الأسباب الحقيقية لعمالة الأطفال وكيف يمكن مكافحتها

تمت الكتابة بواسطة:

عمالة الأطفال

ظاهرة عمالة الأطفال أحد أهم الظواهر السلبية في المجتمع، وأكثرها بؤسًا، والتي يجب النظر إليها عن كثب، والعمل السريع على حلّها، حتى لا تتزايد المشكلة وتؤثر على الطِّفل وعلى المُجتمع بشكل عام.

الأسباب التي تؤدي إلى عمالة الأطفال

تقول خلود عباس أخصائية علم الاجتماع أن عمالة الأطفال تشكل خطر كبير على الأطفال من الناحية الجسدية والنفسية والذهنية، وتختلف أسبابها من مجتمع لآخر، ولكن الأسباب الأكثر انتشاراً هي الفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية، والتي تدفع الأهل لذهاب أطفالهم إلى العمل.

أو ربما يكون بسبب نقص التوعية لدى الأهل، وهناك بعض المجتمعات التي تعتقد أن العمل للطفل في سن صغير هو من علامات الرجولة، فيدفعون الطفل للعمل.

القوانين التي تحمي الطفل من الاستغلال

أي عمل يشكل خطر على الطفل، وهناك القوانين الدولية التي تنص على حقوق الطفل، والتي تهدف إلى القضاء على عمالة الأطفال، ولكن لا يتم التطبيق أو المتابعة لهذه القوانين، وهناك العديد من المؤسسات التي تدفع الطفل للعمل ولا يوجد رقابة عليها.

أضافت خلود عباس أن القوى العظمى من المفترض أن تكون هي القانون الذي يحمي كافة حقوق الإنسان بشكل عام، ولكن مع غياب القانون، يمكن اعتبار أن جميع المنظمات الحكومية والمجتمع المدني هي التي تقوم بوضع خطة لعلاج هذه المشكلة وحماية الأطفال.

هناك بعض القوانين التي تمنع الأطفال أقل من ١٥ عام من العمل، ولكن هناك بعض الأعمال مثل الأعمال المكتبية، أو الحرف المهنية، قد تعطي نتائج إيجابية للطفل مثل الثقة بالنفس وبناء العلاقات مع الآخرين، وتنمية مهارات الطفل.

أضافت خلود عباس أن من أحد أهم أسباب عمالة الأطفال هو التسرّب المدرسي، ويكون نتيجة سوء معاملة المعلمين، وعدم الكفاءة في التعامل مع الطفل، وعدم متابعة الأهل في المنزل يؤدي إلى هذا التسرب.

خطورة تأثير عمالة الأطفال على المجتمع

هناك خطورة كبيرة جداً على الطفل وعلى المجتمع، حيث أن أي قضية اجتماعية تخص الأطفال أو غيرهم، تؤثر على المجتمع بطريقة سلبية، ويحدث عدم توازن البنية الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، ويعوق التطور والتنمية في المجتمع.

أكدت الدكتورة خلود عباس أن الطفل هو أساس المستقبل، فعند ممارسة جميع الأطفال لهذه الأعمال التي ليس لها علاقة بالإنسانية، ولا بالطفولة، تتشوه الصورة النفسية والإنسانية للطفل، ويقوم بممارسة أي عمل عندما يكبر، وسوف يقوم بتوريث هذه العادة.

وهنا تقرأ أيضًا عن ظاهرة هروب النساء السعوديات

ممارسة الطفل لمهنة أثناء الإجازة الصيفية

تقول دكتورة خلود أن ممارسة الطفل للعمل محبب، طالما أنه لا يؤثر على صحته أو على دراسته، أو على أي حق من حقوقه، وهو له العديد من الجوانب الإيجابية، فينمي لدى الطفل الشعور بالمسؤولية، ومعرفة قدر النقود وتصبح لديه ثقة في نفسه، وقدرة على التواصل مع الآخرين، لذلك يفضل مشاركة الأطفال بورش العمل، أو التدريبات والبرامج والدورات المهنية أثناء العطلة الصيفية.

وقالت الدكتورة خلود عباس أن هناك العديد من الجمعيات التي تقوم بالمشاريع، والتي تعمل على خفض ظاهرة عمالة الأطفال، ووسائل الإعلام لها دور كبير في نشر برامج التوعية، بهدف توعية الأهل، وتحفيز هذه الجمعيات للعمل، حيث أن لديها القدرة على التأثير من خلال البرامج للحد من ظاهرة عمالة الأطفال.

ختمت الدكتورة خلود عباس حديثها بالتأكيد على مسؤولية الجميع تجاه ظاهرة عمالة الأطفال، ويجب البحث عن الأسباب وعلاجها، وتوظيف مجموعة من المتطوعين للعمل على هذه المشكلة.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: