خطبة عن الإسراف والتبذير – مكتوبة/مشكولة

تمت الكتابة بواسطة:

خطبة جمعة مكتوبة ومشكولة عن الإسراف والتبذير

نعم؛ هذا أحد أهم الموضوعات التي يجب أن تُطرَح ويجب التحذير منها؛ ولذلك أتيناكم. فمعنا اليوم خطبة عن الإسراف والتبذير؛ وهذه المرَّة ليست مكتوبة فقط وإنما مشكولة —أيضًا— بالكامِل.

دعوني أولا أن أُبرز لكم كيف أن الإسراف مذموم، حتى لغويًا؛ فانظروا إلى مرادف الكلمة: تبذير، إهدار، تبديد، تضييع، مبالغة، إفراط، هدر، تجاوز، شطط، زيادة.. وغيرها من الألفاظ التي تدل على الذَّم لهذه الأفعال والسلوكيات.

مقدمة الخطبة

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحَلَّ لَنَا الطَّيِّبَاتِ، وَفَتَحَ عَلَى عِبَادِهِ البَرَكَاتِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ خَزَائِنُ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، مَنْ أَلْبَسَهُ اللهُ عَظِيمَ الخُلُقِ وَجَمِيلَ السَّجَايَا وَالصِّفَاتِ، ﷺ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَأَتْبَاعِهِ الدَّارِجِينَ فِي أَعْلَى المَقَامَاتِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّـقُوا اللهَ —عِبَادَ اللهِ—؛ فَبِتَقْوَاهُ تَطِيبُ الحَيَاةُ، وَتَكُونُ السَّعَادَةُ وَالنَّجَاةُ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.

الخطبة الأولى

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ: إِنَّ هَذَا الدِّينَ الَّذِي أَكْمَلَهُ اللهُ لَكُمْ، وَأَتَمَّ بِهِ النِّعْمَةَ عَلَيْكُمْ، جَاءَ بِكُلِّ مَا تَتَحَقَّقُ بِهِ المَصْلَحَةُ، وَتَكُونُ بِهِ المَنْفَعَةُ، فَفِيهِ تَمَامُ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ الرُّوحُ، وَغَايَةُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الجَسَدُ، وَكَيْفَ لا يَكُونُ كَذَلِكَ وَهُوَ دِينُ الفِطْرَةِ، وَلا تَزَالُ الأَيَّامُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، وَالحَادِثَاتُ حَادِثَةً بَعْدَ حَادِثَةٍ تُجَلِّي عَظَمَةَ هَذَا الدِّينِ، وَصَلاحِيَّتَهُ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، وَمُلاءَمَتَهُ لِلْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللهُ النَّاسَ عَلَيْهَا، وَإِنَّ مِنَ الحَقِّ المُبِينِ قَولَ الحَقِّ ﷻ فِيهِ: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.

وَانْظُرُوا —رَحِمَكُمُ اللهُ— في الرِّسَالَةِ الخَاتِمَةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا نَبِيُّنَا ﷺ؛ فَإِنَّ مِنْ رِسَالَتِهِ تَحْلِيلَهُ الطَّيِّبَاتِ لَنَا، وَأَنَّهُ وَضَعَ عَنَّا الإِصْرَ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَنَا، نَعَمْ، إِنَّهُ الرَّسُولُ الَّذِي وَصَفَهُ رَبُّهُ بِأَنَّهُ رَحْمَةُ اللهِ لِلْعَالَمِينَ، إِنَّهُ الرَّسُولُ الَّذِي قَالَ فِيهِ مَنْ أَرْسَلَهُ: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾.

وَتَدَبَّرُوا —عِبَادَ اللهِ— فِي خَاتِمَةِ الآيَةِ، وَانْظُرُوا في عَاقِبَةِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَيَتَّبِعُهُ؛ فَإِنَّ العَاقِبَةَ الفَلاحُ فِي الدَّارَيْنِ؛ فَكَانَ مِنْ بِشَارَةِ اللهِ لِعِبَادِهِ ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

ومِنَ الفَلاحِ فِي الدُّنْيَا تَوْفِيقُ اللهِ الإِنْسَانَ لِأَنْ يَتَحَقَّقَ لَهُ الدُّخُولُ فِي زُمْرَةِ الأُمَّةِ الَّتِي أَثْنَى عَلَيْهَا اللهُ بِقَولِهِ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾، فَيَكُونَ الإِنْسَانُ بَعِيدًا عَنِ الإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ، بَلْ يَكُونُ فِي خُلُقِهِ وَسَطًا بَيْنَهُمَا، وَإِنَّ مِنْ أَحْسَنِ الحِكَمِ وَأَشْهَرِهَا عَلَى الأَلْسُنِ قَوْلَهُمْ: “خَيْرُ الأُمُورِ أَوْسَطُهَا”، وَجَاءَ فِي الأَثَرِ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ طَرَفَيْنِ وَوَسَطًا، فَإِذَا أُمْسِكَ بِأَحَدِ الطَّرَفَيْنِ مَالَ الآخَرُ، وَإِنْ أُمْسِكَ بِالوَسَطِ اعْتَدَلَ الطَّرَفَانِ؛ فَعَلَيكُمْ بِالأَوْسَاطِ مِنَ الأَشْيَاءِ»، وَإِذَا كَانَ اللهُ جَلَّ جَلالُهُ قَدْ أَحَلَّ لِعِبَادِهِ الزِّينَةَ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ فَإِنَّهُ قَدْ أَرْشَدَهُمْ إِلَى التَّوَسُّطِ بَيْنَ الإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ؛ فَإِنَّ الإِفْرَاطَ ضَرَرٌ، وَالتَّفْرِيطَ ضَرَرٌ أَيْضًا؛ فَالإِفْرَاطُ يُولِجُ الإِنْسَانَ فِي الإِسْرَافِ، وَالتَّفْرِيطُ يُولِجُهُ فِي التَّقْتِيرِ، وَكِلاهُمَا مَذْمُومٌ.

فَحَسْبُ المُسْرِفِ أَنَّ اللهَ لا يُحِبُّهُ، وَقَدْ قَالَ رَبُّنَا ﷻ: وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ، وَحَسْبُ الشَّحِيحِ أَنَّهُ بَعِيدٌ عَنِ الفَلاحِ؛ لأَنَّ الفَلاحَ مِنْ شَأْنِ مَنْ يُوقَى شُحَّ نَفْسِهِ، يَقُولُ اللهُ ﷻ: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

وَلا بُدَّ مِنْ بَيَانٍ لِلْخُلُقِ العَدْلِ بَيْنَ الإِسْرَافِ وَالتَّقْتِيرِ، وَهُوَ الَّذِي وَصَفَهُ اللهُ بِقَولِهِ: ﴿وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾، فَبِبَيَانِهِ يَعْرِفُ الإِنْسَانُ الإِسْرَافَ فَيَجْتَنِبُهُ، وَيُدْرِكُ الشُّحَّ فَيَقِي نَفْسَهُ مِنْهُ، فَالخُلُقُ العَدْلُ بَيْنَ الإِسْرَافِ وَالتَّقْتِيرِ هُوَ الإِنْفَاقُ وَفْقَ الحَاجَةِ الحَقِيقِيَّةِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَلا نُقْصَانٍ؛ لأَنَّ الزِّيَادَةَ إِسْرَافٌ، وَالنُّقْصَانَ شُحٌّ وَبُخْلٌ —وَالعِيَاذُ بِاللهِ—.

وَلَوْ جَعَلَ النَّاسُ قَوْلَ اللهِ ﷻ: ﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا﴾ مِنْ مَكْنُونَاتِ قُلُوبِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَ بِهَا عَلَى الدَّوَامِ، لَسَلِمَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مِنْ مِحْنَةِ الدَّيْنِ الَّتِي تَجْعَلُ الإِنْسَانَ مَحْسُورًا، لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ لِخُلُوِّ كَفِّهِ، وَنَجَا أُنَاسٌ مِنْ لائِمَةِ البُخْلِ لِتَقْصِيرِهِ عَنِ الحَاجَةِ؛ فَالْبَخيلُ يَلومُهُ أَهْلُهُ، وَيَلُومُهُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِ، وَلا شَكَّ أَنَّ نَفْسَهُ تَلُومُهُ أَيْضًا لِحِرْمَانِهَا وَحِرْمَانِ غَيْرِهَا.

وَإِنَّ مِنْ صِفَاتِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ ﴿يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا﴾ أَنَّهُمْ ﴿إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيمُ.

وهذه يا أكارِم: خطبة «ثلاث منجيات» عظيمة ومؤثرة

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، ﷺ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَأَتْبَاعِهِ المُهْتَدِينَ.

أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّـقُوا اللهَ —عِبَادَ اللهِ—، وَلْنُدْرِكْ مَعْنَى الحَاجَةِ إِدْرَاكًا حَقِيقِيًّا، فَكَمْ مِنْ إِنْسَانٍ اشْتَرَى مَا لا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مُتَوَهِّمًا حَاجَتَهُ إِلَيْهِ؛ فَدَفَعَهُ فِعْلُهُ هَذَا بَعْدَ حِينٍ إِلَى بَيْعِ مَا كَانَ مُحْتَاجًا إِلَيْهِ حَقِيقَةً.

وَقَدْ قِيلَ: “مَنِ اشْتَرَى مَا لا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ بَاعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ”، فَيَقَعُ فِي اللَّائِمَةِ الَّتِي حَذَّرَ اللهُ مِنْهَا.

وَإِنَّ مِنْ وُجُوهِ الإِسْرَافِ الإِكْثَارَ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَأَصْنافِهِما، وَخُصُوصًا فِي الوَلائِمِ وَالمُنَاسَبَاتِ، وَمَا أَكْثَرَ مَا يُرْمَى مِنْ تِلْكَ المَوَائِدِ! نَاسِيًا فَاعِلُ ذَلِكَ أَنَّهُ مَسْؤُولٌ عَنْ ذَلِكَ وَمُحَاسَبٌ، وَمَا أَكْثَرَ ذَوِي الحَاجَةِ الَّذِينَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يُصْرَفَ إِلَيْهِمْ مَا كَانَ زَائِدًا عَلى الحَاجَةِ!

وَلَمَّا كَانَ مِثْلُ هَذِهِ المَشَاهِدِ يَتَكَرَّرُ نَادَى اللهُ بَنِي آدَمَ فَقَالَ لَهُمْ: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾، نَعَمْ ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ﴾، لِمَاذَا؟ ﴿إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾.

وَكَمْ مِنْ إِنْسَانٍ —أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ— تَكَلَّفَ تِلْكَ الوَلِيمَةَ وَكَانَتْ فَوْقَ طَاقَتِهِ، فَصَارَ بَعْدَ فَرَحِ سَاعَةٍ إِلَى حَسْرَةٍ، وَإِلَى هَمٍّ بِاللَّيْلِ وَذُّلٍّ بِالنَّهَارِ مِنَ الدَّيْنِ. وَآفَةُ الآفَاتِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَحْيَانِ هِيَ رُؤْيَةُ الإِنْسَانِ غَيْرَهُ، وَأَنْ يَفْعَلَ مِثْلَ فُلانٍ، وَيَبْنِيَ مِثْلَهُ وَتَكُونَ لَهُ سَيَّارَةٌ مِثْلَهُ، حَتَّى يَغَرَقَ فِي الدُّيُونِ، وَكانَ في غِنًى عَنْ ذَلِكَ، لكِنْ دَفَعَهُ التَّقْلِيدُ الأَعْمَى إِلَى تِلْكَ الحَالِ المَذْمُومَةِ، وَإِنَّ فِي آيَةِ الإِسْرَاءِ إِشَارَةً إِلَى النَّدْبِ إِلَى الادِّخَارِ وَلَوْ شَيْئًا يَسِيرًا؛ فَقَدْ نَهَى اللهُ عَنْ بَسْطِ اليَدِ كُلَّ البَسْطِ، فَكَانَ ذِكْرُ نَوْعِ البَسْطِ بِوَصْفِهِ ﴿كُلَّ الْبَسْطِ﴾ إِشَارَةً إِلَى اليَدِ الَّتِي لا تُمْسِكُ شَيْئًا، فَهِيَ تُنْفِقُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، وَهِيَ يَدٌ مَذْمُومَةٌ عِنْدَ اللهِ.

وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ فِي الأُضْحِيَّةِ: «كُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا»، فَمَا بَالُنَا بِغَيْرِ الأُضْحِيَّةِ!

وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلا سَرَفٍ —أَيْ مِنْ غَيْرِ كِبْرٍ وَلا إِسْرافٍ—؛ فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عِبادِهِ».

هذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ الأَمِينِ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ بِذَلكَ حِينَ قَالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمتَ عَلَى نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وعَنْ جَمْعِنَا هَذَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

كما قدَّمنا لكم أعلاه خطبة عن الإسراف والتبذير، يمكننا أيضًا أن نقترح عليك مواصلة الاطلاع والترقّي، وذلك بالمرور على هذه المبارَكة؛ إنها خطبة عن نعمة الماء وحسن تدبيره والمحافظة عليه. نسأل الله ﷻ أن ينفعنا وإياكُـم بكل ما نقدمه لكم من خطب منبرية في موقع المزيد.كوم؛ والله وليّ التوفيق.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: