ما هي العنصرية وكيف نربي أبنائنا على نبذ العنف والتطرف

نبذ العنف والتطرف

الفرق بين التدين والتطرف

تقول الاختصاصية في علم الاجتماع الدكتورة “مثال العزاوي”: أنه هناك فرقاً كبيراً بين التدين والتطرف؛ حيث أن التدين هو الانتماء إلى الأديان السماوية التي أوصى بها الله سبحانه وتعالى، أو أوحى بها للرسل لنشرها بين عامة الناس كافة؛ وذلك بهدف تحقيق العدالة، والمساواة، ونشر السلام.

فالدين هو عقيدة كل فرد يلتزم بها، بل يعتز ويفتخر بها، أما التطرف فهو أن يكون بالتعمق بشدة في الدين؛ بحيث يقوم هذا الشخص المتطرف بأن يميز نفسه عن الآخر، ويعتقد نفسه بأن دينه ومعتقده أفضل من الأديان الأخرى، بل ويعتقد بأنه متدين أكثر من الآخرين، والأكبر من ذلك هو أنه يعطي نفسه حقوقاً أكثر من الأخرين، بل حقوقاً للتحكم في الآخرين.

ما هي العنصرية؟

إن العنصرية هي عبارة عن مجموعة من الأفكار، والمعتقدات، التصرفات والعادات التي تتميز بها فئة معينة، وهذه الفئة قد حصلت عليها من موروث بسبب اللغة، الدين، القومية، أو السكن، وبالتالي أعطت هذه الفئة نفسها حق التميز، وحق التحكم بالآخرين، وهذا يعتبر المفهوم البسيط والمبسط للعنصرية.

والآن في وقتنا الحاضر هناك أشخاص عديدين يمارسون سلوكيات العنصرية، وذلك قد يكون بعدة صور، منها:

  • العنصرية بصورة مباشرة: وذلك يكون من خلال عدم إخفاء حقيقة مشاعرنا تجاه الفئة أو المجموعة التي تخالفني سواء في الدين، اللون، اللغة، القومية، وما إلى ذلك، وبالتالي يكون سلوكنا واضحاً تجاه هذه الفئة سواء بالازدراء، أو عدم احترام طالب لطالب آخر على سبيل المثال بصورة علنية.
  • العنصرية غير مباشرة: وذلك من خلال بعض المؤسسات أو حكومات معينة تقوم بإصدار قوانين وتشريعات تميز فئة على أخرى، وتمنع تلك الفئة المضطهدة من بعض الحقوق، ومن المساواة مع الآخرين.

وبشكل عام سواء كانت هذه العنصرية فردية أو من قبل بعض المؤسسات والحكومات، وسواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، فهي في النهاية كما وضحت الدكتورة “مثال” أحد أسباب الفتن والمشاكل الاجتماعية، بل وأحد أبرز أسباب تفكك المجتمعات.

كيف يمكن تربية الأبناء على نبذ العنف والتطرف؟

من الجدير بالذكر أن سلوكيات العنصرية والتطرف عند الأطفال تنشأ بداية منذ تواجد الطفل بداخل الأسرة، لذلك فيجب أن يكون سلوك الأب والأم بعيداً كل البعد عن التطرف أو العنصرية أو العنف، وبالتالي يستطيعون نقل هذه الأفكار إلى الطفل، فهذه السلوكيات المنبوذة ليست سلوكيات فطرية، ولكنها سلوكيات اجتماعية تتطور من خلال التنشئة الأسرية والاجتماعية للطفل؛ فإذا تربى الطفل على الكلمات التي تؤدي إلى التطرف والعنف، أصبح هذا الطفل عند كبره شخصاً متطرفاً، وعنصرياً، بل وعنيفاً أيضاً.

كما وتؤكد الدكتورة “العزاوي” على أهمية تربية الطفل على ثقافة تقبل الاختلاف سواء كان ذلك في الدين، القومية، الالوان، وغيرها فيصبح الطفل لديه ثقافة احترام ثقافة الآخر، ويكون ذلك من خلال الحوار مع الطفل، وزرع الأفكار التي تعزز التقبل للآخر بمختلف أحواله.

كما ويجب أن نجعل الطفل يستوعب فكرة أنه مسؤول عن ذاته وعن عباداته وتأديتها أمام الله، ولكنه ليس مسؤولاً عن عبادات الآخرين، مع عدم تجنب النصح إذا كان متاحاً، ولكن حتى النصح يجب أن يكون بالتسامح والسلام، والابتعاد التام عن التطرف والعنف والتعصب، وإلى جانب ذلك يجب أن يكون هناك بعض الدروس التي تغرس الأفكار الإيجابية عند الأطفال في المدارس، مع أهمية أن يكون المعلم هو القدوة الحسنة في المدرسة في سلوكه الإيجابي لنبذ العنصرية والعنف والتطرف، وما إلى ذلك.

أضف تعليق

error: