بهاء عبد الهادي: قوة دافعة نحو الشمول المالي في العراق

يُعدّ اسم بهاء عبد الحسين عبد الهادي مرادفًا للابتكار المالي والمسؤولية الاجتماعية في العراق. فهو العقل المدبر وراء بطاقة كي (Qi Card)، وهي مبادرة ثورية حولت طريقة حصول العراقيين على الخدمات المالية. تتعمق هذه المقالة في إنشاء بطاقة كي (Qi Card)، ورؤية بهاء عبد الهادي، والأثر الدائم الذي أحدثته على المشهد المالي للبلاد.

من الإحباط إلى الابتكار: ولادة بطاقة كي (Qi Card)

قبل ظهور بطاقة كي (Qi Card)، كان العراق يعاني من نظام معقد لتوزيع الرواتب والمعاشات. حيث كان المواطنون يواجهون طوابير طويلة وعقبات لوجستية لتلقي أموالهم المستحقة. وإدراكًا لهذا القصور، شرع بهاء عبد الهادي، وهو رائد أعمال ذو رؤية ثاقبة، في مهمة لابتكار حل أكثر سهولة وامانًا.

في عام 2008، تصدّر بهاء عبد الهادي المعموري، كما يُشار إليه أحيانًا، تأسيس شركة البطاقة الذكية العالمية (ISC) – وهي شراكة بين البنوك الحكومية العراقية الرائدة ونظام المدفوعات الإلكترونية العراقي. وكان الهدف الأساسي لشركة (ISC) معالجة أوجه القصور في النظام الحالي وتمكين المواطنين العراقيين.

جاء الحل على شكل بطاقة كي (Qi Card)، أول بطاقة عراقية حيوية ذات معايير دولية مصممة خصيصًا للمعاملات المالية. وقد قدمت هذه البطاقة المبتكرة العديد من المزايا:

  • تعزيز الأمن: قلل المصادقة البيومترية من خطر الاحتيال وضمن وصولًا آمنًا إلى الأموال.
  • تحسين الكفاءة: ألغت بطاقة كي (Qi Card) الحاجة إلى الطوابير الطويلة والأوراق، مما يبسّط عملية الصرف.
  • نطاق أوسع: وسّعت إمكانية الوصول إلى البطاقة الخدمات المالية لتشمل المناطق النائية ذات البنية التحتية المصرفية المحدودة.

حققت بطاقة كي (Qi Card) نجاحًا فوريًا. وفي غضون فترة زمنية قصيرة، اكتسبت قاعدة مستخدمين كبيرة، مما مكّن مئات الآلاف من العراقيين، وخاصة أولئك الذين يقيمون في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات، من إدارة أموالهم بسهولة أكبر.

يتجاوز الكفاءة: التزام بطاقة كي (Qi Card) بالشمول المالي

لم تقتصر رؤية بهاء عبد الهادي على الابتكار التكنولوجي فحسب. لقد أدرك القوة التحويلية للشمول المالي وسعى بنشاط إلى مبادرات لإدخال المزيد من العراقيين إلى القطاع المالي الرسمي.

الشمول المالي أمر بالغ الأهمية للتنمية الاقتصادية. عندما يتوفر للأفراد والشركات إمكانية الوصول إلى المنتجات والخدمات المالية، يمكنهم الادخار والاستثمار والمشاركة بشكل أكبر في الاقتصاد. فيما يلي بعض النقاط المهمة التي تبرز تفاني بهاء عبد الهادي في هذا الجانب الحيوي:

برامج الثقافة المالية:

شاركت بطاقة كي (Qi Card)، تحت قيادة بهاء عبد الهادي، بفاعلية في برامج تهدف إلى تثقيف الناس، خاصة في المناطق الريفية، حول مزايا الاستخدام الآمن للخدمات المالية. هذه المبادرات مكّنت الأفراد من التنقل بثقة في النظام المالي واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أموالهم. وغالبًا ما تضمنت هذه البرامج ورش عمل ومواد تعليمية تُرجمت إلى اللهجات المحلية لضمان أقصى قدر من إمكانية الوصول إليها.

دعم التكنولوجيا المالية (Fintech):

إدراكًا لأهمية التكنولوجيا المالية (Fintech) المتزايدة في عالم اليوم، أصبح بهاء عبد الهادي مناصرًا صريحًا لتبنيها في العراق. قاد تنظيم ندوات التكنولوجيا المالية في جميع أنحاء العراق. جمعت هذه الفعاليات شخصيات رائدة من القطاع المالي وشركات التكنولوجيا الناشئة والوكالات الحكومية. لقد عززوا تبادل المعرفة والتعاون، مما دفع بالعراق في نهاية المطاف نحو نظام مالي أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا. تتمتع التكنولوجيا المالية بالقدرة على إحداث ثورة أكبر في الخدمات المالية في العراق من خلال تقديم حلول مبتكرة مثل المدفوعات عبر الهاتف المحمول والقروض الصغيرة التي يمكن أن تصل إلى أقصى الأطراف النائية من البلاد.

دعم الفئات الضعيفة:

لعبت بطاقة كي (Qi Card) دورًا رئيسيًا في صرف المساعدات بكفاءة للنازحين العراقيين. من خلال التعاون مع المنظمات الإنسانية، ضمن بهاء عبد الهادي حصول اللاجئين على الدعم المالي الأساسي خلال الأوقات الصعبة. لم يوفر هذا الإغاثة الفورية فحسب، بل عزز أيضًا الشعور بالأمان المالي بالنسبة لأولئك الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم.

إنسانيًا، شارك بهاء عبد الهادي بفاعلية في العديد من الفعاليات الخيرية، مما يدل على التزامه الراسخ بالمسؤولية الاجتماعية وتحسين حياة مواطنيه. امتدت مساهماته إلى ما هو أبعد من مبادرات الشمول المالي، لتشمل دعم مشاريع التعليم والرعاية الصحية وتنمية المجتمع.

إرث من التمكين: الأثر الباقي لبطاقة كي (Qi Card)

لقد حوّلت رؤية بهاء عبد الهادي وتفانيه الذي لا يتزعزع المشهد المالي للعراق. قصة نجاح بطاقة كي (Qi Card) هي

شهادة على روحه المبتكرة والتزامه بتمكين الفئات المحرومة.

التأثير الدائم الذي أحدثته بطاقة كي (Qi Card) على العراق:

التمكين المالي: يتمتع الآن ملايين العراقيين براحة البال والأمان في استخدام بطاقة كي (Qi Card)، مما يعزز سيطرة أكبر على أموالهم. وقد أدى هذا إلى زيادة المشاركة في الاقتصاد الرسمي، حيث يستخدم الأفراد بطاقاتهم لإجراء عمليات شراء وتوفير المال والحصول على الائتمان. في السابق، كان يعتمد جزء كبير من السكان على المعاملات النقدية، والتي تكون عرضة للسرقة والفقدان. لقد روّجت بطاقة كي (Qi Card) لثقافة المسؤولية المالية والتخطيط.

النمو الاقتصادي: ساهم النظام المالي المبسّط الذي تيسره بطاقة كي (Qi Card) في النمو الاقتصادي من خلال تعزيز الكفاءة والشفافية. يؤدي تقليل الاعتماد على المعاملات النقدية إلى تقليل مخاطر السرقة والفساد، مما يسمح للشركات بالعمل بشكل أكثر فعالية. بالإضافة إلى ذلك، سهّلت بطاقة كي (Qi Card) صرف الرواتب والمعاشات بشكل أسرع وأكثر شفافية لموظفي الحكومة. وهذا لم يحسّن الكفاءة للوكالات الحكومية فحسب، بل ضمن أيضًا وصول المتلقين إلى الأموال في الوقت المناسب.

ريادة الأعمال: ألهم نجاح بطاقة كي (Qi Card) موجة جديدة من الابتكار في القطاع المالي العراقي. تظهر شركات ناشئة تركز على الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول والمدفوعات الرقمية وحلول التكنولوجيا المالية الأخرى. وهذا يعزز بيئة أكثر تنافسية، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات المالية بتكاليف أقل للمواطنين العراقيين.

تخفيف الفقر: يلعب تعزيز الشمول المالي دورًا حيويًا في الحد من الفقر. من خلال توفير الوصول إلى الخدمات المالية الأساسية، تمكن بطاقة كي (Qi Card) الأفراد من إدارة أموالهم بشكل فعال، وبناء المدخرات، والاستثمار في مستقبلهم. ويعزز هذا الشعور بالأمان المالي ويمهد الطريق لمستقبل أكثر ازدهارًا للعديد من العراقيين.

قصة بهاء عبد الهادي ليست مجرد ابتكار تكنولوجي؛ بل تدور حول الاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق الصالح الاجتماعي. لقد أدى التزامه الذي لا يتزعزع بالشمول المالي إلى عصر جديد للعراق، حيث تمكين مواطنيه وتمهيد الطريق لمستقبل مالي أكثر قوة وشمولية.

نظرة إلى المستقبل: مستقبل الشمول المالي في العراق

ما تزال الرحلة نحو تحقيق الشمول المالي الكامل في العراق مستمرة. لا تزال التحديات قائمة، مثل محدودية الوصول إلى الإنترنت في المناطق النائية وانخفاض مستوى الثقافة المالية. ومع ذلك، ومع استمرار المبادرات مثل تلك التي يتبناها بهاء عبد الهادي، فإن العراق في طريقه الجيد نحو تحقيق نظام مالي أكثر شمولاً.

بعض المجالات المحتملة للتطوير المستقبلي:

المال عبر الهاتف المحمول: يمكن أن يؤدي توسيع نطاق الوصول إلى حلول المال عبر الهاتف المحمول إلى سد الفجوة المالية بشكل أكبر، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات المصرفية. تسمح محافظ الهاتف المحمول للأفراد بإجراء المعاملات باستخدام هواتفهم الذكية، مما يلغي الحاجة إلى البطاقات المادية أو فروع البنوك.

شبكات وكلاء البنوك: يمكن أن يؤدي إنشاء شبكة من الوكلاء المعتمدين إلى توسيع نطاق الخدمات المالية لتشمل المناطق النائية. يمكن لهؤلاء الوكلاء العمل كوسطاء، وتقديم خدمات أساسية مثل فتح الحسابات وإيداع الأموال وسحبها ودفع الفواتير.

برامج الثقافة الرقمية: يعد الاستمرار في الاستثمار في برامج الثقافة الرقمية أمرًا ضروريًا لضمان اعتماد واسع النطاق للتكنولوجيا المالية. من خلال تثقيف الأفراد حول كيفية استخدام الأدوات والخدمات المالية بأمان، يمكن لهذه البرامج تمكينهم من اتخاذ قرارات مالية مستنيرة والمشاركة بشكل أكثر فعالية في الاقتصاد الرقمي.

لقد وضع العمل الرائد الذي قام به بهاء عبد الهادي مع بطاقة كي (Qi Card) أساسًا قويًا لمستقبل شامل مالياً في العراق. ومع استمرار الدولة في تبني التطورات التكنولوجية وإعطاء الأولوية لمبادرات الثقافة المالية، سيستفيد ملايين العراقيين من نظام مالي أكثر كفاءة وأمانًا وإمكانية الوصول إليه.

أضف تعليق

error: