التغذية السليمة لمرضى تشمع الكبد

التغذية السليمة ، الكبد ، اللحوم الحمراء ، الليمون ، الشاي الأخضر ، مرضى الكبد ، فيتامين د

إلى أي مدى تؤثر التغذية في عمل الكبد؟

بدأت أخصائية التغذية “رُبى مشربش” حديثها قائلة: تتعدد الوظائف الحيوية للكبد وكلها مما لا يستطيع الجسم العيش والإستمرار بدونه، والتغذية ذات إرتباط وثيق الصلة بالكبد وعمله، ويظهر هذا الإرتباط جليًا في الصور الآتية:
• عند تناول النشويات التي عادةً ما تتكون من سكر الجلوكوز، فعند إتمام هضم الجلوكوز في الجسم يُستخدم جزء منه في إنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم لأداء أنشطته اليومية، والجزء الآخر يتخزن في الكبد في صورة مادة تُعرف باسم “الجلايكوجين”، وهذه المادة يُعاد إستخدامها لإنتاج الطاقة البدنية في حالة عدم الحصول عليها من الغذاء لظروف الصيام وخلافه، وتخزين الجلايكوجين من الوظائف التي يفقدها مرضى تشمع الكبد وهو ما يؤثر في نشاطهم البدني.
• من الأدوار الأساسية للكبد أيضًا إنتاج مادة “البايل”، وآلية عمل هذه المادة وأهميتها هي أنها تحيط بالدهون فور وصولها إلى الأمعاء لخلق نوع من السهولة في تحطيم هذه الدهون، وبالتالي يؤدي تشمع الكبد إلى التأثير على إنتاج البايل مما يجعل الدهون تخرج مع البراز دون أدنى إستفادة تُذكر منها، الأمر الذي يتبعه بالضرورة تأثر إمتصاص فيتامين D وفيتامين A وباقي الفيتامينات والمواد الذائبة بالدهون، ولذلك ليس من المستغرب إصابة مرضى تشمع الكبد بمرور الوقت بنقص في هذه العناصر الغذائية الضرورية الأمر الذي قد يلزمه العلاج بالمكملات الدوائية والحقن، وكذلك ليس من المستغرب ظهور الأعراض المرضية لنقص فيتامين A على الجلد.
• يعمل الكبد على إنتاج بعض البروتينات والكثير من الأحماض الأمينية التي تعتبر المكون الأساسي لكثير من بروتينات الجسم، وبالتالي يتأثر إنتاج هذه البروتينات في الجسم وتظهر أعراض نقصها.

مما سبق جميعًا يتضح لنا دور التغذية في صحة الكبد، ودور الكبد في الإستفادة من التغذية والعناصر الغذائية، لذلك يعمل علم التغذية بجهد ودأب لتحسين الأنماط الغذائية للإنسان لتفادي الأمراض الناتجة عن سوءالتغذية على الكبد مثل التشمع.

ما أسباب الإصابة بتشمع الكبد؟

أشارت “أ. رُبى” إلى أن أهم أسباب الإصابة بتشمع الكبد هي:
1. تناول المشروبات الكحولية.
2. إصابة الكبد بأنواع من الإلتهابات الفيروسية.
3. العامل الوراثي الجيني.

ما هي الأعراض المرضية لتشمع الكبد؟

نبَّهت “أ. رُبى” على أنه تتشابه أعراض تشمع الكبد مع العديد من الأعراض المرضية لكثير من الأمراض الأخرى، الأمر الذي يلزمه الإستشارة الطبية السريعة وعمل الفحوصات الدقيقة المعنية بالكبد وكفاءته في أداء وظائفه، وأبرز أعراض التشمع ما يلي:
1. التعب العام والإرهاق الشديد، ويرجع ذلك إلى إستهلاك الجسم لعضلاته للحصول على طاقته لعدم تخزن مادة الجلايكوجين في الكبد والتي تعتبر الإحتياطي الإستراتيجي البديل للطاقة.
2. الدرجات المرضية المتقدمة من تشمع الكبد تؤدي إلى ظهور إنتفاخ شديد في البطن واليدين والساقين بسبب تجمع السوائل.
3. الإسهال الشديد.
4. القيء المستمر.
5. عند التعرض لكدمة أو ضربة وإن كانت بسيطة يظهر فورًا اللون الأزرق على الجلد.
6. فقدان الشهية وعدم الإحساس بطعم ومذاق الأغذية التي يتم تناولها.
7. تضرر البشرة بسبب عدم قدرة الجسم على إمتصاص فيتامين A الضروري لصحة ونضارة البشرة بشكل عام.

ما هو النظام الغذائي الأمثل لمرضى تشمع الكبد؟

أشارت “أ. رُبى” إلى أن النظام الغذائي لمرضى تشمع الكبد لابد وأن يتسم بمجموعة من الخصائص والمكونات، ومن أهمها:
• مرضى تشمع الكبد يلزمهم نظام غذائي مرتفع في محتواه من النشويات للتغلب على مشكلة إنتاج الطاقة والتغلب على مشكلة إستخدام العضلات لإنتاجها.
• يلزم مرضى تشمع الكبد توزيع وجباتهم الغذائية على مدار اليوم، ومن الأفضل أن تكون الوجبة الواحدة صغيرة الكمية مع تعدد هذه الوجبات حتى وإن وصلت إلى ثمانية وجبات في اليوم فلا مانع.
• إتباع نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية، وليس معنى ذلك الإتجاه إلى الأغذية المقلية والأغذية الضارة، ولكن معناه التركيز على الأغذية الصحية ذات السعرات الحرارية المرتفعة مثل الحليب ومنتجاته من الأنواع الكاملة الدسم والأغذية البروتينية والنشويات المرتفعة في المؤشر الجلايسيمي.
• التركيز على الأغذية المرتفعة في البروتين، فمريض تشمع الكبد يحتاج يوميًا إلى مقدار من البروتين يعادل حاصل ضرب وزن جسمه في 1.2، فإذا كان وزن المريض 50 كيلوجرام إذن هو يحتاج كل يوم إلى 60 جم من البروتين، ويفضل أن يُتحصل على هذا البروتين من المصادر النباتية مثل البقوليات والعدس… إلخ، ثم من الحليب ومنتجاته، وتأتي في المرتبة الأخيرة البيض والأسماك والدجاج واللحوم الحمراء حسب الترتيب.
• يتوجب على مرضى تشمع الكبد تجنب الأملاح والتقليل منها بشكل كبير، لذلك تُمنع عليهم الأغذية المصنعة المالحة مثل الصلصات والأجبان الصناعية ومكعبات مرقة الدجاج، وكذلك يُمنع عليهم إضافة ملح الطعام للوجبات.
• التقليل من السوائل قدر الإمكان خصوصًا بعد ظهور أعراض الإنتفاخ على البطن والساقين واليدين.

كيف يستطيع المصابون بالنحافة زيادة وزنهم؟

نوَّهت “أ. رُبى” إلى أنه تكمن مشكلة عدم زيادة الوزن عند مرضى النحافة في أنها إما أن تكون لسبب مرضي وهذا يلزمه علاج طبي، وإما أن تكون ناتجة عن فقدان الشهية وعدم تناول كميات كافية من الطعام، وهذه يمكن التغلب عليها بممارسة بعض الإجراءات الغذائية البسيطة مثل:
1. التعود تدريجيًا على تناول وجبة الإفطار حتى وإن كانت وجبة بسيطة إلا أنها لازمة.
2. رويدًا رويدًا يتم إضافة صنف غذائي جديد على وجبة الإفطار مع زيادة كمية الطعام المتناولة بعض الشيء.
3. الإلتزام يوميًا بالتركيز على تناول أربعة حصص من الفواكهة.
4. التركيز على تناول الحليب قليل الدسم، ويمكن خلطه بالفواكهة إذا كان الشخص لا يفضل شربه.
5. الإعتياد تدريجيًا على زيادة الكميات المتناولة من الأغذية الصحية والمفيدة، مع ضرورة تجنب الأغذية الضارة والمقلية.

هل يستفيد مرضى تشمع الكبد من ممارسة الرياضة؟

اختتمت “أ. رُبى” حديثها مؤكدة على أنه لا مانع أبدًا من ممارسة مرضى التشمع للنشاط البدني، بل على العكس يتم تشجيعهم عليه حتى وإن كان عبر تمارين خفيفة مثل المشي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top