةِ ﷻ، عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَلَقَدْ أَقْسَمَ اللَّهُ ﷻ عَلَى عَظِيمِ كَرَامَةِ الْقُرْآنِ، وَسُمُوِّ مَنْزِلَتِهِ فَقَالَ: (فَلَا أُقْسِمُ ‌بِمَوَاقِعِ ‌النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ ‌مَكْنُونٍ). أَيْ: مَصُونٍ مَحْفُوظٍ، وَوَصَفَهُ ﷻ بِأَبْلَغِ الصِّفَاتِ، فَمِنْ صِفَاتِهِ أَنَّهُ مُبِينٌ، قَالَ ﷻ: (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ‌الْمُبِينِ). أَيِ: الْوَاضِحَةِ مَعَانِيهِ لِلْمُتَدَبِّرِينَ، الْبَيِّنَةِ آيَاتُهُ لِلْمُتَأَمِّلِينَ، نَزَلَ بِأَفْصَحِ اللُّغَاتِ، وَأَحْكَمِ الْعِبَارَاتِ، يُبَيِّنُ لِلنَّاسِ أَمْرَ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ، وَيَدْعُوهُمْ إِلَى مَا يُهَذِّبُ سُلُوكَهُمْ وَأَخْلَاقَهُمْ، وَيَهْدِيهِمْ إِلَى مَا فِيهِ خَيْرُهُمْ وَسَعَادَتُهُمْ، فَيُنَظِّمُ لَهُمْ عَلَاقَتَهُمِ بِوَالِدِيهِمْ، قَالَ ﷻ: (وَوَصَّيْنَا ‌الْإِنْسَانَ ‌بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا).

وَيَضْبِطُ عَلَاقَاتِهِمْ مَعَ زَوْجَاتِهِمْ، قَالَ ﷻ: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) وَيَأْمُرُ بِالتَّعَامُلِ مَعَ الْمُجْتَمَعِ بِأَمَانَةٍ وَأَخْلَاقٍ، قَالَ تَبَارَكَ اسْمُهُ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) وَفِي كُلِّ جَوَانِبِ الْحَيَاةِ يَصْحَبُكَ الْقُرْآنُ، فَيُقَدِّمُ لَكَ الطَّرِيقَةَ الْمُثْلَى، وَيَدُلُّكَ عَلَى السُّلُوكِ الْأَفْضَلِ.

يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ: إِنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ لَا يَشْبَعُ مِنْ تِلَاوَتِهِ التَّالُونَ، وَلَا يَمَلُّ مِنْهُ الْقَارِئُونَ، فَبِقِرَاءَتِهِ تَخْشَعُ جَوَارِحُهُمْ، وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ، قَالَ ﷻ: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ‌تَقْشَعِرُّ ‌مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)، فَاللَّهُمَّ انْفَعْنَا بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَاجْعَلْهُ لَنَا نُورًا وَهُدًى وَرَحْمَةً، وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلًا بِقَوْلِكَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

ولا تفوتكم هنا: خطبة مكتوبة عن فضل القرآن الكريم وبعض معانيه التي جاء بها

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَأَمَرَنَا بِتِلَاوَتِهِ وَوَعَدَنَا بِالْأَجْرِ الْمُضَاعَفِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ.

أَيُّهَا الْمُعَظِّمُونَ لِكَلَامِ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ ﷻ دَعَانَا إِلَى تَدَبُّرِ كِتَابِهِ، لِنَفْهَمَ مُرَادَهُ، وَنُدْرِكَ مَقَاصِدَهُ، وَنَقِفَ عَلَى دَقَائِقِ حِكْمَتِهِ، وَكُنُوزِ مَعَانِيهِ، قَالَ ﷻ: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ‌لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فَنَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِ، لِنَفُوزَ بِثَوَابِهِ، وَنَنَالَ شَفَاعَتَهُ، قَالَ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‌شَفِيعًا ‌لِأَصْحَابِهِ».

فَلْنَحْرِصْ عَلَى مُصَاحَبَةِ كِتَابِ اللَّهِ؛ فَنَعْمَلَ بِمَا فِيهِ، ونَقْرَأَ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ، فَذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَدَّخِرُهُ الْمُؤْمِنُ فِي صَحِيفَتِهِ، وَيُقَدِّمُهُ لِآخِرَتِهِ، قَالَ ﷻ: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

فَاللَّهُمَّ اجْعَلِ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا، وَنُورَ صُدُورِنَا، وَارْزُقْنَا تِلَاوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ، عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنَّا. وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الْأَكْرَمِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ: اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ.

لقد قدَّمنا لكم يا إخواني خطبة عن القرآن الكريم مكتوبة «قصيرة & مشكولة»؛ وهذه التي نختم بها؛ هي خطبة عن هجر القرآن – مؤثرة/مكتوبة. نتمنَّى أن نكون قد قدَّمنا لكم محتوى متكامل مترابط تنتفعون به والمصلون جميعًا.

أضف تعليق

error: