ممكن نقول مبروك!

لا صوت اليوم يعلو فوق صوت الأمر الملكي الكريم القاضي بتثبيت كافة المواطنين والمواطنات المعينين على كافة البنود ممن يتقاضون رواتبهم من ميزانية الدولة، أكتب اليوم والفرحة تسكن من حولي.. بيوت آلاف الأسر التي تسمرت أول أمس لسماع أمر «التثبيت» حتى آخر حرف، الأمر الملكي الذي جاء كطوق نجاة لشريحة كبرى من المواطنين والمواطنات الذين أفنوا سنوات عديدة من أعمارهم برواتب هزيلة تنفد مع أول فاتورة علاج، وتنتهي بعد أقرب زيارة للسوق، وتختفي في «الظروف المثالية» قبل أن يصبح الهلال بدرا!

الأمر الملكي جاء ليبعث في تلك الشريحة التي تقدر بالآلاف معنى «الأمان الوظيفي» بعد أن كانوا يسمعونه في كل زاوية ويقرؤونه في كل قرطاس ويشاهدونه في ملامح أقرب موظف رسمي منهم! صدر الأمر الكريم ليعيد بعده المستفيدون منه حساباتهم مرة أخرى، بعدما صار لهم حقوق وعندهم امتيازات ولديهم معاش تقاعدي يسترهم حتى يقضي الله أمره، مما يجعل التفكير بالمستقبل «مشروعا مجديا» بعد أن كان في الحسابات القديمة «ضربا من عبث»! بل إنه جاء ليعيد لهم الأحلام السعيدة بعد أن كانت كوابيس الاستغناء عنهم تزورهم كل «نوم»، ليستيقظوا منه ويتوجوه لمقار أعمالهم حتى يتأكدوا فقط أن ما شاهدوه لم يكن سوى «أضغاث أحلام» بددها الملك بقراره الأخير.

كل الآمال اليوم، والفرحة تسكن الآلاف البيوت هنا أن لا تنطفئ أنوارها بفعل «تفسيرات النظام» و«تأويلات القرارات» وتعليلات مدى الحاجة الفعلية للموظف»! فما عانته تلك الشريحة حتى قبل قرار المليك كان كافيا لأن يفرحوا اليوم بقرار مساواتهم بموظفي السلالم الآمنة! وبألا يفجعوا بأن فرحتهم ضاعت بين تباطؤ التنفيذ وبين تقاطع التفسيرات وعند لجان التنفيذ!

متفائل حقا بأنه صار بإمكاننا أن نقول «ألف مبروك» لكل موظفي البنود دون أي استثناءات!

بقلم: ماجد بن رائف

أضف تعليق

error: