ما هو يوم التروية وما هي أعماله؟

ما هو يوم التروية وما هي أعماله؟

بالسؤال الذي يُطرَح كل عامٍ -وربما في غير تلك الأيام- وهو: ما هو يوم التروية؟ وقد يطول الاستفسار فيكون بقيَّة السؤال: وما هي أعماله؟.. وددنا اليوم أن نوفر لكم محتوىً قيّم وهادِف يوضح لكم إجابة شافية لسؤالكم؛ مُعزَّزة -تلك الإجابة- بما ورد من سُنَّة الحبيب المصطفى ﷺ.

أعمال الحج المبرور

فهذا مقال من المقالات التي نوضح فيها أعمال الحج المبرور التي أفرد فيها الحديث العالم الجليل الشيخ مصطفى العدوي -جزاه الله خيرًا-. ويا هنيئا له من كان حجه مبرورا، وقد قال رسول الله ﷺ «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».

هنيئا له من وُفّق للحج ويسر الله له سُبلا، فإن النبي ﷺ قال «الحج يهدم ما قبله»، وقال أيضًا «من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه»، وقال النبي ﷺ «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما تنفي الكير خبث الحديد». فيا هنيئا له من وُفِّق لحج بيت الله الحرام، حج الفريضة ثم اتبعها النافلة، فان الله قال ﴿وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم﴾.

فيا من حججت نافلة بعد الفريضة، اعلم أن الله شاكر عليم.

يوم التروية وأعماله

يوم التروية هو يوم الثامن من ذي الحجة. في هذا اليوم يُشرع للحجيج المتواجدون بمكة والآتون أيضا من غير مكة يهلوا بالحج.

فالحج المفرد، والمتمتع والقارن، كلهم يُلبّون.

أما المفرد فما زال على احرامه منذ طاف بالبيت وسعى. أما القارن، فكذلك؛ لم يزل على إحرامه منذ طاف بالبيت وسعى. أما الذي كان قد تمتع، وتحلل بعد عمرته، لبس الملابس وأتى النساء -إن شاء- وتطيَّب، يستمر به ذلك التحلل إلى يوم الثامن الذي هو يوم التروية. فإذا كان يوم التروية أهَلّ من مكانه بالحج، من البيت أو من الفندق، فلبس لبس الإحرام قائلا: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك؛ لبيك حجا.

فأصبح الجميع الآن كلهم مُحرِمون. المتمتع بعد تمتعه أصبح مُحرِما، والقارِن لم يزل منذ أن اعتمر ما زال مُحرما، والمُفرد محرم كذلك. فكلٌ يبدأ بالتلبية، ويُكثِر منها، ويتجهون جميعا إلى منى، رافعين أصواتهم بالتلبية، لحديث رسول الله ﷺ «أتاني جبريل فقال يا محمد مُر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج»، وسلف أن النبي ﷺ لزِم تلبية «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك».

أما سائر الصحابة؛ فمنهم من يلبي كتلبية رسول الله ﷺ ويلزمها، ومنهم من يزيد: لبيك إله الحق، لبيك ذا الفواضل، لبيك ذا المعارج، لبيك حقا حقا، تعبدا ورقا.. إلى غير ذلك من صور التلبية.

هذا؛ ويتجه الجميع إلى مِنى، يوم الثامن من ذي الحجة.

والذهاب إلى مِنى سُنَّة وليس من واجبات الحج، بمعنى أن من فعله يُثاب، ومن تركه فلا يأثم.

يذهب إلى منى؛ يصلي بها الظهر في وقته قصرا، والعصر في وقته قصرا، والمغرب في وقته ثلاثا، والعشاء في وقتها قصرا. ثم يبيت بمنى إلى اليوم التاسع الذي هو يوم عرفة، وهو خير يومٍ طلعت عليه الشمس.

أضف تعليق

error: