تقول صاحبة الاستشارة: أنا فتاة عندي 19 سنة، مشكلتي أنه ينتابني خوف وقلق على غشاء البكارة، وهذا لأني عندما كنت صغيرة أدخلت إصبعي في فتحة المهبل، أنا حكيت لوالدتي وذهبنا للكشف عند دكتورة والحمد لله أكدت لي أنه سليم وأنه من النوع المطاطي، لكن الشيطان يلعب بي ويشككني في نفسي كثيرا، لدرجة أنني جربت أن أشوفه بنفسي وحاولت، وقد رأيت شيئا فيه ثقوب، أنا لا أعرف هل هذا هو الغشاء أم لا، ولو أن الغشاء غير موجود لن أرى شيئا؟
أنا عندي زيادة في الإفرازات المهبلية، وهذا يدعوني للقلق، وكل ما أشعر بالإفرازات أريد أن أراه، وأتأكد إذا حصل له شيء أم لا.
أنا بدأت أكره نفسي ولا أدري ماذا أفعل؟! ومللت من كثرة التفكير، متأسفة للإطالة وأرجو الرد، هل ما رأيت هو الغشاء؟
وهل خروج فقاعات هواء من المهبل شيء طبيعي لأي بنت؟
وهل استخدام الغسول المهبلي من الخارج مثل “روزا كلين” أو “بيتادين دش” أو غيرها لتقليل الإفرازات يؤثر على غشاء البكارة؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجـابة
يقول د. عيسى الخثيمي -استشاري أمراض النساء والتوليد-: لقد أدخلت نفسك في دائرة من الأوهام والوساوس لا تنتهي، وبالرغم من ذهابك إلى الطبيبة التي طمأنتك على سلامتك وسلامة غشائك ما زلت لا تصدقين وتبحثين بنفسك عن دليل وجود غشاء البكارة، في البداية عزيزتي أحب أن أعطيك نبذة مختصرة حول غشاء البكارة، فهو عبارة عن غشاء رقيق من الجلد يفصل بين الثلث الخارجي والثلث الأوسط من المهبل، مثقوب في وسطه كي يسمح لدم الدورة الشهرية بالنزول من الرحم إلى الخارج؛ لذلك تعددت أشكال غشاء البكارة حسب نوع الثقب وأطلقت تسميات وصفية مختلفة لتلك الأشكال: كالحلقي والهلالي والمثقب… إلخ.
موضع ذلك الغشاء على بعد 2-2.5 سم من الخارج أي نهاية الثلث الخارجي، محاط بالشفتين الصغرى والكبرى للحفاظ عليه.
ومما ذكرت في استشارتك عند محاولتك لرؤية الغشاء ورؤيتك لغشاء مثقوب، فهذا هو غشاء البكارة والثقوب كما ذكرنا سابقًا هي ثقوب تسمح لدم الدورة بالنزول، ويجب أن يكون هذا كافيا لتطمئني وتهدئي بالاً عزيزتي فقد رأيتِه بنفسك.
ولتطمئني أكثر عزيزتي، اعلمي أنه لكي يُقطع غشاء البكارة فلا بد أن يدخل جسم غريب من فتحة المهبل إلى داخله، ولا بد أن يكون ذلك الجسم الغريب صلبا وذا سمك كبير بحيث لا يتحمل غشاء البكارة أن يتمدد إلى ذلك السمك فيحدث القطع.
ولمزيد من المعلومات ننصحك عزيزتي بمطالعة مجموعة استشاراتنا الصحية حول غشاء البكارة: تساؤلات حول غشاء البكارة
أما عن الإفرازات المهبلية فهي في الغالب أمر طبيعي جدًّا يحدث لجميع الفتيات والسيدات، وهي إفرازات تنزل من المهبل بعد البلوغ باستمرار كنوع من أنواع التطهير الذاتي لهذا العضو كما في العين؛ حيث تفرز الدموع من خلال الغدة الدمعية لتحافظ على نظافة العين، وحمايتها من العوامل الخارجية.
أما عن كم الإفرازات التي تنزل في اليوم فهذا لا يختلف فقط من فتاة لأخرى، بل أيضًا باختلاف يوم عن يوم آخر حسب طبيعة المجهود والحركة في هذا اليوم، وكذا أسلوب الغذاء، وكونك متزوجة من عدمه، وغيرها من العوامل، لذا لا يمكن تحديده كما تتوقعين.
وما دام أن هذه الإفرازات لا يصحبها ألم أو إحساس بالحرقان أو الحكة المهبلية، فهي طبيعية، ولا تسترعي الانتباه، ولا تحتاج لمنظفات خاصة أو غسول، وإنما يكفي التنظيف بالماء العادي ومراعاة النظافة الشخصية بشكل عام، وإن كنت تفضلين استخدام الغسول المهبلي فما دام من الخارج فقط، وفي حدود معقولة، فلا ضرر منه عليك أو على سلامة الغشاء.
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول الإفرازات المهبلية، يمكنك عزيزتي مطالعة استشارتنا السابقة عن هذا الموضوع: زيادة الإفرازات المهبلية.. ليس دائما غير طبيعي
وعن خروج هواء من المهبل فهو أمر طبيعي تماما، ويحدث لمعظم الفتيات والسيدات، ونصيحتي الأخيرة لكِ عزيزتي أن تزيحي تلك الأفكار والوساوس من مخيلتك، وأن تستعيذي بالله من الشيطان الذي يوسوس لك بمثل تلك الأفكار التي تزعجك وتقلق راحتك.
إذا كان ما قلناه لك كافيا لإقناعك وطمأنتك فبها ونعمت… وإن بقي الشك في الأمر والأسئلة حوله فيصبح الأمر فعلا متعلقا بوسواس قهري يحتاج إلى العلاج النفسي، وليس مجرد فكرة أو قلق عادي يتم تهدئته بكشف لدى الطبيبة أو بمعلومة علمية صحيحة، وعندها تكون مراجعة الطبيب النفسي وعلاج الوسواس أمرًا حيويًّا وضروريًّا..
مع تمنياتنا لك بحياة سعيدة مليئة بالأمل والتفاؤل..