تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , أطفال , الألعاب الإلكترونية
الألعاب الإلكترونية

ما هي الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية على الأطفال؟

الألعاب الإلكترونية بمضارها ونفعها لا يقتصر على الأطفال فقط بل قد يمتد للبالغين والمراهقين، فهو عالم ضخم وإستثمارات مالية يضخ فيها الكثير من الأموال لجذب كل الفئات العمرية بهدف الربح.

وبشكل عام تعتبر لعب الأطفال قضية تربوية، حيث يتعلم الأطفال الكثير من السلوكيات والمفاهيم عن طريق الألعاب، واليوم أصبح لدينا مصادر متعددة للألعاب، وأصبحت الألعاب نفسها أكثر تعقيدًا وفي متناول الجميع، وبخاصة الألعاب الإلكترونية التي يتم ممارستها على الأجهزة الذكية أو من خلال الشبكة العنكبوتية.

وفي النهاية كل شيء في حياتنا وحياة أطفالنا له جانب إيجابي وجانب سلبي، وللتحصل على الجوانب الإيجابية من الألعاب الإلكترونية وتفادي الجوانب السلبية والسيئة لابد من مراقبة هذه الألعاب والمواقع من حيث المحتوى والمضمون والهدف والآثار.

وقد يكون جُل الحديث في علوم الإجتماع والنفس على الأطفال والألعاب الإلكترونية نظرًا لعدم قدرة الطفل على التمييز بين المحتوى الهادف والمحتوى السلبي، وهنا يأتي دور الأسرة.

والآثار السلبية الناجمة عن الألعاب الإلكترونية على الطفل كثيرة ومتعددة، ويمكن أن نذكر منها:
• التأثير السلبي على صحة الطفل.
• التأثير على تحصيله الدراسي والأكاديمي.
• التأثير في حصوله على كميات كافية من النوم الجيد.
• التأثير على طريقة نطقه للكلمات وإستعمال الألفاظ.
• التأثير على سلوكيات الطفل من حيث العدوانية والإنعزالية وعدم القدرة على بناء علاقات إجتماعية مع الآخرين.

قد تصل الألعاب الإلكترونية بالطفل إلى حدود الإدمان بالقدر الذي أصبح لا يفكر في أي نشاط حياتي أو تعليمي أو رياضي غيرها.

ومن الضرورة الإشارة إلى أخطر تأثيرات الألعاب الإلكترونية على الأطفال والتي تتمثل في الرسائل التي تبثها هذه الألعاب، فكما أفادت تقارير إخبارية عدة بوجود ألعاب تؤدي إلى تعليم السلوكيات الإجرامية والعدوانية، وأخرى تؤدي بصاحبها إلى الإنتحار عبر سلسلة من التحديات النفسية والذهنية مع الآخرين ليأتي التحدي الأخير مع النفس في القدرة على الإنتحار من عدمه، وسُجلت بالفعل حالات إنتحار واقعية من وراء هذه اللعبة. من هنا تكمن خطورة الألعاب الإلكترونية في الهدف النهائي لها.

وبذلك يتضح أن الألعاب الإلكترونية العادية التي تنمي مجموعة من المهارات الذهنية والعقلية لا ضرر منها بشرط ألا تؤثر على الأنشطة الحيوية الأخرى.

أما الألعاب التي تؤثر بشكل مباشر في قيم مجتمعية وسلوكية مثل التي تحض على العنف والإحتيال والمراوغة والبذاءة لابد أن يُمنع منها الطفل تمامًا.

فحقيقةً قد يتحلى بعض الأطفال بهذه السوكيات المشينة، إلا أن إكتساب هذه السلوكيات من المخالطة المجتمعية تساعد في الكشف المبكر لها وبالتالي العمل على تقويمها وتصحيحها، أما السوكيات المكتسبة من الألعاب الإلكترونية ومواقع الإنترنت يصعب إكتشافها أو يتم إكتشافها بعد وصولها لمراحل خطرة وتجذرها في عميق نفسية ووجدان الطفل، لأنه اكتسبها على الأغلب في معزل عن الجميع وبإنطوائية شديدة.

ما حجم التأثيرات التربوية للألعاب الإلكترونية على الأطفال؟

قالت “د. فاتن أبو زعرور” أخصائية إجتماعية. التربية في حد ذاتها عملية شاقة، وقديمًا كان من الممكن التحكم في آليات عملية التربية نظرًا لإكتساب الطفل قيمه وأخلاقه من مجموعة بسيطة من المحيطين كالأسرة والمدرسة والنادي وفي كلٍ من هذه الأماكن يتواجد شخص مسئول عن تقويم الطفل سلوكيًا كالوالدين أو المعلم.

أما الآن تتعرض عملية التربية والقائمين عليها إلى مؤثرات خارجية يصعب التحكم فيها وهي التكنولوجيا وما تمثله من إنفتاح للمجتمعات على مثيلاتها وبالتالي تبادل القيم والأنماط السلوكية، وتزيد المشكلة تعقيدًا حال جهل القائمين على التربية بطرق إستخدام التكنولوجيا من ناحية.

وإقتحام التكنولوجيا ومنها الألعاب الإلكترونية لحياتنا وحياة الطفل إلى الحد الذي يصعب منعه أو الحد منه، أضف إلى ذلك أيضًا إستسهال الكثير من الأهل والأمهات تحديدًا في ترك الطفل أمام الشاشات بالساعات بحجة أنه هاديء ومندمج أو أن ذلك يسمح بالقيام بالمشاغل الحياتية والمنزلية.

وتبعًا لهذا التوصيف البسيط للمشكلة وأعراضها وأسبابها تتعزز لدينا ضرورة المراقبة المُحكمة – بما أن المنع الكامل لن يحدث ولن يفيد من الناحية التربوية – للمحتوى والرسالة التي يبثها الموقع الإلكتروني أو الألعاب الإلكترونية في نفوس الأطفال وعقولهم.

مع ضرورة تحديد أوقات بعينها للألعاب والإنترنت ولا يُترك الأمر لرغبة الطفل السائبة، والأهل عليهم ضبط حاجة الطفل النفسية والزمنية لهذه الألعاب، ثم الإلتزام بهذه الحاجة دون إفراط. وللحد من المكوث لساعات طويلة أمام كل هذا السيل من الشاشات الذكية بمحتواها لابد من إشراك الطفل في التجمعات والأنشطة الإجتماعية والرياضية البناءة منذ الصغر لصقل شخصيته وتكوينه الجسماني والنفسي والإجتماعي.

ما مدى تأثير الألعاب الإلكترونية على الحوار الجماعي بين الناس وخصوصًا الطفل وأهله؟

الألعاب العادية المنضبطة مصدر ثري يساعد الطفل على إتقان اللغة، أما الألعاب الإلكترونية الحديثة فلا تعتمد إلا على الموسيقى والمؤثرات الصوتية، كما أنها لا تتطلب تواصل لفظي، بما أدى في النهاية إلى عدم قدرة الأطفال بل والمراهقين في الفصول الثانوية والجامعية على التعبير اللغوي الصحيح لعدم إمتلاكهم حصيلة لغوية ومصطلحات تساعدهم في ذلك، وهو الملاحظ من ضعف الطلاب في الكتابة والإجابة على الأسئلة الشفوية.

بما أن الألعاب الإلكترونية حاضرة في حياتنا وحياة أطفالنا، كيف يمكن التحكم فيها؟

بما أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت جزء من حياتنا اليومية فلابد لنا من التعامل والتأقلم مع هذا الدخيل أو التغيير الجديد، والتعامل مع محتواها بصورة تربوية صحيحة يأتي بترسيخ ضوابط داخلية أخلاقية وصحية وإجتماعية في عقل ووجدان الطفل، ولا سبيل لذلك إلا بإتباع أسلوب الحوار الجاد والهاديء مع الطفل والمشاركة في إهتماماته، وإيضاح الجوانب السلبية والإيجابية من كل أفعاله وألعابه، مع عدم اللجوء إلى الصرامة والعقاب المؤذي نفسيًا وجسديًا لعدم الحصول على رد فعل سلوكي عكسي.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: