أسباب تكرار غياب الطلاب عن المدرسة وطرق الحد منه

أسباب تكرار غياب الطلاب عن المدرسة

رعاية الأبناء وتنشئتهم هو شأن مجتمعي تتحمله وزارة التربية والتعليم والأسرة أكثر من أي مؤسسات أخرى، وهذا لا ينفي أهمية المؤسسات الأخرى ولكنها تكون أقل مسؤولية، فالقاعدة الأساسية بالنسبة لدعم الأسرة أن تكون الأسرة متعاونة مع التربويين والوزارة وقد يَشُذْ عن تلك القاعدة بعض أولياء الأمور ولكن عددهم ليس بالكثير.

ومن المؤسف جداً أن تُلقي كل مؤسسة اللوم على الأخرى في أي تقصير يحدث في متابعة الطلاب، أولا أو آخراً هو شأن مجتمعي من الدرجة الأولى تتحمله المؤسسات كلها،ة فالطلاب يحتاجون توجيه ومتابعة ورعاية من كل الأطراف.

ويجب أن يكون هناك استعداد من جميع الأطراف المعنية في العملية التربوية مثل عمل حملات توعية من قِبل الوزارة للجميع بأهمية دور المجتمع في المشاركة في حل أي مشكلة قد تواجه الطلاب، وخاصة مشكلة الغياب فهي مشكلة كبيرة جداً يجب أن يتكاتف الجميع لحلها.

أسباب ظاهرة غياب الطلاب من المدارس

ذكر “أ. صلاح خميس الحوسَني ” نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين أن تلك الظاهرة مرتبطة بالمناسبات، كالإجازات الرسمية والفترة قبل الاختبارات، فنجد عزوف واضح من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، والغياب بدون عُذّر ينقسم إلى غياب فردي وغياب جماعي وكلٌ له أسبابه، ولكن الغياب الجماعي المتزامن مع المناسبات منتشر أكثر من الغياب الفردي ويكون أسبابه جماعية، بعكس الغياب الفردي الذي يكون أسبابه متوقفة على الفرد والتي يمكن أن تكون من غير عُذر.

أنواع الغياب

الغياب الجماعي يكون فيه شبه اتفاق بين الطلاب، على سبيل المثال غيابهم قبل الاختبارات أو بعد الأعياد أو أي احتفالات وطنية، أما الغياب في الحالات الفردية؛ تختلف أسبابه من طفل لآخر.

ويعود ذلك للباحث الاجتماعي في المدرسة فهو يقوم بوضع الخطة العلاجية على أساس ما يلاحظه.

تقرأ هنا أيضًا فوائد وأهمية برنامج الإكسل لطلاب الجامعات

أثر الغياب المتكرر على الطالب

أضاف الحوسَني، هناك لائحة وضعتها وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات بقرار وزاري لإدارة سلوك الطلاب، ومن ضمن السلوك الموجود في تلك اللائحة هو الغياب بدون عُذر، ويكون هناك إجراءات واضحة ليتم ضبط الغياب المتكرر ومتابعته.

وهناك علاقة واضحة بين الغياب المتكرر والتحصيل العلمي للطالب، فهناك عام دراسي كامل المُعلم مُلتزم بتوصيل المواد العلمية خلال العام ويتخلل تلك الفترة توقيت الاختبارات والتقويم والمراجعة وذلك لإنهاء المنهج في كل فصل دراسي، فغياب الطالب يحرمه من متابعة هذه المادة بالشكل المدروس، ويحْرِمَه من تحقيق المهارات المطلوبة من كل مادة.

والجدير بالذكر أنه يوجد آثار للغياب لا تكون ظاهرة مثل تأثر برنامج الأسرة اليومي واضطرار أولياء الأمور العاملين من أخذ أجازات من أجل الانتباه لأبنائهم في حالة عم وجود من يراعهم، وقد يحدث هدر مالي غير مُتعمد من حيث تجهيز المدرسة خدمات للطلاب وتأثر المواصلات بالغياب أيضاً خاصة عندما يكون هناك غياب جماعي.

أثر البيئة الداخلية على التحصيل الدراسي

هناك لائحة وضعتها وزارة التربية والتعليم (لائحة إدارة السلوك الطلابي)، وفيها مخالفة الغياب بدون عذر وهي مصنفه من مخالفات الدرجة الثانية، مُوضح في اللائحة الإجراءات كاملة والخطوات التي يجب أن تتبع والأشخاص المعنيين في المدرسة، وتحتوي على جانب تقييم وتعديل سلوك جيد جدًا.

وأيضاً فيها جانب تعزيز للطالب المنتظم فاللائحة ليست فقط للمخالفين، فعند تفعيل تلك اللائحة من قِبل إدارة المدرسة سيتم ضبط الكثير من السلوك السيئ خاصة الغياب الجماعي، وهناك تفعيل لمجالس أولياء الأمور لإيجاد برامج تعزيزيه لحضور الطلاب والأنشطة اللاصفيه.

ويوجد تجارب نفذتها بعض المدارس لعلاج تلك الظاهرة، ولكن على الرغم من وجود غياب للطلاب فالوضع العام غير مُقلق والظاهرة موجودة في المناسبات فقط وهذا هو الأمر المُزعج فقط، ولكن بشكل عام الطلاب يلتزمون بالحضور.

تتعرّ هنا على التعلم النشط … الفرق بينه وبين التعلم التقليدي

رمضان في فترة الدراسة

تابع أ. صلاح، شهر رمضان شهر فضيل، وله خصوصية في قلوب جميع المسلمين وهو شهر عمل وعبادة، والغياب الجماعي يؤثر على أولياء الأمور والدولة كالهذر المالي وتغيير خطط الأسرة اليومية كما ذكرنا سابقاً.

فالبعض يعتقد أنه فرصه للراحة والنوم وهذا غير صحيح، فيجب أن تقوم المدرسة بنشر توعية مبكرة قبل حلول شهر رمضان، والبعد عن بث الرسائل السلبية بشكل أو بآخر على نفوس الطلاب، وبعض المدارس تقوم بتقليص وقت طابور الصباح، وتُلغى بعض الأنشطة الطلابية كالتربية البدنية.

أضف تعليق

error: