معجزة عيسى «عليه السلام» في المهد

معجزة عيسى «عليه السلام» في المهد

هل سمعت عن طفل يتكلم؟ نعم، فقد تحدَّث عيسى ابن مريم «عليه السلام» وهو في المهد رضيعا. فقد تحدث مدافعا عن أُمه أمام قومها. ولكِن هذا كان معجزة من الله لإثبات براءتها. فاقرأ الآيات. قال ﷻ ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا | يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا | فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا | قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا | وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا | وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا | وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾.

تفسير الآيات

هناك كلمات يُمكننا سرد معانيها سويًا؛ مثل:

  • فَرِيًّا: تعني عظيما.
  • من هو هارون؟: هارون عابِد في بني إسرائيل. وهو غير هارون أخي موسى -عليهما السلام-.
  • وتفسير قوله ﷻ ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ﴾؛ أي: أنها لما فرغت من نفاسها خرجت من المكان القصي الذي كانت فيه. وجاءت بعيسى «عليه السلام» إلى قومها حامِلة له.
  • وتقول الآية التالية ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾؛ أي: يا شبيهة هارون في العبادة.
  • ﴿مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ﴾؛ أي: ما كان أبوك رجل سوء يأتي بالفواحش.
  • ﴿وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾؛ أي: ولم تكن أُمك زانية. والمعنى: أنكِ من بيت طاهر. فكيف صدر منك هذا؟ وهو تعريضٌ منهم برميها بالزنا.
  • وفي قوله ﷻ ﴿فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ﴾؛ أي: فأشارت مريم إلى عيسى أن كلموه. وردهم كان: كيف نكلم من هو صغير لا يزال في مهده؟
  • وفي قوله ﷻ ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾؛ أي: قضى يؤتيني الكتاب، وهو الإنجيل. وأن يبعثني نبيا. وفي كلامه هذا تنزيه لربه ﷻ عن الولد، وإثبات عبوديته لله ﷻ، وتبرئته لأُمه مما نُسِب إليها من الفاحشة.
  • ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ﴾؛ أي: نافعا حيثما وُجِدت.
  • ﴿وَأَوْصَانِي﴾؛ أي: أمرني.
  • ﴿مَا دُمْتُ حَيًّا﴾؛ أي: مدة حياتي.
  • ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَتِي﴾؛ أي: وجعلني بارًا بوالدتي.
  • ﴿وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾؛ أي: ولم يجعلني مستكبرًا عن عبادته، وطاعته، وبرا بوالدتي. فأشقى بذلك.
  • ﴿وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾؛ أي: إنه حصلت لي السلامة يوم ولادتي، ويوم موتي، ويوم بعثي؛ من الشر والشيطان والعقوبة.

من فوائد هذه الآيات

  • هذا التفسير يوضح ما في الآية من بيان شناعة فاحشة الزنا، ونفور أصحاب الفطر السليمة منها.
  • أن الله ﷻ قد أظهر آياته. وهي: نطق عيسى «عليه السلام». وأن عيسى «عليه السلام» قد رَدّ على النصارى الذين يقولون بأنه هو الله. أو أنه ابن الله
  • بيان مكانة الصلاة والزكاة.
  • وجوب بر الوالدين والإحسان إليهما.
  • الدلالة على أن عيسى «عليه السلام» مخلوق من خلق الله. وليس إلها كما ادعى ذلك بعض فرق النصارى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top