المسئولية المشتركة للأبناء مع الآباء

صورة , تربية الأبناء , أب , أبناء
تربية الأبناء

يقوم علماء التربية على الدوام بتشجيع الأبناء على تنمية المسئولية التي يسندها التدخل المباشر من الوالدين إلى حد ما في حياتهم تحت شعار ” عش معهم ولا تعش من أجلهم”.

كيف يمكن عمل توزان بين مسئولية الأبناء والآباء؟

قالت “د. هادية بكر ” خبير الإرشاد الأسري. في البداية يجب الإشارة إلى أن الأبوين عنما قررا الزواج فإنهما حتما يكونا قد قررا من قبل وجود الأبناء في حياتهما كما أن من الطبيعي أن يدرك الأبوين أن التربية لا تأتي بالصدفة، لذلك يجب على الأبوين أن يستعدوا جيدا لهذه المهمة التي لا تعتبر سهلة للغاية وإنما لها قواعد وأصول ونظم يُعد أساسها هو التعامل المتزن والسليم القائم على مبدأ رئيسي وهو إنشاء إنسان صحيح نفسيا وعقليا وجسديا يستطيع أن يعمر الأرض وأن يكون خليفة الله فيها، وهذا هو المبدأ الرئيسي للتربية.

وأضافت خبيرة الإرشاد الأسري ” هادية بكر” للوصول لهذا الهدف في التربية الجيدة يجب أن يكون لدينا سبلنا وطرقنا الخاصة حتى يمكننا أن نوصل أبنائنا لهذا المستوى الجيد لكي يكون ابننا خليفة الله في أرضه ومن ثم يستوجب على الابن تحمل المسئولية والتي تبدأ قبل أن يُخلق بمعنى أنه قبل الزواج يجب أن تكون العاطفة بينها والحب والود على ما يرام حيث أن ذلك يساهم في تنشئة أبناء مؤهلين ليكونوا مسئولين بشكل إيجابي وقوي في الحياة، لذلك يجب التخطيط قبل أن يوجد الطفل في إيجاد حياة إيجابية له، لذلك يجب اختيار الأزواج الصالحين بجانب ضرورة العمل على إنجاح الحياة الزوجية بشكل جيد مما يعتبر أحد مبادئ إنشاء حياة أسرية مستقرة.

على الجانب الآخر، يُعد خطئا كبيرا الاعتقاد بأن الأطفال الصالحين يولدون صالحين بالصدفة وإنما يجب علينا مساعدتهم لأن يكونوا أطفال صالحين ومثالا يُحتذى فيهم في المجتمع من خلال تعليمهم السلوكيات الصالحة والتعامل الجيد كما أن للأبوين دور كبير في ذلك من خلال القدوة الحسنة التي يقدمونها لأبنائهم.

وتابعت”هادية بكر” يجب التركيز على مبدأ جيد وهو تفادي الخطر والإشكالات قبل وقوعها مثل الصيانة الوقائية للسيارات إن جاز التعبير، لذلك يجب مراعاة احتياجات الأطفال بشكل مرغوب ومتزن في الراحل العمرية المختلفة التي يمرون بها بداية من فترة الحمل حتى وصولهم لسن المراهقة وما بعدها ومن أهم هذه الاحتياجات التي يمكننا تقديمها للطفل “الحب والاحترام.

يعتبر الحب والاحترام هما أساس أي تربية سليمة من خلال إعطاء الحب الكامل للطفل مع مده بكل معانيه بجانب أيضا معنى الاحترام.

كيف يمكننا التعامل مع رغبات وأفعال الأبناء؟

هناك العديد من الآباء والمربين الذين يخلطون بين الحب والدلع للأبناء الذي نعني به تقبل كل الأعمال والأفعال التي يقوم بها الطفل.
يمكننا تقبل أفعال الأبناء من خلال الإطار العام لشخصيته كما يجب الدفع بشخصية الابن لأقصى درجة ممكنة دون الحاجة إلى الخروج عن هذا الإطار أو إمكانيات الطفل والمحاولة في إرهاقه أكثر من اللازم عن طريق طلب منه الحصول على درجات مدرسية أعلى من قدراته على سبيل المثال.

يجدر الإشارة كذلك إلى أن فهم الآباء لشخصية الأبناء يمكنه المساعدة في تطوير شخصيتهم لأقصى درجة ممكنة كما يعزز ذلك من إمكانيتهم، لذلك يجب على الآباء استثمار وتحفيز القدرات الممكنة والموجودة عند الطفل ومن ثم يمكننا خلق الجو المناسب الذي فيه يمكن لتلك القدرات أن تتفاعل مع بعضها البعض كما يجب إعطاء الطفل الحب السليم والذكي وليس الحب الذي يمكنه أن يُفسد شخصية الطفل.

من أمثلة الدلع الذي نعنيه في مقالنا هو أن نقوم عن الطفل بمسئولياته الواجب عليها تنفيذها بجانب عدم التفريق بين ما هو مسموح له وبين ما هو غير مسموح بالإضافة إلى التهاون مع الطفل بالحدود والضوابط الملزمة له.

وأردفت ” هادية ” لكل عمر ضوابط ومسئوليات معينة حتى عمر السنتين، لذلك من خلال ما سبق ذكره يمكننا التأكد بدرجة عالية أن هذا الطفل الذي رُبي تربية حسنة يمكنه القيام بإنجاب أبناء قادرين أيضا على تحمل المسئولية من خلال التنشئة الحسنة، لذلك يمكن القول بأن التربية تبدأ منذ الصغر وليس عند الكبر حتى يمكننا تصحيح الخطأ الذي يقوم به مبكرا.

كيف يساهم الآباء في إفساد تربية أبنائهم؟

يعتقد بعض الآباء أن كثرة الحب لأبنائهم قد تكون مبررا لهم في إبعاد المسئولية عن أبنائهم ولكن هذا يعتبر خطئا كبيرا في حالة قدرة الأبناء على تحمل تلك المسئوليات.

على الجانب الآخر، يجب على الآباء تحمل المسئولية بدلا من أبنائهم في حالة عدم قدرتهم على تحمل هذه المسئوليات مع ضرورة تدريب الأبناء على تحمل المسئولية مبكرا ومحاولة تعزيزهم بالإمكانات التي تساعدهم في ذلك كما يجب على الأبناء فهم أن تحمل المسئولية مبكرا من الآباء ليس بمثابة تعذيب لهم وإنما هو بمثابة تدريب على الصعاب التي سيواجهونها في الحياة فيما بعد.

ماذا نعني بمقولة ” عش معهم ولا تعش من أجلهم “؟

يجب على الأم أن تنظم شئون بيتها وتعطي كل ما هو مطلوب للابن بالطريقة الصحيحة كضبط المنبه كل يوم على صلاة الفجر أو وضع الكوب في مكانه بالنسبة للطفل الصغير وهكذا…من الأمور التي تساعد في زيادة ثقة الطفل في ذاته منذ الصغر وأنه قادر على أن يكون شخص محترم ومُعتمد عليه ومن ثَم عند الكبر يمكن لهذا الطفل أن يستوعب فيما بعد ما عليه وما له.

علاوة على ذلك، لا يجب أن ننظر فقط إلى كبر جسم الطفل ومن ثم يمكننا توليته بعض المهام دون النظر إلى ضرورة تعزيز النواحي النفسية والاجتماعية والعقلية والروحية أيضا لديه.

وأخيرا، يمكن القول بأنه من الضروري استيعاب القدرات العقلية لدى الطفل والتي تتزامن في كثير من الأحيان مع كل مرحلة نمائية وجسدية عنده كما يجب ألا نعلم الطفل الخلط بين الرغبات والاحتياجات الخاصة به حتى لا يختلط علينا التفريق بينهما وحتى لا يمكننا الشعور بذنب عدم تلبيتها له فيما بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top