ما هو الممنوع والمسموح في أخلاقيات التصوير

أخلاقيات التصوير

حريق يلتهم طفلة هنا وإعدام قطة هناك، قتلى في حوادث سير وجثث متفحمة ودماء وغيرها أصبحت للأسف مشاهد ينقلها ويجسدها أصحاب المهنة والناس العاديون أيضاً، بين الإنسانية وأخلاقيات التصوير قضية نطرحها لنعرف ما غذا كان مسموح لنا أو ممنوع علينا تصوير مثل هذه المشاهد حيث هنالك لحظة يقرر فيها المصور المحترف توثيق اللحظة بجمالها أو بقسوتها.

مسألة تناقل الناس العاديون فيديوهات وصور قاسية

تقول المعالجة النفسية “رانيا سليمان”، هناك فرق كبير بين مهنة المصور المحترف والشخص الذي يصور كيفما يشاء وذك الفرق واضح على المستوى المهني والتعاطي والدور المعاش الذي يراه حالياً في هذه البيئة.

تكمن المشكلة الأساسية في أن الناس تتعامل مع فكر التصوير على أنها فكرة عادية جداً ولكنها تعتبر هدف أساسي بالنسبة للمصور ونقل ما يحدث في هذه اللحظة بهدف تمكين المشاهد من أفكار ما يحدث ولكن الناس بدأت تتصرف على أساس أن التصوير أصبح أمر شائع جداً لنقله إلى الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبغرض الحصول على like أو comment أو بغرض الحصول على فكرة أنني المصور الأول لما يحدث ، وهنا يجب الإشارة إلى الخط الفاصل بين المصور المحترف وأي شخص يلتقط صورة هو على المستوى الإنساني واللاإنساني وما يحدث في البيئة الخارجية ومن هو قائم بالتصوير الذي يستوجب عليه نقل الصورة بشكل إنساني يراعي فيه العين التي ترى هذا المشهد، وهنا أصبح هنالك خلط بين الأمور خاصة فيما يتعلق بخصوصية من أو ما يقوم بتصويره حيث قد تتسبب الصور الملتقطة أذى نفسي بالغ للضحايا والمعنيين – بناءً على ما ذكرته المعالجة النفسية ” رانيا سليمان “.

تابعت ” رانيا “: هناك خط فاصل آخر وهو قدرة المصور على نجدة الشخص الذي يتعرض له الذي يقوم بتصويره وهنا تختلف المعايير من شخص لآخر حيث لا يستوجب علينا تصوير مشهد حريق شخص آخر أمامنا في حالة قدرتنا على نجدته بطريقة أو بأخرى، وهنا يتحكم الجانب الإنساني بنسبة كبيرة في الشخص الذي يقوم بتصوير مثل هذه المشاهد القاسية.

إلى جانب ذلك، هناك بعض الغرائز والدوافع التي تتحكم في الشخص الذي يقوم بالتصوير سواء كان نجدة أو مساعدة الآخر أو نقل الصورة وهو الهدف الأساسي وهو عكس ما رأيناه في الفتاة التي تحترق والتي تم تركها من جميع من قاموا بتصوير هذه المشهد الرهيب دون التفكير في كيفية إنقاذ هذه الفتاة ليعطيهم أسبقية في نقل هذا المشهد فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

هناك البعض ممن قاموا بتصوير مشهد احتراق الفتاة دون أن يكون لديهم القدرة على إنقاذها وهنا لا يمكن لومهم في هذه اللحظة ولكن على الجانب الإنساني قد يلوم هؤلاء أنفسهم بعد ذلك حيث قد يكون بإمكانهم في هذه اللحظة إنقاذ الشخص الذي يعاني.

ما هي حدود المصور المحترف في نقل الصور

كما سبق الذكر يبقى المعيار الأول والأساسي هو معيار الإنسانية الذي يحرك الكثير منا على الرغم من أن التصوير هي مهنة المصور ولكننا نعتبر بشر في النهاية وقبل أي شيء.

على الجانب الآخر، في حدود المهنية هناك شيء يسمى بالشفافية كوني لا أؤثر ولا أتأثر كثيراً ولكن هدفي الرئيسي هو نقل الصورة بهدف إخبار الناس ما يحدث أو بأهداف تعليمية ولأهداف توثيقية لأهداف أخرى سامية لنُري الآخرين آثار الحرب على سبيل المثال.

وأخيراً، من الأمثلة الشهيرة في هذا المقام هي صورة مصور أمريكي شهير لطفل في الصومال يعاني من المجاعة واحتضر هذا الطفل أمام هذا المصور لينتظر هذا المصور الصقر وهو يلتهم الطفل دون أن يُقدم على مساعدته وبعد فترة معينة تقارب 6 أشهر انتحر هذا المصور رغم أن صورته نالت جائزة عالمية بسبب عدم تقدير ذاته الذي أوصله لمرحلة معينة من احتقار الذات لأنه لم يساعد هذا الطفل لأنه تجرد من الإنسانية في تلك اللحظة التي قام فيها بتصويره محتضراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top