تحصينات شرعية للمولود قبل وبعد الولادة.. أدعية أوصى بها النبي ﷺ

تمت الكتابة بواسطة:

تحصينات شرعية للمولود الجديد , أدعية أوصى بها النبي

هناك تحصينات للطفل قبل مولده وبعد مولده، بل وعند البناء بأمه. وهذا له أثره العظيم في تنشئة الطفل وحفظه بإذن الله.

تحصينات شرعية للجنين قبل الولادة

أولا عند بناء الرجل بامرأته، يُسَن له أن يضع يده على رأسها ويقول: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه.

إذا أراد أن يغشاها -يجامعها- يقول: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا.

فإنه أن قُدِّر بينهما في ذلك ولد لم يضره شيطان؛ كما قال النبي ﷺ.

وقيل في معنى «لا يضره شيطان»: أي لا يضره بالكفر، أو لا يضر بكبيرةٍ لا يتوب منها.

فعليك أيها المسلم بهذا الذِّكر، فإن لهذا أثره العظيم في حِفظ ولدك. ثم عليك أن تدعو الله بأن تُرْزَق مولودا صالحا، سالما من العيوب والآفات. عليك هذا الدعاء، وقد قال ﷻ في كتابه الكريم في شأن الأبوين الكريمين آدم وحواء -عليهما السلام- قالا ﴿لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾.

فادع الله بالولد الصالح وبالذرية الطيبة كما قال زكريا أيضًا ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء﴾. وكما قال الخليل -عليه السلام- ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾.

فعليك بالدعاء كي تأتي الذرية من أهل الفضل والصلاح.

تحصينات شرعية للمولود بعد الولادة

فإذا وضعت زوجتك فعَوّذ المولود بالله من الشيطان الرجيم. قالت أم مريم -عليها السلام وعلى ابنتها- لما وضعت ابنتها قالت ﴿رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾؛ أي: ألجأ إليك يا ربي، كي تحفظها وتحفظ ذريتها من الشيطان الرجيم.

فعليك بتعويذ المولود فور ولادته حتى يبدأ حياة محفوفة بحفظ الله له وبإعاذة الله له من شياطين الأنس ومن شياطين الجن.

وقد كان النبي ﷺ يعَوّذ حسنًا وحُسينا ويقول «أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة»، ويقول «إن أباكما إبراهيم -عليه السلام- كان يعَوّذ بها إسماعيل وإسحاق عليهما السلام».

شاهد أيضًا: 11 دعاء للمحرومين من الذرية – أعذب أدعية لطلب رزق الإنجاب

رسالة إلى من رزقه الله بمولود بنت

ولا تغضب يا عبد الله ولا تغضبي يا أمة الله، ولا تحزن ولا تحزني لكَون المولود جاء بنتا. فإن الذي ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ | أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا﴾ هو الله، فالذي قدَّر لك المولود ذكرًا أو أنثى أو جعلك عقيما هو الله، فكن راضيا بقضاء الله. وقد قال الله ﷻ في كتابه الكريم ﴿آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا﴾.

فلا تكن كأهل الجاهلية الذين ذكر الله أمرهم؛ فقال ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ | يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ﴾. فإياك أن تتبرم أو تتضايق لكون المولود جاء بنتا.

ونحن نعلم أن مريم -عليها السلام- كانت بنتا، كانت أنثى؛ ولكن كان لها شأن عظيمٌ. والرسول ﷺ رُزِق بفاطمة وغيرها من البنات ولم يعِش له ولد، كل أولاده ماتوا في الصغر. وفاطمة أنجبت حَسنا وحُسينا -رضي الله عنهما-.

وكذلك فإن الله قال في شأن الغلام الذي قتله الخضر ﴿وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا | فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا﴾.

وابن نوح كان ذكرًا -على نوحٍ السلام- ولكنه ذكرٌ كافر. قال ﷻ ﴿وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾.

وقد قال النبي ﷺ «من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو، وضم أصابعه». وقال «من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترا من النار».

فلا تحزن ولا تغضب لكون امرأتك رُزِقت ببنتٍ، فإن الله هو الذي قدَّر ذلك. والغلام في بطن أمه، الملك الموكل للرحم يستأذن ربه يقول: يا رب أذكر أم أنثى؟ وأنت في بطن أمك. فليس لك حينئذ من الأمر شيءٌ، فكن راضيا بقضاء الله سبحانه وبقدر الله ﷻ.

كذلك؛ شاهِد: ٦٧ دعاء للحمل والإنجاب – أدعية لحدوث الحمل بذكر أو أنثى بأعظم أوقات الاستجابة

وقد يكون الولد ابتلاءً وقد تكون البنت ابتلاءً، فاسأل ﷻ أن يجعلها صالحة وأن يجعله صالحا. فلا تملك من أمر نفسك شيئا، بل وأفضل منك لم يملك لنفسه من الأمر شيئا. إن سليمان -عليه السلام- قال: لأطوفن الليلة على ستين امرأة، تلد كل واحدة ولدا يجاهد في سبيل الله. قيل له: قل إن شاء الله. فلم يقل. فما ولدت منهن إلا واحدة، ولدت نصف إنسان. هذا وهو النبي الذي سُخِّرَت له الريح، وسُخِّرَت له الجن والدواب، إلى غير ذلك.

فكن راضيا بقضاء الله ﷻ، وعَوّذ الطفل فور ولادته، ﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾.

واطَّلِع هنا على: أثر صلاح الوالدين في صلاح الأبناء


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: