ما هو وسواس المرض وكيف نتخلص منه

وسواس المرض

نرى بعض الأشخاص يشتكون دوماً من المرض والتّعب وزياراتهم المتعدِّدة للأطباء والمُختصّين التي لا تنتهي، والجواب واحد.. لا مشكلة صِحّية.

هذا التصرف يُطلق عليه مسمى وسواس المرض، وهو يسبب لصاحبه الشعور بقلق بالغ ومفرط يستمر لمدة طويلة، فما هي أعراض هذا الاضطراب؟ وكيف يمكن التخلص منه؟

ما هو اضطراب أو وسواس المرض؟

ذكر الدكتور محمد المجهوي “استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان” أنه كان هناك من قبل اختلاف على اسم اضطراب وسواس المرض، حيث كان يُطلق عليه من قبل مسمى اضطراب توهم المرض، وبالتصنيف الحديث تم إطلاق اسم اضطراب قلق المرض.

تكمن فكرة هذا الاضطراب أن الشّخص المصاب به يكون لديه خوف مستمر أو خوف شديد من أنه يعاني من مرض خطير كأمراض القلب، أو وجود مشكلة في الجهاز الهضمي، أو وجود مشكلة في الدماغ أو ما شابه بدون الشعور بأية أعراض في أي من تلك الأعضاء، أو حينما يشعر بوجود أعراض خفيفة وطبيعية كالصداع والإرهاق، فيبدأ يعطي معنى خطير لهذه الأعراض التي يعاني منها ويتوهم المرض.

على ضوء ذلك، يبدأ هذا الشخص الذي يعاني من وسواس المرض بإجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية التي تشير إلى سلامته الصحية، ومع ذلك يستمر هذا القلق والخوف ملازماً له على الرغم من أن جميع الفحوصات الطبية تشير إلى أنه لا يعاني من أي شيء.

هل تتكرر مرات التوهم في المرض لمرات عديدة أم لمرة واحدة فقط؟

حتى يمكننا تشخيص الشخص بأنه يعاني من اضطراب وسواس القلق، لابد أن يعاني الشخص من هذا الاضطراب لمدة لا تقل عن ٦ أشهر.

على سبيل المثال، إذا كان هنالك شخص ما يشعر بأنه يعاني من مرض معين، وقام بإجراء بعض الفحوصات الطبية، فإن ذلك يدخل في نطاق الأمور الطبيعية، ولكن حين يتطور الأمر مع هذا الشخص فإنه يقوم بعملية تشبه عملية التسوق التي ينتقل فيها هذا الشخص من طبيب إلى طبيب، ومن مستشفى إلى أخرى، ويقوم بإجراء كافة الفحوصات والتحاليل، ويقوم بإنفاق مبالغ مالية كبيرة على هذه الفحوصات.

علاوةً على ذلك، نجد هذا المريض بهذا الاضطراب يقضي وقتاً كبيراً من يومه في هذا الأمر، يقرأ ويبحث على الإنترنت عن المرض الذي يتوهم أنه يعاني منه، ويفسر أي أعراض على أنها مرض ينبغي الذهاب للطبيب لمعالجته.

كيف يتم تشخيص حالات اضطراب وسواس المرض بأنها حالات نفسية؟

في بداية الأمر وعند تشخيص الشخص الذي يعاني من اضطراب الخوف من المرض يجب علينا مراعاة الآتي:

  • التأكد من أن هذا الشخص لا يعاني من أية مشاكل عضوية عن طريق إجراء الفحوصات اللازمة.
  • التأكد من أن هذا الاضطراب مستمر مع المريض قبل ٦ أشهر.
  • ملاحظة نمط حياة المريض من حيث تأثير هذا الأمر وهذا التفكير في المرض على جوانب حياته المري التعليمية والوظيفية والجوانب الاجتماعية، حيث أن هؤلاء الأشخاص يفضلون في مثل هذه الحالة تجنب الآخرين خوفاً من انتقال العدوى إليهم.
  • تأثر الجوانب المادية عند الشخص المضطراب بهذا المرض بسبب كثرة الإنفاق في هذا الجانب.

الجدير بالذكر أيضاً أن المرض النفسي أو هذا الاضطراب بالذات لا يمكن أن يتحول إلى مشكلة عضوية، ولكن الشخص المريض نفسياً بسبب اضطراب القلق والتوتر الذي يعاني منه يكون عُرضةً أكثر للأمراض العضوية، وذلك بسبب ارتفاع هرمون الكورتيزول الذي يؤدي بدوره إلى ضعف جهاز المناعة، ومن ثم الإصابة بالعديد من الأمراض.

على سبيل المثال، في هذه الأوقات المنتشر فيها فيروس كورونا المستجد، من الضروري التحكم في القلق والتوتر الذي يساعد على ضعف كفاءة وعمل جهاز المناعة مما يجعلنا عُرضةً أكبر للإصابة بالفيروس، لذلك يجب علينا تعلم مهارات التعامل مع الضغوط ومعرفة كيفية تخفيفها.

الأمراض النفسية المرتبطة بوسواس القلق

في حال استمرار اضطراب أو وسواس القلق فإنه قد يكون مصاحب لما يسمى اضطراب القلق العام على جميع جوانب الحياة، مما قد يؤدي بدوره إلى الاكتئاب وإلى أنواع أخرى من المخاوف المحددة، وهذه المخاوف كلها تكون نتيجة لهذا الخوف المرضي بسبب تأثر كل جوانب حياة هذا المريض.

وختاماً، تتساوى نسبة تعرّض النساء إلى هذا المرض مع الرجال، ولكن الفئات العمرية الأكثر عُرضةً لهذا المرض أو هذا الاضطراب النفسي هي فئة المراهقة أو البالغين في سن ٢٠ أو ٢١، على الرغم من أن هذا الاضطراب قد يبدأ في أي وقت.

أما عن العلاج فيتمثل في:

  • العلاج السلوكي المعرفي بحيث أن المساعد يساعد المريض في التخلص من هذه الأفكار المخيفة عن الأمراض.
  • العلاج الدوائي نتيجة وجود خلل في النواقل العصبية.

أضف تعليق

error: