تاج العام الجديد 2023 هنا: مقال نصائحي + أجمل صور وخلفيات جميلة للتهنئة

في بداية العام الجديد 2023 الذي نتمنى أن يكون سعيد، نقول: الحمد لله الذي يمد في أعمارنا فنودع عامًا بعد عام ونستقبل أعوامًا أخرى ، بملامح أخرى وتفاصيل جديدة، تختلف كثيرًا وتتشابه قليلًا في ظاهرها وباطنها، ومع كل فترة مثل هذه الفترة التي نمر تتجدد فينا مشاعر الفرحة والأمل لاستشراف عام جديد لا يلبث أن يطل علينا بوجهه الباسم المشرق، ومشاعر الحنين التي نحمله لعام منصرم يلملم أوراه ويهم بالرحيل، حنين إلى كل ما فيه من لحظات السعادة والفرحة والحب، ولحظات اللقاء التي جمعتنا بمن نحب، ولا يخلو الحنين من بعض الوجع الذي نشع ر به جراء مرور الوقت وعدم قدرتنا على الإمساك بتلابيبه.

مع كل نهاية عام وبداية عام جديد ينبغي أن نبحث عن بدايات جديدة وعناوين جديدة لعامنا، وينبغي أن نضع خططًا وأهدافًا وتصورات مختلفة للعام الجديد لكي نتعرف على ملامحه ونحسن الاستعداد له، كل تلك التفاصيل وأكثر سنطرقها ونتعرض لها في مقالنا المطول حول البدايات الجديدة المرتبطة بالعام الجديد 2023.

قد تختلف الأفكار أو الرؤى أو طرق التعامل مع البدايات ولكن في النهاية يجب أن نعرف أن العمر مهما طال فهو قصير ومنته وأن كل بداية عام جديد أو شهر جديد أو حتى يوم جديد هي بداية ميلاد حياة جديدة وفرصة جديدة لتصحيح ما مضى أو على الأقل عدم تكرار الأخطاء، وخلق بدايات صحيحة بمنطق جديد قويم مبني على الإدراك والوعي الكافيين لتلك الحياة بكل مفارقاتها وتفاصيلها.

صور العام الجديد 2022

ليكن العمل الصالح تاج العام الجديد 2023

كلنا في تلك الحياة نعيش على مقومات أساسية تغذي أرواحنا وعقولنا وأجسادنا لنتمكن من مواصلة المسير والتحرك في تلك الحياة، ولكن لا يكفي أن نتزود بما يقيم وأدنا في الحياة فقط بل نحتاج إلى ما ندّخره من الرصيد الكافي الذي يكفل لنا الأمل في حياة منعمة في الدنيا والآخرة أيضًا، فما الدنيا إلا دار غرس وزرع نغرس فيها ما نريد لنحصده في أجل مسمى لا ريب فيه.

وفي بداية السنة الجديدة 2023 نحن جميعًا بحاجة إلى وقفة جادة مع أنفسنا ومحاولة صادقة لتقييم أعمالنا الصالحة، ومدى قربنا من الله وحرصنا على التقرب إليه بصالح الأعمال، بحاجة إلى تقييم عبادتنا وطاعاتنا والتزامنا بالفرائض وقيامنا بالسنن والنوافل.

وهنا من مقام الحديث عن بدايات سنة جديدة 2023 والذي نسأل الله أن يجعله عامًا سعيدًا طيبًا مباركًا فيه، وأن يرزقنا فيه حسن العمل وصلاحه والإخلاص فيه وقبوله، نوجه دعوة إلى الاستكثار من صالح الأعمال، ويمكنك عزيزي القارئ أن تستقبل عامك الجديد وأنت تعد نفسك لكل ما هو صالح ونافع من أعمال الخير، التي لا تحصى ولا تعد ولعل من أهمها ما يلي:

تجديد النية والإخلاص لله

ابتدئ من العام الجديد 2023 بالحرص على تجديد نيتك، وتجديد الإخلاص لله عز وجل، احرص على أن تقف وقفة حقيقية وأن تحدد ما ترجوه بعملك الصالح وما تبتغيه من سعيك، سل نفسك هل ترجو بعملك حسن الذكر أو جميل المدح؟ أم هل تجتهد لغايات دنيوية؟ أم أنك تخلص نيتك لله وتتقن عملك لوجهه، وتتقرب إليه بكل عمل تعمله.

سل نفسك وحدد إجابتك وجدد إخلاصك، لأن أي عمل مهما كان صالحًا أو طيبًا فلا قيمة له ما لم نخلص النية فيه لله عز وجل، ويعد محبطًا ويضيع هباءً، فإن النبي علمنا إنما الأعمال بالنيات وأن لكل امرئ ما نوى، فانو لخير وانو الإخلاص لله وتوحيده بالإخلاص لترتقوا وتحرروا من شهوات المدح والثناء التي تذهب أجور العمل وتوردنا موارد الهلاك والعياذ بالله، فلنبدأ مع العام الجديد 2023 بنية جديدة لا شريك فيها لأحد مع الله.

تجديد العهد مع القرآن الكريم مع قدوم العام الجديد 2023

من العبادات التي تحتاج إلى إعادة نظر علاقتنا بالقرآن الكريم وتلاوتنا له، لأننا للأسف انشغلنا في دوامات الحياة وألهتنا وسائل التسلية والترفيه التي أنعم الله بها علينا عن تلاوة كتاب الله ومطالعته وتدبر آياته.

فبينما نحن لا نطيق صبرًا على الابتعاد عن هواتفنا ولا التوقف عن متابعة أخبار الناس على وسائل التواصل الاجتماعي ولا نحتمل الانقطاع عن هذا العالم ولو لساعات، فإننا تركنا قرآننا وهجرناه فبتنا يمر علينا اليوم تلو اليوم، والشهر تلو الشهر دون أن نقلب صفحاته ولا نقرأ ما تيسر من آياته.

فمع بداية العام الجديد 2023 يجدر بنا أن نتدارك هذا الذنب العظيم ونعوض هذا التقصير الكبير في حق أنفسنا، والحرمان المرير الذي منينا به جراء هجر القران ونقرر أن نلتزم وردًا ثابتًا لا نتركه ولا نفرط فيه أبدًا ما دمنا أحياء.

صورة Happy New Year 2022

إحياء السنن خير بداية للعام الجديد

في بداية العام الجديد 2023 ينبغي أن نركز أكثر في السُنَن التي نضيعها وما أكثرها، ونعاهد أنفسنا على إحيائها والتزامها والقيام بها على الوجه الذي يرضي الله عنا، لأن فعل السنن والالتزام بها علامة حب الله ورسوله وهو من موجبات محبة الله ورسوله، ومن ثم فإننا في أمس الحاجة إلى أن نبدأ عامنا بداية مباركة وموفقة، وليس هناك أفضل من نية صادقة وتجديد العزم على التزام السنن وعدم تركها، فهي نور وبركة وراحة في الدنيا وثواب عظيم في الآخرة.

الدعوة إلى الله

من العبادات التي كلف بها كل مسلم عبادة الدعوة إلى الله والتبليغ عنه، فالدعوة إلى الله هي رسالة مشتركة بين المسلمين جميعاً، كل في موقعه وكل بطريقته وبحسب تخصصه وما يملكه من الملكات والمواهب، والدعوة إلى الله عز وجل هي من العبادات الرائعة التي تضيف للوقت والعمل والعبادة نفسها قيمة كبرى، وتجعل المسلم مؤثرًا ونافعًا لنفسه وغيره، لذا فمن الرائع أن نبدأ عامنا الجديد بأهداف جديدة أسمى وأغلى من مجرد النجاح الدنيوي القصير في الحياة الشخصية أو العملية، فمع بداية العام الجديد 2023 ارفعوا شعارًا جديدًا هو شعار طاعة الله بالدعوة إلى الله.

الحفاظ على الصلاة أفضل الالتزام هذا العام

الصلاة من أهم العبادات ومعظمنا مقصر فيها، فمنا من يتساهل في أقامتها على وقتها ومنا من لا يعطيها حقها ومنا من يجمع بين التقصيرين، ومن ثم نعاني ما نعانيه في تلك الحياة من الضغوط والمشاكل النفسية والاجتماعية، والبعد عن الله عز وجل والتخبط في دروب الحياة، والتعثر وعدم التوفيق، ولخيبات التي تلاحق كثيرًا منا في الكثير من مراحل حياته، وهذا لعمري ضريبة يدفعها معظم التاركين للصلاة والهاجرين لكتاب الله.

وبما أننا في انتظار العام الجديد 2023 فلم لا نبدأه بتجديد العهد مع الصلاة، وأن نتخذ منها وسيلة للراحة والسعادة والطمأنينة.

في بداية هذ العام قرر أن لا تترك فرضًا ولا تؤخره عن وقته ولا تسرقه حقه في القيام والركوع والسجود، اكتب على نفسك تعهد بالالتزام في هذا العام ولا تجعل عامك حجة عليك ولا تتركه يمضي وهو يتهمك بالتقصير في صلاتك كما تتهمك السنوات السابقة، يا رب عامًا جديدًا في الالتزام بالصلاة وطاعة الله.

Happy New Year 2022 Image

التنافس في الطاعات (الارتقاء بالعام الجديد 2023)

كلنا نتنافس في تحقيق المكاسب الدنيوية، والأهداف المادية، فنحن نحسد و نغار ممن يملك سيارة فارهة أو مالًا وفيرًا، أو بيتًا فخمًا أنيقًا، فلم لا نوجه غيرتنا إلى ما فيه رضا ربنا وصلاح أحوالنا، لم لا نغار ممن هداه الله إلى قيام الليل، أو من رزقه حفظ القرآن، أو من أرسل يده بالعطاء والكرم؟ فمع مطلع العام الجديد 2023 لنرتقي بمنافستنا وغيرتنا، فلنتنافس فيما يرضي الله عنا، لنتنافس في الصدقات وفي حفظ القرآن وفي مدارسة العلم وفي جبر خواطر الخلق وقضاء حوائجهم، دعونا نبدأ عامنا بالمنافسة الراقية الغالية.

الارتقاء بمفاهيمنا عن الطاعة

نحتاج مع استهلال هذا العام الجديد 2023 وفي ظل ما نملكه من أدوات هائلة تمكننا من العلم والمعرفة إلى الارتقاء بمفهوم الطاعة والالتزام عندنا وحكمنا على التدين وتصورنا عنه، لأننا بالفعل وللأسف الشديد نعاني من خلط المفاهيم وعدم الفهم الصحيح والدقيق لما يقتضيه ديننا السمح المعتدل، فنقع في هاوية الإفراط أو التفريط.

فلم لا نتخذ خطوات جادة مع بداية هذا العام نحو إصلاح مفاهيمنا والتعرف على ديننا بتحديد وقت للقراءة في كتب الشريعة والعقيدة والتوحيد، والتعرف على سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- وسير الصحابة الكرام، والتابعين، ونستقي الدروس والعبر من تلك المفاهيم ونتعلم حسن الخلق من الكتاب والسنة، إنها دعوة إلى أن نقف وقفة جادة مع تلك القضية لنكون هداة مهتدين، ولنضيف إلى عامنا الجديد الكثير والكثير من القيم الرائعة والمفاهيم الطيبة.

بداية العام الجديد 2023 وبداية جديدة مع الفيس بوك

تتوالى الأعوام عام بعد عام ونحن نتأخر في أشياء كثيرة ولكنا نتقدم بخطى حثيثة ومطمئنة فيما يتعلق بوسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة، نتقدم أكثر مما ينبغي ، ونتطور معها بصورة رائعة، لدرجة جعلت من وسائل التواصل الاجتماعي جزء لا يتجزأ من حياتنا وروتين يومنا وحالتنا النفسية والانفعالية، فسعادتنا أصبحت مرهونة برسالة تصلنا من أحدهم، أو تعليق أو لفتة إعجاب، أو خبر مفرح أو صورة معينة نشتاق إلى رؤيتها، وضيقنا واكتئابنا كذلك أصبح مرهونًا بخبر أو رسالة أو منشور نطالعه على الفيس بوك.

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك تمثل ركنًا من أركان حياتنا لا تستقيم أيامنا إلا بوجوده، وهنا وبما أننا نطرق أبواب عام جديد نسأل الله أن يجعله سعيدًا، نحتاج إلى وقفة وإعادة نظر في شكل وحجم علاقتنا بمواقع التواصل الاجتماعي وطريقة تعاطينا له، حيث نستطيع أن نأخذ منه ما ينفعنا ونعرض عما قد يضرنا، أو يجذبنا إلى الوراء أو يؤثر فينا بالسلب على المستوى الانفعالي أو الأخلاقي أو السلوكي، لتكون تلك الخطوة الأولى في هذا العام الجديد 2023 نحو بناء شخصية سوية متزنة إيجابية.

حدد علاقتك بالفيس بوك مع حلول العام الجديد 2023

مع بدء العام الجديد 2023 دعونا نتوقف قليلا ونضع بعض الأسئلة التي تقيم شكل ومضمون علاقتنا بالفيس بوك، لماذا نتصفح الفيس بوك؟ وكيف نتعامل مع ما يطالعنا به من أخبار؟ ومدى تأثير الفيس بوك على علاقتنا الإنسانية؟ وهل نحن فعلًا نحقق النفع المرجو من تلك الخطوة الرائعة في عالم التواصل؟

مهم جدًا أن تعرف وتحدد أهدافك من الفيس بوك، فمثلا اجعل هدفك الاطلاع على ما هو جديد والتواصل مع أهل الخبرة من تخصصك، وارتق بخبراتك الحياتية واليومية، واجعل تواصلك مع المجموعات الهادفة البناءة التي تكسبك المعرفة وتعينك على فعل الخير.

أما أخبار الفيس بوك فلا ينبغي تصديقها بشكل كامل ولا التصرف بناء ليها إلا إذا ثبت صحتها، لأنها للأسف تنطو على الكثير من الكذب والغش والتلاعب، فلا ينبغي الانسياق ورائها ولا بناء الأماني والأحلام عليه، وخاصة أخبار التشغيل وتوافر فرص العمل وغيره مما يستغل احتياج الناس إلى العمل ويتلاعب بهذا الاحتياج.

أما تأثير الفيس بوك على علاقاتنا فينبغي أن نضع له حدًا واضحًا مع بداية العام الجديد 2023، ونعرف ونستوعب جيدًا أن الصداقة على الفيس بوك شيء يختلف تمامًا في شكله وجوهره عن الصداقة في تصورها ومفهومها الحقيقي والواقعي، ومن ثم فلا ننخدع بكلمات تكتب على الفيس بوك ولا رسائل تعبر عن الود والأخوة وغيرها لأنها قد لا تمت إلى الواقع بصلة.

كذلك نحتاج إلى وعي أكبر بقيمة وعمق العلاقات الإنسانية، فالعلاقات القوية والحقيقية هي التي تمر بمنعطفات فعلية وصدامات وخلافات وأزمات ثم تظل بعد كل ذلك على ثباتها لا تتغير ولا تتبدل.

ومن الجدير بالتغيير ونحن في بدايات عام جديد طريقة تعاطينا للفيس بوك والتي لا يحسنها معظم الناس، ومن ذلك اتخاذ الفيس بوك وسيلة للفضفضة والتصريح بكل ما في القلب من مشاعر وما يمر بالشخص من اضطرابات أو نكبات أو مشاكل أو صراعات، وكذلك التفاخر والإفصاح عن النجاحات والإنجازات وكثرة التحدث عن النعم والخيرات، وهذا لعمري درب من الحماقة يتنافى مع الفطنة والحكمة والنضج، لأن الشخص الذي يجعل حياته كتابا مفتوحًا على الفيس بوك، ويسمح للجميع بقراءته والاطلاع على خباياه دون تحفظ أو حذر يعرض نفسه لمحن ومشكلات لانهاية لها، ويعرض حياته للحسد والانتقادات والتدخل والتجاوزات وكل ما يمكن أن يسيئه من الأشياء المزعجة والسخيفة، فمن يفعل هذا فلا يلومن إلا حمقه.

ومن طرق التعاطي الخاطئة أيضًا الدخول على المواقع المحرمة ومشاهدة ما لا يرضي الله من الفتن والإغراءات، وصور التحلل والفجور التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرض على الانسان عرضاً، واستغلال الخصوصية أو السرية فيما حرمه الله عز وجل، فهذا يعد تدميرًا نفسيًا وأخلاقياً بكل المقاييس ومعصية كبيرة وذنب سهل متجدد، فلنحذر الوقوع في شركه، ونتجنبه بكل ما أوتينا من قوة إذا كنا نرغب في أن يكون عامنا الجديد عام رضا من الله وبركة منه ورحمة وسعة رزق.

لذا فعلى رأس الخطط التي يجب أن تضعها في اعتبارك عزيزي القارئ في بداية هذا العام الانتباه إلى طريقة تعاطيك لوسائل التواصل الاجتماعي وكيف تتعامل معها وتعديل أي اعوجاج في تلك الطريقة، حتى تكون تلك الاختراعات والتطورات حجة لك لا عليك.

ومن هذا المنطلق أوجه دعوة صادقة إلى رفع شعار جديد مع بداية العام الجديد 2023 وهو استخدام الفيس بوك فقط فيما يفيد، في السؤال عن قريب أو خل وفي يتعذر الوصول إليه، وفي مجارات التطورات التي تحدث يوميًا، ومتابعة الأحداث، ولنستخدمه في صقل خبارتنا ومهاراتنا، ولننشر من خلاله كل ما هو ماتع ومفيد وطيب، وكل ما نضمن أنه في ميزان حسناتنا، وما يدخر لنا رصيدًا من الحسنات، ذكر بطاعة أو انه عن معصية، أو انشر دعوة طيبة مباركة، أو كلمة تدع للتفاؤل، أو رسالة أمل تبعث الاطمئنان في قلوب المتعبين والتعساء.

مع بداية العام الجديد 2023 ابدئوا عهدًا جديدًا مع الفيس بوك، عهد لا يعرف العبث ولا الثرثرة ولا تضييع الوقت فيما لا يفيد، ولا تتبع العورات ولا البحث عن الفضائح والسقطات، كونوا إيجابيين بما يكفي لتغيير ملامح العام الجديد 2023، اصنعوا من وسائل التواصل الاجتماعي نافذة رائعة تطلون منها على أروع ما في العالم، وتظهرون من خلالها أروع ما تملكون لهذا العالم.

تابعو الشخصيات القويمة المستقيمة الجيدة، طالعو المعلومات النافعة الصحيحة الموثقة، دون انسياق وراء أمواج الشائعات التي تملأ الفيس بوك، كونوا ثابتين حياديين ولا تنجرفوا وراء كل ما تقرأون أو تسمعون، ومع بداية العام الجديد 2023 ابدأوا في التفكير والتحليل المنطقي الجيد لكل ما يقع تحت أيديكم من الأخبار أو الحكايات ولا تأخذوا كل شيء كمسلمات.

عام جديد مليء بالوعي والنضج والذكاء في التعامل مع نعم هذا العصر، ورفاهياته وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي وما حققته من رفاهية وسهولة في التواصل وراحة كبيرة جدًا في الوصول إلى ما نريده من المعلومات والأخبار والحقائق، عام جديد وتوفيق من الله إلى استغلال نعمه فيما يرضيه وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها.

أبجديات التفاؤل والإيجابية في استقبال العام الجديد 2023

ابجديات اللغة هي الحروف التي تصاغ منها الكلمات وأبجديات التفكير هي الرؤى والمعتقدات والتصورات التي تصاغ منها المواقف والمشاعر والانفعالات، ونحن قد نملك أبجديات متشابهة أو مختلفة، لكن بالتأكيد نحن نصيغها صياغات مختلفة من شخص لآخر، قد نمر بنفس المواقف ولكن نتخذ ردود أفعال مختلفة، وقد نعيش نفس التجربة ولكن تختلف الخبرة التي نكونها بناءً على ذلك.

ولأننا نتطلع دائمًا أن يكون عامنا القادم خير من أعوامنا السابقة وأن نتحرك نحو الأفضل بأفكارنا ومعتقداتنا وقناعتنا، لنستطيع تشكيل واقعٍ أفضل وأجمل، ولنتمكن من تدارك كل خلل حدث منا في الماضي ولنتعلم ما يعزز الراحة والاستقرار والرضا عن أنفسنا وعن حياتنا نحتاج إلى تبني أبجديات جديدة ومفردات مختلفة نستقبل بها عامًا جديدًا ومختلفًا وسعيدًا إن شاء الله.

ولعل أهم الأبجديات التي نحتاجها لنحيا عامنا الجديد بصورة أفضل وأجمل من كل الأعوام المنصرمة ما يلي:

التفاؤل

التفاؤل وتوقع الخير مفتاح من مفاتيح السعادة وتحقق الأمنيات، فحين تشعر بالتفاؤل تمتلئ الروح بالطاقة والحيوية والنشاط، وتتجدد داخلك القدرة على العمل والإنتاج والبذل، وحين تتأمل لحظات النجاح وقطف الثمار وتتوقعها وتفكر فيها كأنها واقع ملموس توقن أن الله لن يخذلك أبدًا، ولن يؤخر ما ترجوه طويلًا.

ولأن التفاؤل هو وقود الاستمرار والمواصلة في الجد والاجتهاد، نحن في حاجة ماسة إليه، نحن بحاجة إلى إلقاء مخاوفنا وأفكارنا المتشائمة وطرحها جانبًا، بل وتجاهلها تمامًا.

كل الاحتمالات واردة، النجاح وارد والفشل أيضًا وارد، السعادة محتملة والتعاسة قد تحدث، الوصول قد يتم في الوقت المناسب، وقد يمضي القطار دون أن ندركه، لا بأس كل الاحتمالات واردة، إذن لم لا نتصور الخير ونفترضه ونتعامل بناءً عليه، فإن حدث توقعنا وصدقت آمالنا فزنا بفرحتين، فرحة التفاؤل وأثرها الطيب على أنفسنا وفرحة إدراك أمنياتنا وتحقق ما نرجوه، وإن لم يتحقق رجاؤنا فزنا بلحظات من السعادة والأمل واختصرنا رحلة المعاناة إلى أقصر مدة ممكنة.

فلنجعل التفاؤل شعار العام الجديد 2023 وعنوانه المبارك، ولنقُل: Happy New Year.

الثقة بالله وحسن الظن به

أما الثقة بالله واليقين بكرمه ورحمته وعطائه الذي لا ينقطع فهو الذي يعزز التفاؤل ويسهله، ويجعل قلوبنا تستوعبه وعقولنا تنباه وتقبله دون مقاومة، فقط نحتاج أن نذكر أنفسنا بلحظات من الألم والصعوبة والضيق، لحظات شعرنا فيها أن الحياة أوشكت على الانتهاء، لحظات من الإحباط والخيبات كادت تقتلنا، ونحن نقف تجاهها عاجزين لا نملك من أمر أنفسنا حولًا ولا قوة، ولا نستطيع إلى دفعها عنا سبيلًا، وفي قمة التعب والضيق يبعث الله لنا بمدد من الفرج والأمل والعون يهون المرحلة، ويشيع فيها نور الأمل، ويعيننا على النهوض والمقاومة والاستمرار، بل يلطف بنا وينسينا مرارتها وقسوتها حى لا تظل تؤلمنا وتنغص علينا حياتنا.

إنه الله القادر على كل شيء لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو الحكيم العليم منحه فضل ومنعه عدل، عطائه لنا نعمة وحجبه بعض الأمنيات أيضًا نعمة، لأنه يعطي ويمنع لحكم يعلمها هو عز وجل ولا يعلمها غيره.

ولأنه عز وجل كذلك رحيم كريم لطيف قادر على كل شيء فإننا يجب أن نثق به ونحسن الظن به ونتعلم فن التوكل عليه، والاستسلام لتدابيره.

فبدءً من هذا العام دعونا نقوم ما اعوج من أفكارنا وتخيلاتنا ونفترض دائمًا أن الله لن يخذلنا، ولن يضيعنا وأننا في رحابه وما دمنا مستمسكين بحبله، معتصمين به فإننا في معيته، لا نخاف ولا نحزن ولا نضعف، وكيف نخاف وهو عزوجل أماننا، وكيف نحزن وبيده فرحة قلوبنا، وكيف نضعف وهو قوتنا وعزنا، انه الله فما ظنكم برب العالمين؟ يا رب ارزقنا في عامنا هذا حسن الظن بك واليقين برحمتك والثقة بجبرك، فإنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.

الثقة بالنفس

لو تأملنا أعوامنا الماضية وأيامنا المنقضية لاتضح لنا كم ضاع منا من الفرص المناسبة، والعطاءات القيمة بسبب اهتزاز ثقتنا بأنفسنا، وعدم الثقة بها، فكم مرة رفضنا عرضًا رائعًا فقط لأننا نتصور أننا لا نستطيع التعامل معه، ولا نملك القدرة على قبوله، وكم مرة اعتذرنا عن شرف لأننا نعقد في قرارة أنفسنا أننا غير مؤهلين له، كثير من المواقف والتجارب والأحداث التي ترتبت عليها خسائر كبيرة لنا فقط بسبب عدم ثقتنا في قدراتنا وفي ملكاتنا.

ولأننا لا نقبل المزيد من الخسائر ولا تضيع فرص جديدة قلما تجود بها الحياة فلنفعل قصارى جهدنا لعلاج هذا الداء اللعين الذي يحمل اسم “عدم الثقة بالنفس” ولنتغلب عليه ونقاومه حتى يتلاشى تمامًا.

ولنفعل ذلك يجب أن نذكر نفسنا بنجاحاتنا السابقة وانجازاتنا وكل المواقف والتحديات التي واجهناها ونجحنا فيها، والتي تغلبنا على صعوباتها، ولننظر من حولنا لمن هم أقل منا في الملكات والإمكانيات وهم ينجزون ويتقدمون ويحققون النجاح تلو الآخر، نحن مثلهم، فكما يستطيعون هم النجاح نستطيع نحن، بل نستطيع التفوق عليهم بما وهبنا الله من القدرات والمواهب.

ليكن عامنا عام الثقة بالنفس، الثقة المطلقة التي لا تقبل الشك ولا الزعزعة، ولا يشوبها اهتزاز أو ضعف، الثقة المبنية على واقع ووعي بقدراتنا، وسعي جاد في تنميتها وتطوير أنفسنا، واكتساب كل جديد من شأنه أن يصقل خبراتنا ويعزز مهارتنا، ويرتقي بنا، ومشاعرنا وأفكارنا.

عامنا القادم بإذن الله عام لا يعرف ضعف الثقة بالنفس، ولا بخس النفس ولا التقليل منها ولا اهانتها ولا سلبها ما تستحقه من التقدير، هو عام لا يعرف إلا ما هو إيجابي ورائع، ويعزز الثقة بالنفس، عام نحب فيه أنفسنا نقبلها ننميها ونصلح ما فسد فيها، ونعالج كل قصور يعتريها، عام نسعد فيه بحلاوة الإنجازات، وتحقق النجاح وقيادة واقعنا نحو التغيير إلى الأفضل وبناء شخصية قوية واثقة مطمئنة راضية ، تبعث على الفخر والاعتزاز.

الرضا

الرضا عن أنفسنا وعن أقدارنا وعن ربنا عز وجل هو سر من أسرار السعادة في الدنيا والآخرة، لأن الرضا عن كل ما يحيط بنا وما يطرأ علينا من أقدار الله يعني السلام النفسي والاستقرار والراحة، والسكون، يعني حياة بلا صراعات نفسية ولا ضغوط عصبية ولا صدمات انفعالية.

والرضا إنما يأتي من الإيمان بالله والتسليم المطلق له والخضوع بحب وسعادة لتدابيره وحكمه، ويأتي كذلك من اليقين بحكمته، والثقة المطلقة في أنه لا يقدر لنا إلا الخير ولا يريد بنا إلا الخير وإن كنا نحن نجهل ذلك أو تقصر عنه نظرتنا البشرية الضيقة المحدودة.

والرضا لا يورثنا الأجر والثواب العظيم ورضا الله فقط، بل يمنحنا السلام النفسي الذي يجعلنا قادرين على التفكير السليم والتعامل مع الأزمات، ويجعلنا نتجنب المزيد من الخسائر، كما يساهم في تكوين الخبرات والتصورات الواضحة عما يحدث لنا، ومن ثم نستطيع تعلم الدروس واستيعاب العبر التي تنطوي عليها أقدارنا، وفي ذلك ما فيه من الخير، لذا فلنعاهد أنفسنا على أن نجعل عامنا عام الرضا والسعادة والتسليم بكل ما تحمله لنا أقدار عامنا المقبل وكل أعوامنا القادمة.

التفكير الإيجابي

التفكير الإيجابي هو نمط من أنماط التفكير يجهله الكثير منا ويفتقدونه في حياتهم، دون أن يشعروا بقيمة تلك الخسارة، ولأننا ننتظر عامًا جديدًا وسعيدًا فإننا يجب أن نسعى جاهدين إلى تنمية شخصياتنا وتطوير أنماط تفكيرنا، لكي نجني ثمار هذا الرقي وينعكس على كل جوانب حياتنا.

فلنستغل فرصة بداية العام الجديد 2023 ونخلق لأنفسنا بداية جديدة بفكر جديد ورؤى مختلفة، وحتى نستطيع ذلك فعلنا أن نتعرف على سمات التفكير الإيجابي وماهيته.

ومن أوضح سمات التفكير الإيجابي أنه يقوم على رؤى موضوعية ونظرة تفاؤلية، يتعامل مع المواقف بهدوء وحيادية، دون تهوين أو تهويل، فالشخص الإيجابي يستطيع رؤية الحل لأي مشكلة ، بينما الشخص السلبي يستطيع رؤية المشكلة في كل حل، وتلتقط عينه الصعوبات في كل ما يطرح عليه من اقتراحات.

فيجب أن ندرب أنفسنا على الهدوء والتفكير المنطقي والقدرة على تقييم ما يدور حولنا وإعطائه الحجم الطبيعي له، وأن نتفاءل وننظر إلى الجوانب المشرقة من الحياة حتى في قلب الأزمات، لأن ذلك ما يفتح أمامنا أفاقًا جديدة لرؤية الحلول والتغيرات الإيجابية.

فمع قدوم العام الجديد 2023 دعونا نقول وداعًا للتفكير السلبي القاصر المتشائم ومرحبًا بكل تفكير ايجابي يفتح قلوبنا وأعيننا على حلول غير تقليدية وابداعًا غير معتاد.

الكلمات الطيبة

أما عن الكلمة الطيبة وأثرها على مسار حياتنا وتفاصيلها كلها فحدث ولا حرج، إنها كالسحر أو الدواء الشافي الذي يمس الجراح فيداويها، ويمس الأوجاع فيخففها وقد يزيلها، إنها النبع المتجدد للحب والدعم والمساندة، مدد مجاني لا يكلفنا مالًا ولا جهدًا، ولكنه ينقلنا من مراتب الأشخاص العاديين إلى مراتب المؤثرين والفاعلين والداعمين.

الكلمة الطية حين تخرج من لسانك تصيب قلبك بالفرحة والنشوة والسعادة، قبل حتى أن تصل إلى مخاطبك، تفتح أمامك القلوب المغلقة والأبواب المؤصدة، وحين تقال لك تخلف في قلبك انشراحًا وتفاؤلًا وتشرق في جنبات روحك، وتمنحك قدرة غير عادية على رؤية جمال الحياة واستشعار بهجتها.

مع بداية العام الجديد 2023 ما رأيكم أن نتوقف قليلًا ونراجع أنفسنا ونقيم كلماتنا وأسلوبنا في التعبير، لنحاسب أنفسنا على ما يصدر منا وما يخرج من أفواهنا، ونقوم بفلترته وإعادة تنقيته، لنسقط من قواميسنا كل الكلمات الفجة القاسية العنيفة، التي تصيب غيرنا بجرح أو ألم أو ترهقه أو تهز ثقته بنفسه، ولنهجر كل مفردات التشاؤم والتطير والتنفير، ولنحذف كل العبارات التي تقبض القلوب من حولنا وتجعل الوجوه تشيح عنا.

ولنستدل كل ذلك بكلمات ومفردات جديدة تطرب لها الأذان وترتاح لها القلوب، وتتفائل بفضلها النفوس القلقة المضطربة، كلمات تزرع الأمل وتزيد الثقة واليقين وتمنح الصبر وتقوي العزم.

دعونا نطلق على عامنا المقبل عام الكلمات الطيبة والأفكار البناءة الإيجابية، والخطوات الرائعة نحو واقع أفضل بكثير مما سبق.

العام الجديد 2023 وتحقيق الأهداف

مع كل بداية مرحلة جديدة تخلق أهداف جديدة، وأحلام تناسب تلك المرحلة، منا من ينتبه لها ويحسن استغلالها واستثمار ما تمنحه من فرص ومعطيات وهبات، ومنا من يمر بها مرور الكرام يتركها تأتي كما تشاء وتمضي وقتما تشاء وكيفما تشاء، دون أن يعطيها ما تستحق أو ينال منها ما يستحق.

ولأننا لا يجب بأي حال من الأحوال أن نكون من الفئة الأولى، ولا أن نترك مراحل الحياة تتسرب من بين أيدينا بلا جدوى، فسنتعامل مع عامنا الجديد باعتباره مرحلة جديدة تستحق التوقف عندها، وتأمل ما يدور فيها واستثمار كل ما تمن به علينا من الفرص والعطايا كأفضل ما يكون الاستثمار.

مع بداية العام الجديد 2023 اعزم على تحقيق أهدافك أو جزء منها، بحيث لا يمر هذا العام إلا وأنت راض عن نفسك، ولكي نحقق أهدافنا ونشعر بمشاعر النجاح والرضا عن ذواتنا فيجب أن نفعل الخطوات التالية:

قيّم نفسك

أول الخطوات التي يجب القيام بها هي تقييم أنفسنا بالنسبة لأهدافنا، تقييم نجاحنا ومدى رضانا عن أنفسنا، فيمكننا أن نحضر ورقة وقلمًا ونبحث في أنفسنا عن إجابات لتلك الأسئلة:

  • ما هي أهدافنا للعام الماضي؟ وكم حققنا منها؟ وإلى أي مدى نحن راضين عن أنفسنا؟
  • ما مدى استثمارنا لكل ما مر علينا من الفرص؟ وهل تعلمنا من الدروس ما يؤهلنا لاستغلال الفرص واستثمار ما تجود به الأقدار؟ أم أننا لا زلنا على استعداد لتضييع المزيد من الفرص والوقت؟
  • ما هي الدروس التي تعلمناها من العام الماضي؟
  • ما هي أهدافنا للعام المقبل؟

لنطرح على أنفسنا تلك التساؤلات ونحرص على وضع إجابات صادقة ومحددة وواضحة تماما لها.

حدّد أهدافك

اولى خطوات تحقيق الأهداف أن تحدد تلك الأهداف، وتجعلها واضحة تمامًا أمام عينك، وكل منا له أهدافه الخاصة التي تحددها المرحلة العمرية التي يمر بها ونمط تفكيره ومتطلباته من الحياة، فالطالب هدفه النجاح، والموظف هدفه تحقيق الترقية والمزيد من المكاسب، والشاب هدفه التعلم والتجربة وتكوين العلاقات والعثور على شريك الحياة المناسب، إلخ.

لذا فأول خطوة يجب أن تفعلها عزيزي القارء أن تحضر ورقة وتكتب فيها أهدافك للعام المقبل بوضوح وترتيب، واعلم أن الهدف لا يسمى هدفًا إلا إذا كان واقعيًا، وقابلًا للتحقيق، ومحدد بمدة معينة، ويمكن قياسه.

ومن ثم فلا تجعل أهدافك عامة أو تستخدم كلمات فضفاضة، أو تجعل هدفك مائعا وغير محدد، فلا تكتب مثلا هدفي تحقيق الثروة، لأن هذا التعبير عام وواسع، فمن يحصل على مليون جنيه يمكن أن يطلق عليها ثروة، ومن يحصل على عشرة ملايين يطلق عليها ثروة، ولكن ليكن الهدف محدد، كأن تقول” هدفي أن أدخر مليون جنيه بنهاية العام المقبل”، أو هدفي أن أشتري سيارة معينة بنهاية العام المقبل، أو أسافر إلى بلد معين، أو أتزوج أو،،،، أو،،،، إلخ”.

رتّب أولوياتك

دائما اجعل أهدافك مرتبة وفقا للأهمية والوقت، حتى تتحرك في خطوات ثابتة وواضحة ودون أن تضيع الوقت والجهد في التوفيق بين أهداف متناقضة أو يصعب جمعها أو تحقيقها في آن واحد، فيحدث ما يحدث من الإحباط والشعور بالفشل فضلًا عن التخبط والارتباك والشتات الذي يعتري سعيك نحو الهدف.

اسع نحو هدفك

بعد أن تحدد هدفك وتعرف جيدًا ما هو وترسم ملامحه واضحة جلية أمام عينيك، ابدأ فورًا في التفكير في الخطوات العملية التي يجب اتخاذها في سبيل الوصول إلى ذلك الهدف.

فإذا كنت تهد إلى ادخار ثروة معينة أو تحقيق انجاز ما يتطلب مبلغًا معينًا، فابدأ في البحث عن العمل الذي يزيد دخلك ويوفر لك المال الذي تحتاجه.

وإذا كنت تهدف إلى الحصول على شهادة معينة أو تحقيق النجاح في الدراسة، فابدأ بوضع خطة كاملة للمذاكرة وابذل كل ما في وسعك لتنفيذها والالتزام الكامل بها.

ضع خططًا مرحلية لتشعر بالإنجاز والتحفيز للاستمرار، فيمكنك وضع خطة لتحقيق أهدافك مجزأة أو مقسمة على كل شهر أو شهرين أو ما إلى ذلك.

وإذا كنت تهدف إلى تحقيق التزام كامل في العبادة من الصلوات وقراءة القرآن وغيرها، فابدأ في كتابة أهدافك وكتابة كل ما يحفزك لإنجازها، وما يساعدك على الاستمرار فيها، واكتب لافتات وعلقها في غرفتك للتذكرة والتحفيز، حتى لا ينتابك الفتور ولا يراودك الكسل، واكتب كل العوامل والمقومات التي تساعدك على التزام وفي ورقة، واحرص عليها وعلى الاكثار منها والتواجد في محيطها، واكتب كل العوامل التي تلهيك وتشغلك عن هدفك واحذر الاقتراب منها أو التعامل معها.

رائع أن تحدد هدفك، ولكن الأروع أن تعرف الخطوات العملية التي تقودك نحو هذا الهدف، ورائع جدًا أن تجعل لعامك أهدافًا محدد وخطوطًا عريضة تتحرك في نطاقها، فتشعر بقيمة وقتك وانجازك، وأن هناك ما يستحق أن تعيش لأجله، لأن ذهاب العمر بلا أهداف تذكر هو الموت بعينه، وتضييع الوقت بلا عمل نافع واستثمار مفيد هي الخسارة الكبرى الي لا تعوض أبدًا.

اشحن طاقتك

حين تبدأ في تنفيذ الخطوات العملية التي توصلك إلى أهدافك لا تنس خطوة بالغة الأهمية وهي أن تشحن طاقتك الإيجابية، وتجدد الحيوية والنشاط والتفاؤل، والثقة في النفس وفي كرم الله وعطائه لك ومدده الذي لا ينقطع عنك.

تحرر من أفكارك القلقة ومخاوفك بشأن تحقق أهدافك، لا تتحرك في اتجاهين متضادين، فتعمل وتجتهد وبداخلك قناعات سلبية وأفكار متشائمة، فيضيع كل جهدك مع تلك القناعات ويذهب هباءً.

فإن القناعات والأفكار لا تقل أهمية أبدًا عن الجهد والعمل والبذل بل قد تزيد عنه أهمية، فالناجحون والمتميزون يؤمنون بأنفسهم وقدراتهم ويثقون أنهم ناجحون، ولا تعتريهم الأفكار والمخاوف التي تعتري غيرهم، فبداخلهم يقين راسخ بأنهم سيحققون أهدافهم، وهذا اليقين هو ما يضيء الدرب أمامهم، ويهون المشقات والمتاعب، ويمكنهم من جاوز العقبات والصعوبات التي تقف ينهم وبين أهدافهم.

انها الطاقة الإيجابية التي تشحن الروح والجسد معا فتدفعهما للتقدم والنجاح دفعًا، ويمكنك أن تفعل ذلك بالاستماع إلى الفيديوهات التحفيزية وقراءة قصص الناجحين والمتألقين الذي يحققون أحلامهم ويبدأون النجاح من نقطة الصفر.

كذلك من الرائع أن تعود نفسك على ترديد عبارات إيجابية محفزة وكلمات تبعث الأمل في نفسك، وأن تركز على النجاح وتتخيل مشاعر الإنجاز وتعيشها كما لو كانت أمرًا وقعًا في اللحظة الراهنة، وأن تتجاهل التركيز على العقبات والصعوبات وأن تتعامل معها بحكمة وموضوعية وذكاء، وتحجمها ولا تبالغ في تكبيرها، بل اجعل ثقتك في نفسك ومن قبلها ثقتك بالله عز وجل تهزمها وتتغلب عليها مهما بلغت.

ابتعد عن مصادر الإحباط

مصادر الإحباط متعددة فقد يأتيك الإحباط من تجارب الفاشلين في محيطك، أو يأتيك في كلمات أقرب الناس إليك، أو تلاحظه في عيون وكلمات من تطلب منهم المساعدة أو تظهر لهم أهدافك، فحدد كل ما يشعرك بالإحباط من الأشخاص أو حتى الأماكن أو التجارب، وانسلخ منه تمامًا وابتعد فورًا، لا تصرح بأهدافك لغيرك ولا تطلع عليها أحدًا، احتفظ بها لنفسك ودع نجاحك فيما بعد يعلنها على الملأ.

ليكن عامك الجديد عامًا سعيدًا مليئًا بالثقة والنجاح، خاليًا من الإحباط والفشل، وكل المخاوف الوهمية.

عام جديد ونضج في علاقتنا

إن العلاقات الإنسانية التي نحن جزء منها تشكل تأثيرًا كبيرًا على مجريات حياتنا، بل يمكننا القول أنها تشكل حياتنا نفسها بكل تفاصيلها، فنحن نؤثر ونتأثر جدًا بكل ما يحيط بنا من شبكة العلاقات المركبة والبالغة التعقيد.

ليس من السهولة بمكان أن نبدأ علاقات ناجحة ونحتفظ بها ناجحة طوال الوقت وليس من السهولة أيضًا أن نخرج من كل علاقة مزعجة في أي وقت وبلا خسائر، فالعلاقات أرزاق وأقدار لا تخضع لاختياراتنا ولا رغباتنا، ونظرًا لتأثيرها على حياتنا فينبغي أن نكون واعين بها وقادرين على إداراتها بما يحقق لنا السعادة والراحة والتقدم نحو الأمام.

وفي مستهل العام الجديد 2023 جدير بنا أن نستغل الفرصة ونعيد تقييم علاقاتنا وترتيبها وفلترتها، لنكمل المسيرة في العلاقات الإيجابية البناءة ونتخلص – ما أمكننا ذلك- من العلاقات المشوهة الغير سوية.

تقييم العلاقات يتطلب أن نستعرضها جميعًا، ونسأل أنفسنا ن كل علاقة ماذا عساها أن تضيف إلينا؟ وما الذي تعطيه لنا تلك العلاقة؟ وكيف نرى أنفسنا فيها؟ وكيف نرى الآخر أيضًا؟ ثم نجيب أنفسنا بوضوح وصدق تام.

وبعد التقييم ومعرفة الغث من الثمين من تلك العلاقات يبقى أن نقترب من علاقاتنا الشائكة، ونتعرف على سبب الخلل فيها، ومن أين يأت هذا القلق أو الصدام أو الصراع في تلك العلاقة، ويمكننا مواجهة الآخر بما نعانيه والتحدث معه ومحاولة وضع حد واضح وعاجل للمعاناة ببحث أسبابها والوصول إلى حلول ترضي الطرفين.

فإن أمكننا إصلاح ما فسد وإدراك ما فات من ثمار تلك العلاقة فبها ونعمت، وإن تمكنا من معرفة نقاط الضعف وتقويتها وصححنا ما فيها من الأخطاء فهذا رائع جدًا، وبداية مبشرة لعام جديد سعيد وعلاقات ناجحة.

أما إن باءت محاولاتنا بالفشل وفقدنا الطريق التي يمكن أن تقودنا إلى نقطة التقاء، فيمكننا اتخاذ قرار بالانسحاب جزئيًا أو كليا من تلك العلاقة، فيمكننا أن نقلل الاحتكاك ونقلل التواصل بحيث نقلل الصدامات والضغوط الناشئة عنها، وهذا متاح مع علاقات معينة مثل الأقارب أو زملاء العمل أو الجيران، فيمكن وضع حدود للعلاقة بحيث نتجنب أذاها وإزعاجها.

كما يمكن قطع العلاقة نهائيًا إذا لم تكن مصدر خير ولا نفع ولا شعور إيجابي، وإذا ظلت تستنزفنا وتأخذ من الوقت والجهد والطاقة، وإذا كنا كلما تذكرناها أو احتككنا بها شعرنا بالحنق والعجز والإحباط، إذا كنا نعاني من كل ذلك ولم نجد سبيلا للعلاج فلا مفر من اتخاذ قرار جريء بقطعها والخروج منها دون المزيد من الخسائر.

مهما كان تعلقنا بمن حولنا أو درجة حبنا لهم فلا ينبغي أن ننساق وراء علاقة غير سوية يدفعنا إليها الحب المجرد عن العقل، والمتهم بالتشوه أو الخلل.

قد يكلفنا الأكمر الكثير من الجهد ويكبدنا الألآم والأوجاع، ويشعرنا بالوحدة والرعب من مواجهة المستقبل بدون تلك العلاقة إلا اننا لسنا مخيرين بل مجبرين على الخروج منها ودفع الثمن المناسب لخطأ الانخراط فيها.

لن تعفى من ضريبة العلاقات الخطأ ولا القرب من الأشخاص غر المناسبين أبدًا ولكن اجعل عامك القادم عام التحرر من الأوهام والخداع والتصالح مع الحقائق، يمكنك أن تجاهد نفسك حتى تحملها على استيعاب الواقع، ولكن لا تخضع لرغباتها ولا تضيع ما تبقى لك من نفسك وطاقتك في علاقات مدمرة.

فلتر علاقاتك ودع كل ما فسد منها يسقط ويتوارى ولا تعاود البحث عنه أبدا، فإنك لن تجني من وراء ذلك إلا الفشل والأوجاع.

عام جديد سعيد خال من العلاقات السقيمة، ومبني على دعائم قوية وعلاقات راسخة غير قابلة للانهيار.


New Year 2023 Vectors by Vecteezy + Background vector created by BiZkettE1 – www.freepik.com

أضف تعليق

error: