الحماة والمشاكل بين الزوجين

المشاكل الزوجية

تحدث العديد من المشاكِل بين الزّوجة وحماتها، وانتشرت هذه المشاكل في مجتمعنا الحالي بشكل كبير، لذلك من المهم أن تتعلم السيدات كيف يتفادون هذه المشاكل وكيف يقومون بحلها.

هل الحماة هي دائما سبب المشاكل بين الزوجين؟

تقول الباحثة الاجتماعية والمتخصصة في علم الاجتماع “الدكتورة فادية الابراهيم” إن هناك قاعدة عامة في المجتمع العربي وهي أن العلاقات الأسرية والاجتماعية تكون متشابكة ومتداخلة.

فلا يستطيع الزوجين الاستقلال تماماً عن عائلتهم والعيش في حياة منعزلة، لأنهم يكونون دائماً على تواصل مع العائلات الكبيرة سواء أهل الزوجة أو أهل الزوجة.

وهناك موروث شعبي يعطي طابع تقليدي عن الحماة وفي الغالب هذا الطابع يكون سلبي، وهذا موروث غير صحيح لأن الأصل هو أن تكون العلاقة جيدة بين الحماة والزوجة ولا تحدث المشاكل إلا في حالات استثنائية لأسباب كثيرة.

ليس طوال الوقت تكون الحماة هي السبب في المشاكل فأحياناً تكون زوجة الابن هي السبب، وتختلف المشاكل حسب كل عائلة، بالإضافة إلى أن الإعلام والدراما دائماً تصور الحماة شخصية قوية وغيورة من زوجة الابن ولكن هذا يحدث في بعض الحالات ولا تنطبق هذه الصورة على كل الحموات.

في المجتمع العربي تعتبر مباركة الأهل وخاصة الأم من الأشياء المهمة جدا، فإن رضا الأم عن زوجة الابن هو الذي يحدد استقرار الحياة الزوجية، بالرغم من أن بعض الأمهات تقوم باختيار زوجة الابن بدون رغبة الابن بها، إلا أن إذا كانت الزوجة من اختيار الحماة سيكون الزواج أنجح من أن تكون الأم غير راضية عن الزوجة، فهناك بعض الأزواج يصرون على اختيار الزوجة دون موافقة أو رغبة أمهاتهم فحينها تزيد فرصة الخلافات.

فإن الأم عندما تختار الزوجة تكون مقتنعة بها وبأهلها وبكل شيء يخصها، لكن إذا لم ترضى عن الزوجة التي اختارها الابن تنشأ المشاكل بسبب وبدون سبب بالرغم من أن الزوجة قد تكون جيدة وتقوم بواجباتها.

ولكن عدم الرضا النفسي هو الذي يولد المشاكل ويصبح الزوج في وضح حرج وصعب، نظراً لأن الأم في المجتمع العربي شيء مقدس جداً لأن الدين أعطى منزلة ومكانة كبيرة للأم، فحينها يكون الزوج حائر بين والدته وزوجته ويتطلب منه أن يوازن بين الأم والزوجة.

دور كل شخص لتجنب المشاكل

تابعت “د. إبراهيم” المشاكل هي مسؤولية مشتركة بين الثلاث أشخاص، الأم والأبن والزوجة فيجب أن يستوعب كل شخص الطرف الأخر ويعطي له مساحة، وسنذكر ما دور كل شخص لتجنب المشاكل:

  • أولاً الحماة: يجب أن تتنازل الحماة عن بعض الأمور، وتتفهم أن أصبح لدى ابنها وزوجته حياة مستقلة وخصوصيات لا يصح أن تدخل بها، لأنهم لهم الحق في بناء أسرتهم بالشكل الذي يريدونه.
  • ثانياً الزوجة: يجب أن تحترم أم زوجها، حتى إذا كان لدى الحماة نوع من الغيرة أو إذا كان أسلوبها مزعج، يجب على الزوجة أن تمتلك مهارة كيف ترضي أم زوجها لأنها إذا كانت ذكية وتمكنت من كسب أم زوجها سنتكون كسبت سعاداتها وراحة بالها.

مسؤولية الزوجة تكون أكبر لأنها تكون أصغر سناً وقد تكون أعلى وعياً وأعلى درجة تعليم ورؤيتها في الحياة أكثر، لذلك يجب أن يكون لديها الذكاء الكافي والصبر حتى تستوعب الأمور التي تقوم بها الحماة.

يجب أن تعلم الزوجة أنها تدخل إلى عائلة جديدة تمتلك قوانين وعادات وتقاليد مختلفة عن عاداتها وتقاليدها، لذلك يجب عليها أن تبذل جهد حتى تتأقلم مع العائلة الجديدة وأن تحترمهم وتحترم عاداتهم وتقاليدهم، ولا تحاول أن تقاومها أو ترفضها لأن غالبا الزوجات التي تحاول مقاومتها لا ينجح زواجهم.

يجب أيضاً أن تحاول كسب هرم العلاقة الزوجية وهي الأم، ولا تحاول إبعادها لأن في المجتمعات العربية لا تستطيع الزوجة أن تفصل الزوج عن أمه.

بسبب أن الأم دائماً تعطي قيمة كبيرة لابنها وتعتبره جوهرة لأنها سهرت عليه وقامت بتربيته وتحملت الكثير من أجله فتريد أن ترى الابن في أحسن حال وأن تختار له أفضل عروس ومن وجهة نظر الأمهات تكون أفضل عروس هي من تهتم بزوجها ونظيفة في بيتها وتربي أولادها جيداً وتتمكن من طهي طعام جيد، ولا يلتفتوا إلى درجة الوعي أو التعليم.

ويجب على الزوجة أن تتقبل نصائح الحماة وتأخذها بصبر ورحابة صدر وتعتبرها نصائح من باب المحبة ولا تكبر الأمور وتجعلها باب للمشاكل.

  • ثالثاً الزوج: يجب أن يكون الزوج هو الوسيط بين الحماة والزوجة، فمن الأفضل أن تحكي الزوجة إلى زوجها الأمور التي ضايقتها من الحماة حتى لا تدخل معها في نقاش لأن الحوار بينهما سيكون بعيد بسبب الفرق في العمر والخبرة الحياتية والتعليم، ولكن يجب على الزوجة أيضاً أن تختار الوقت المناسب للتحدث من الزوج وتوصل رسالتها بأسلوب مهذب وبسيط.

كيفية تعامل الزوجة مع غيرة وحب الأم المبالغ فيه

تعتقد الحموات بعد زواج الابن أن هناك شريك جديد أخذ الابن منهم، بالرغم من أن الزوج ليس وسيلة للنزاع بين الأم والزوجة، فبالتأكيد يجب الابن والدته وعاش معها لفترة من الوقت ولكن هذه سنة الحياة فيجب أن يتزوج ويبني أسرته ويصبح له أولاد.

فلابد من أن تستوعب الأم هذه الأمور فمثلما هي تزوجت واستمتعت مع زوجها جاء الوقت لتبديل الأدوار وتكون هي الحماة ويتزوج ابنها، ولكن على الزوجة أن تقوم ببعض الأمور حتى تتجنب مشاكل الغيرة والحب المبالغ فيهم من قبل الحماة:

  • يجب أن تستوعب الزوجة أم زوجها وتمتص غيرتها وتحول غيرتها لشيء إيجابي، محبة أو احترام أو امتنان أو اهتمام.
  • عدم الدخول في صراع مع الحماة لأنها إذا دخلت معها في صراع لن ينتهي.
  • تُشعر الحماة ولو معنويا بأنها هي الأساس وأنها لها قيمة وسلطة عليها وعلى ابنها.
  • أن تمتلك الزوجة الذكاء والمهارات الاجتماعية الكافية لكسب قلب حماتها.

ولأن فتيات هذا الجيل متعلمات ومتحررات ومستقلات ففكرة استيعاب الحماة لديهن تكون صعبة لأن في وجهة نظرهم أن هذه حياتي وأريد أن أعيشها كما أريد، هذا هو الذي ينبغي حدوثه ولكنه ليس الواقع، لأن الواقع هو عدم القدرة على فصل الأم عن الابن.

وفي كثير من الأحيان تحدث حالات طلاق ويضحي الزوج بزوجته أطفاله من أجل إرضاء الأم ولأن الأم شيء أساسي في حياة الإنسان.

نصائح لتجنب المشاكل الزوجية

  • الاختيار الصحيح لشريك الحياة لأن دائماً التقارب الاجتماعي بين العائلات في التقاليد والعادات والدين والثقافة والمستوى الاجتماعي والاقتصادي مهم جداً في العلاقات الزوجية وفي نجاحها.
  • مباركة الاهل مهمة جداً في المجتمعات العربية يعني إذا لاحظت الزوجة في فترة الخطوبة عدم قبول حماتها لها وحاولت الزوجة إصلاح العلاقة بينهما ولا يوجد أمل في ذلك من الأفضل ألا تستمر هذه الخطوبة والأفضل هو الانفصال.
  • يجب الابتعاد عن اختيار الأزواج السلبية الذين لا يقومون بأدوارهم بشكل صحيح ويتركون الأمور بدون المشاركة في ضبطها، فتزيد الصراعات بين الزوجة والحماة، والنوع الأسوأ هو أن يميل الزوج إلى طرف على حساب الطرف الآخر، فيميل الزوج إلى والدته على حساب زوجته حتى إذا كانت الأم مخطئة ولكن لأنها والدته، والعكس فهذا شيء خاطئ جداً، لأن يجب على الزوج أن يوازن بين زوجته ووالدته ويعطي لكل شخص قدره واحترامه ومقامه.
  • يجب أن تستعين الزوجة بزوجها وأن يكون لديها صبر وطول بال وأن تحترم قدر الحماة وعمرها وتعبها وخبرتها في الحياة، ويجب أن تعلم الزوجة أن دخول عائلة جديدة ليس نوع من المقاومة ولكنه نوع من التأقلم، فالزوجة الذكية والناجحة هي التي تحاول كسب أهل الزوج وبالأخص الحماة، وهذا نوع من الانتصار وليس الضعف.
  • تقبل النصائح وأخذها بسعة صدر ولا تبالغ الزوجة في ردة الفعل وتستمع وتتقبل نصائح الحماة وربما بعد ذلك تفعل ما تريد ولكن الأهم هو عدم الدخول في صراع مع الحماة.

كيفية تعامل أهل الزوج مع غيرة الزوجة

يجب أن يصبر الأهل ويبتعدوا عن فعل الأشياء التي تثير غيرة الزوجة، خاصة في بداية الزواج، فهناك بعض الأخوات يتقربوا من أخوهم ويتحدثوا معهم في التليفون لوقت كبير ويخرجوا معهم، فيجب عليهم أن يحترموا حياة الأخ ويقللوا من هذه الأفعال لأن الأخ لم يصبح لهم فقط فأصبح لديه زوجة يجب احترام مشاعر غيرتها وكذلك الأم.

السنوات الأولى من الزواج دائماً تكون أصعب مرحلة بسبب تواجد عقليات وبيئات ونفسيات جديدة يجب أن تتأقلم مع بعضها البعض أو تتصادم، فيجب أن يتحلى الطرفين بالصبر، ويجب أن تصبر الحماة وتخفف من التدخل في حياة الابن وتعلم أن للزوجين الحق في عيش الحياة كما يريدون وأن لهم حياتهم الخاصة الذي يجب أن يعيشوها بعيداً عن المشاكل والضغوطات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top