النمط الغذائي بعد رمضان

صورة , النمط الغذائي , شهر رمضان
غذاء صحي

ما أهم التغيرات الطارئة على الجسم بعد إنتهاء شهر رمضان؟

قالت “د. روان عبد السلام” صيدلانية. بشكل عام لابد من تهيئة الجسم لإستقبال النمط الغذائي الصحي وخاصة أيام الإفطار العادية، لأنه خلال شهر رمضان الكريم تحدث العديد من التغيرات في النمط الغذائي للجسم، فتعتاد المعدة على هضم وجبتين فقط في اليوم، مع الإعتياد على الخمول والراحة وعدم إفراز العصارات الهاضمة طوال ساعات النهار، من هذا كله لن تحتمل المعدة التناول المباشر والمفاجيء للطعام أثناء ساعات النهار من أول يوم بعد إنتهاء شهر رمضان.

كيف تتم تهيئة المعدة للنمط الغذائي المختلف عن النمط الغذائي الرمضاني؟

يُنصح دائمًا بالتدرج في تناول الوجبات الغذائية العادية بعد نهاية الشهر الكريم لتهيئة المعدة وتحفيزها على إستعادة النمط الغذائي القديم والذي كان متبعًا قبل شهر رمضان. هذه التهيئة للجهاز الهضمي يجب أن تتم منذ اليوم الأول لعيد الفطر المبارك، ومن خلال بعض الإجراءات الغذائية الصحية والتي نذكر منها:

من النمط الغذائي الصحي تناول تمرتين أو ثلاث قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر، وهي في الأصل سُنة نبوية كريمة.

بعد العودة من الصلاة يجب التنبه لتناول كميات قليلة من الأطعمة الصحية على الإفطار.

لا يصح غذائيًا كل تلك العادات المتوارثة في الإفطار على الفسيخ والرنجة أو على كعك العيد الغني بالدهون أو شرب القهوة والشاي بكميات كبيرة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن كل الأعراض المرضية التي تُصيب الجسم مثل التلبُك المعوي أو الغثيان أو الإسهال أو الإمساك هي سبب مباشر لتناول كميات كبيرة من الأطعمة في إفطار يوم العيد، فالمعدة إعتادت على الخمول والراحة في ساعات النهار طوال شهر كامل، والإفطار المُفاجيء وبالكميات الكبيرة في ساعة صباحية يُحدث لها نوع من الصدمة التي تتوقف معها عن إتمام عمليات الهضم.

أيضًا الإكثار من تناول حلويات العيد ومشروبات الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، نظرًا لكثافة الدعوات والزيارات العائلية، والتي يعتبر فيها الضغط بتناول المزيد من هذه الأطعمة باب من أبواب الكرم، يُسبب لا محالة أعراض من الأرق والإجهاد وقلة النوم.

والخلاصة أنه لابد من التدرج في تناول وجبات الطعام بعد شهر رمضان الكريم من حيث توقيت وكمية الطعام، وبخاصة وجبة الإفطار لأن المعدة كانت طوال شهر كامل خاملة ولا تفزر العصارة الهضمية في هذه الساعات المبكرة من الصباح.

ما الخطوات العملية للعودة إلى النمط الغذائي العادي دون الدخول في مشكلات هضمية؟

تابعت “د. عبد السلام” لإستعادة النظام الغذائي المتبع قبل رمضان بسهولة يجب إتباع مجموعة من الخطوات العملية، ومنها:
تقليل كميات الطعام المتناولة في كل وجبة غذائية أثناء اليوم، وبخاصة وجبة الإفطار.
التقليل من تناول الحلويات والدهون.

الإهتمام بشرب كميات وفيرة من السوائل وبخاصة الماء، لأنه عامل مساعد في التخلص من السموم، كما أنه عامل مساعد في إتمام عمليات الهضم. كما يمكن الإكثار من تناول مشروبات الأعشاب الطبيعية التي تساعد في الهضم مثل الينسون، وبخاصة خلال أيام العيد حيث تكثر الدعوات على الأطعمة الدسمة بين الأهل والجيران.

تقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون، وبخاصة على وجبة الغذاء.

تقسيم الوجبات الغذائية وتوزيعها على ساعات اليوم، وعدم اللجوء لتناول كميات كبيرة في وجبة واحدة أو وجبتين.
التقليل من تناول المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والمنبهات، لما تحتويه على نسب عالية من الكافيين، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة في إفرازات أحماض المعدة، وقد تُسبب الإصابة بالحُرقة أو إرتداد المريء.

كيف يستعيد المرضى مواقيت الجرعات الدوائية العادية دون إختلال نتائجها العلاجية في الجسم؟

أوضحت “د. عبد السلام” كما نُصح أصحاب الأمراض المزمنة بمتابعة الطبيب قبل شهر رمضان لترتيب الجرعات الدوائية ومواقيتها، يُنصحون أيضًا بالرجوع للطبيب المُعالج لترتيب الكيفية التي تعود معها جرعات الدواء إلى مواقيتها وكمياتها الأساسية والتي كانت مُتبعة قبل الصيام، فالغالبية العظمى من أدوية الأمراض المزمنة تحتاج إلى التدرج في تغيير مواقيت تناولها، لأن التغيير المفاجيء لعدد الجرعات أو ساعات التناول يؤثر في الكفاءة العلاجية للمادة الفعالة للدواء.

كذلك تعتبر مراجعة الطبيب من الإجراءات الصحية الضرورية لمرضى الأمراض المزمنة للوقوف على الحالة الصحية العامة للجسم، وبيان مدى تأثير الصيام على الصحة وأعراض المرض المزمن إن وجد هذا التأثير. هذا إلى جانب الأثر الإيجابي لصيام شهر رمضان الكريم على بعض الأمراض المزمنة كالسكري، وعليه وجب إستشارة الطبيب بعد إتمام الصيام بالكيفية التي حددها الطبيب في بداية الشهر، فقد يكون الصيام أحد عوامل تقدم الحالة المرضية نحو الشفاء، وبالتالي تعديل بعض جرعات الأدوية بعد تحسن المرض أو تخفيف حدته بفعل الصيام.

كيف يحصل الإنسان على جسم مُعافى من الأمراض عن طريق النمط الغذائي؟

يرجع الحصول على بدن صحيح وخالي من الأمراض إلى التمرد على كل العادات الغذائية السيئة التي توارثتها الأجيال المتعاقبة، ومن بعض صور هذا النمط الغذائي المحمود ما يلي:

بدلًا من تقديم الشيكولاتة للضيوف أثناء العيد- مثلًا- يمكن تقديم التمر المحشو بالمكسرات البسيطة والمغلف بطبقة بسيطة من الشيكولاتة، فهذا يؤدي إلى تقليل كمية السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم، مع الإستفادة بالفوائد الصحية للمكسرات الغنية بالألياف المساعدة في الهضم والأوميجا 3، مع الإستفادة الصحية الكبيرة من التمر.

إستقبال الضيوف في أيام العيد وفي غيره من الأيام بالعصائر الطبيعية والماء بدلًا من إستقبالهم بالعصائر المُصنعة والمُحلاة بالسكر أو بالمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.

من النمط الغذائي الجيد أيضاً تجنب أصناف الطعام الدسمة والغنية بالدهون المشبعة وإستبدالها بالأطعمة المشوية والخضروات الطازجة والفاكهة، مع التنويع في مصادر الوجبة، لتمكين الجسم من الحصول على كل العناصر الغذائية الضرورية لحياته وصحته. والخضروات على إختلاف أنواعها أحد أبرز مصادر العناصر الغذائية الضرورية للجسم، حيث أنها تمده بالألياف الضرورية للهضم إلى جانب العديد من الفيتامينات والأملاح والمعادن.

التخلي عن المعتقدات الغذائية الخاطئة، ومنها على سبيل المثال : الثقة عند تناول كميات كبيرة من كعك العيد المحشو بالتمر، بحجة أن التمر ذو فوائد غذائية وعديم الضرر الصحي على الجسم. فالتمر منفردًا ذو فائدة غذائية وصحية لا حدود لهما، أما دخوله في أنواع من المخبوزات تحتوي على الكثير من الدهون المشبعة يقضي على فائدته، ويغلب عليه الضرر الصحي الناتج عن هذه المخبوزات.

ما أهم النصائح الغذائية لإستعادة التوازن النفسي للجسم بعد رمضان؟

من أهم النصائح الغذائية لمُعالجة الحالة المزاجية الناتجة عن الأرق وقلة النوم بسبب تغير النمط الحياتي اليومي بعد رمضان، هي التقليل من تناول كل المشروبات الغنية بالكافيين بعد رمضان مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، لأن الإكثار من تناولها يزيد من حدة أعراض الأرق وقلة النوم التي يعاني منها الجسم بعد رمضان.

كما يلعب توازن النمط الغذائي وتنوعه دورًا مهمًا في تحسين الحالة المزاجية للفرد، وهو المطلوب تحقيقه بعد شهر رمضان الكريم.

ما أهمية ممارسة الرياضة في صحة الفرد وبخاصة بعد رمضان؟

ممارسة التمارين الرياضية أحد أبرز النصائح الذهبية لكل من يعاني من الضعف العام والسمنة وزيادة الوزن، ولا تُفرض تمارين معينة على الفرد، فكل حر في اختيار نوع الرياضة التي يفضلها حتى وإن كان المشي البسيط لمدة 30 دقيقة يوميًا.

والرياضة أحد العوامل المساعدة في حرق الدهون المخزنة بالجسم، كما أنها تُحسن الحالة المزاجية للفرد وتقضي على التوتر والضغط العصبي.

ما رأيكم في تناول أدوية التنحيف؟

بشكل عام لا يُحبذ الإعتماد على أدوية التنحيف لخسارة الوزن، ويُفضل الإعتماد على الطرق الغذائية كالحميات والنظام الغذائي الصحي والمتوازن مع ممارسة التمارين الرياضية.

ولكن يمكننا القول بأنه لا مشكلة صحية مع الأدوية التي تعمل على حرق الدهون بالجسم، بشرط تناول كميات وفيرة من الماء أثناء الإعتماد عليها في إنقاص الوزن. أما الأدوية التي تعمل على إختلال الإشارات العصبية المرسلة من المعدة إلى الدماغ فهي ضارة جدًا ويجب الإبتعاد عن إستعمالها تمامًا.

أضف تعليق

error: