حيل جذب الفنادق للنزلاء

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , غرفة , الفنادق , النزلاء

6 حيل تلجأ إليها الفنادق لجذب المزيد من النزلاء فاحذرها

في ظل المنافسة الشديدة بين شركات صناعة الفندقة ومحاولة كلٌ منها البحث عن موطأ قدم في الأسواق المحلية والدولية قد تلجأ في بعض الأحيان – أو قل في أكثرها – إلى التحايل بعبارات غامضة وصور يشوبها التلاعب لجذب عدد أكبر من العملاء نحوها، وقد زاد من حدة هذا التحايل الذكي إعتماد المسافرون على المواقع الإلكترونية كبوابة أساسية للتعرف على تفاصيل الوجهة السياحية المرغوبة ومن بينها فنادق الإقامة.

والجدير بالذكر والتنبيه هو أن المقصود هنا ليس تشويه سمعة الفنادق والقائمين عليها، وليس المقصود كذلك تصوير الأمر على أنه كذب صريح، بل المقصود إيضاح أن المنافسة الشديدة بين أبناء الصناعة الواحدة – أياً كان مجالها وإختصاصها – في العالم الرأسمالي المعاصر حدت بالغالبية العظمى إلى تجميل صورتها قدر الإمكان، عملاً بالمبدأ الشعبي القائل “أنا لا أكذب ولكني أتجمل”، ومن هنا يبدأ صاحب الصنعة بتعمد اللجوء إلى الصيغ المبهمة والمطاطة مع إستخدام محترف لتقنيات التصوير الحديثة لإيصال رسالة تسويقية لا يثبت منها واقعياً سوى نسبة بسيطة.
وفيما يلي نعرض أمثلة لأبرز ستة نقاط تحايلية تعمل الفنادق على تجميل صورتها من خلالها قدر ما تستطيع:

سعر الإقامة يشمل وجبة غذائية أو أكثر

وهو أمر حقيقي فعلاً والفنادق لا تكذب فيه مطلقاً، ولكن الواضح من العبارة أنها مطاطة وتُخفي خلفها مجموعة من الحقائق قلما يُشغل النزيل نفسه بالسؤال عنها، فإذا تحدثنا عن وجبة الإفطار مثلاً فهل هي وجبة كاملة أم أنها ستقتصر على كوب من الشاي مع شرائح صغيرة من المعجنات؟! وهل هي متاحه متى استيقظ النزيل من نومه أم أنه مُلزم بتوقيتات زمنية معينة للحصول عليها وبعدها يكون عليه دفع مقابل مادي؟! وقِس على ذلك باقي الوجبات الغذائية، بذلك نجد أن العبارة التسويقية ليست كاذبة ولكنه يشوبها بعض التضليل وعدم الحسم.

يقع الفندق على بُعد 15 دقيقة من !!!

عامة الفنادق تُبرز موقعها المكاني ومدى قربه من مناطق الجذب السياحية المهمة ومركز المدينة المفعم دائمًا بالحيوية والحركة، فالقاعدة الفندقية تقول أن المكان عامل مؤثر في نصف المبيعات، وفي هذه النقطة تقوم الفنادق بالتسويق لنفسها على الإنترنت بشيء من الغموض، فتذكر أن الفندق قريب من الشاطئ بواقع 15 دقيقة بالسيارة أو سيراً على الأقدام، والحقيقة أن سرعة سير كل شخص تختلف حتماً عن شخص آخر، وكذلك الحال عند ركوب السيارات حيث أن المدى الزمني للوصول يتوقف على مدى السيولة المرورية، وبذلك يشوب مثل هذه الصيغ التسويقية بعض التجميل، والأدق الذي لا تحايل فيه هو ذكر طول المسافة بين الفندق وبين المزار السياحي بمقياس عددي محدد مثل الكيلومترات.

الغرفة مطلة على !!!

كثير من الفنادق يمتلك أنماط إطلالية مختلفة للغرف فنجد فيها تلك الغرف المطلة على البحر أو على المسبح أو على الحدائق، لكن الحقيقة المعمارية أنها ليست كلها تطل على المنظر الفلاني بنفس الكيفية، فالإطلالة على البحر لا تحدث بشكل مباشر وواسع مع كل الغرف من فئة الـ (Sea View)، فمنها المطل بشكل كامل وعريض ومنها ما يطل على البحر من زاوية محددة، ومنها الإطلالة القريبة ومنها الإطلالة البعيدة، بذلك يتضح لنا أن الجملة التسويقية من بابها تحمل نوعًا من التجميل بترك الأمر على عمومه.

الفندق يقدم خدمة الواي فاي بالمجان

إرتباط الإنسان بشبكة الإنترنت أصبح ضرورة حياتية مُلحة، لذلك تلجأ الفنادق كسباً لمزيد من النزلاء إبراز تميزها بتقديم هذه الخدمة، ولكن تلك الفنادق لا تحدد في تسويقها للخدمة سرعتها وأماكن توافرها بالمجان داخل كامل المنشأة، الأمر الذي يُصدم معه النزيل حين يذهب إلى الفندق ويكتشف أنها متوفرة في منطقة المدخل الرئيسي فقط (اللوبي)، وتزيد صدمته حين يكتشف أن عليه دفع رسوم إضافية للحصول على الخدمة داخل غرفته الخاصة، ويشعر بالتضليل حين يكتشف حتى بعد دفع الثمن أن سرعة الخدمة لا تتكافأ مع عدد المستخدمين، ومن ثَم الدعاية التسويقية صحيحة إلا أنها متحايلة.

إخفاء الحديث عن الخدمات الغير مجانية

حين يسوق الفندق لنفسه يذكر ما فيه من مرافق وطبيعة الخدمات التي يقدمها لضيوفه، ولكنه يُهمل عن عمد توضيح أن هذه الخدمات لا تدخل في المدفوع سلفاً وأن النزيل عليه دفع المزيد من المال للحصول على هذه الخدمة، فعلى سبيل المثال الكل يذكر أنه يمتلك سبا ونادي صحي وسونا وصالة رياضية لكن لا أحد يذكر أن هذه الخدمات يلزمها مالي إضافي.

تجميل الصورة

بجانب العبارات الفضفاضة تلجأ الفنادق إلى التلاعب عمداً في صور الفندق، إما بإعادة تجميل الصور بعد إلتقاطها أو بالتصوير المحترف والذي يُظهر الغرف والمرافق بأحجام وإمكانيات أكبر مما هي عليه، لذلك نجد بين أيدينا في النهاية مجموعة صور تختلف عن الواقع تماماً.

كما سبق ونبهنا ليس المقصود إلصاق رذيلة الكذب بمحترفي صناعة الفندقة، ولكن المقصود التوعية والتنبيه حتى لا يتعكر صفو الرحلة من فهم مغلوط لخفايا الأمور ودقائقها، والمثير للإعجاب أن المواقع الإلكترونية كما أنها باب للتجمل فهي أيضاً نفس الباب لبث الحقائق، من هنا تكون الخطوة الحاسمة في قرار اختيار الفندق هي صور النزلاء القدامى وتعليقاتهم وانطباعاتهم عن جودة المكان وخدمته وعدم الإكتفاء بالدعايات التسويقية المحترفة.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: