تعبير عن حب الوطن من الإيمان | قصير | في عهد النبي ﷺ والصحابة

تمت الكتابة بواسطة:

موضوع تعبير , حب الوطن من الإيمان , مقال قصير , عهد النبي ﷺ والصحابة

في مقال قصير، سيدور الحديث حول الغالي والنّفيس. هُنا موضوع تعبير عن حب الوطن من الإيمان. مُسْتدلّين بذلك بسياقٍ في عهد النبي ﷺ والصحابة.

الأصمعي قال: (إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه، وتشوُّقه إلى إخوانه، وبكائه على ما مضى من زمانه)

هذه كلمات “الأصمعي” يتغنى في حب الوطن، ويقول أن الإنسان الحُرّ إنما يتمسك بهذه الفِطرة، لأنها فِطرة الأسوياء، يحبون أوطانهم. فقال إنّ مما يدل على حرية الرجل حنينه إلى أوطانه.

إذًا فإن الإنسان الذي لا كرامة له ولا حرية له، فلا علاقة لهُ بالوطن. يتّهِمه ويخونه، ولا يُقِيم له وزنًا. والوطن بالنسبة له مجرد حفنةٍ من التراب.

حب الوطن مع النبي ﷺ والصحابة

ولنتعلَّم حب الأوطان من أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. كيف كانوا يحبون وطنهم؟ وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى ذلك؟

وهذا سنتناولهُ في حديث شريف عن حب الوطن جَمع بين الرسول ﷺ وأصحابه الكِرام.

لما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة لم يتعودوا على أجواء وبيئة المدينة، فوَعِك أكثرهم، كثيرٌ مِنهم مَرِض بتغيير الجو، أو شوقًا إلى مكة التي عاشوا فيها وتربوا فيها ونشأوا فيها. فدخل سيدنا ﷺ يزور بعضهم، ومنهم سيدنا أبي بكر -رضي الله عنه وأرضاه- وجدهُ مريضًا. فقال له: كيف تجدك يا أبا بكر؟ فقال: يا رسول الله كل امرئٍ مُصَبّح في أهله، والموتُ أدنى من شِراك نعله.

فخرج من عنده ودخل على سيدنا بلال بن رباح -رضي الله عنه وأرضاه.

تأمَّل! رَغم أن “بلال” كان عبدًا رقيقًا في مكة، ومع كونه كان يعيش في مكة هكذا، إلا أنها كانت وطنًا له، وكان يعشقها وكان يحبها. لم يسخط عليها، لم يكُن ليقول: ماذا جنيتُ مِنها؟ على ماذا أحبها؟ وأخذَ يُعدد المساوئ والتُهم ويسب فيها. بل كان يحِنّ إلى وطنه ويشتاق إليه.

فقال له النبي ﷺ: كيف تجدك يا بلال؟ فقال بلال: ألا لَيْتَ شِعري هل أبيتَنَّ ليلةً بفَجٍّ وحولي إِذخِرٌ وجليلُ.

فكم يتمنى بلال لو يبيت ليلة في بيته، يرجع ولو لساعات في بلده الذي عشِقهُ وتربّى فيه.

فقال ﷺ طرِبَ القومُ إلى بلادهم.

رَغم أن حب الرسول لمكة المكرمة كان قويٌّ أيضًا، حيثُ قال “وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ”.

حب الوطن فِطرة

لما رأى فيهم ﷺ هذه الحالة قال “اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ”.

أي، كما حببت إلينا الوطن الأول مكة، حبب إلينا المدينة حتى نستطيع أن نتعايش مع هذه البيئة الجديدة مع هذه الأجواء. وألّا يحرِق الشّوق إلى الأوطان قلوبنا.

فِطرة الله -تعالى- في قلوب الأسوياء والعقلاء والصالحين وبنو البشر أجمعين.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: