ما هي أسباب وعلاج ألم الرقبة والعمود الفقري

صورة , ألم الرقبة , العمود الفقري
آلام الرقبة

ما أسباب ألم الرقبة بشكل عام؟

قال “د. أسامة السلامة” طبيب جراحة العظام والعمود الفقري. يعتبر ألم الرقبة الأكثر إنتشارًا بعد آلام الظهر. وتتعدد أسباب ألم الرقبة، ومنها على سبيل المثال:
• إلتهاب العضلات المحيطة بالرقبة.
• خشونة الفقرات.
• الإلتهاب المزمن أو ما يُعرف بالإحتكاك.
• إنضغاط الأعصاب المحيطة بالفقرات.
• الآلام الفيروسية، والآلام الإلتهابية.
• إلتهاب السحاية.
• الأورام السرطانية في النخاع الشوكي.

ومن الأسباب أيضًا الوضعية غير الصحيحة لإستخدام الأجهزة التكنولوجية الحديثة كالهاتف المحمول وأجهزة الكمبيوتر، نظرًا لأن الغالبية العظمى
يستخدمون الهاتف المحمول – مثلًا – ووضعية الرقبة إلى أسفل مما يمثل ضغط شديد على الفقرات والغضروف ويحدث معه الألم.
الوضعية غير الصحيحة للنوم، كأن يكون وضع الرقبة أعلى أو أسفل عن باقي الجسم بسبب إرتفاع أو إنخفاض الوسادة عن مستوى الكتفين.

ما أبرز أعراض آلام الرقبة؟

وتابع “د. السلامة” أبرز الأعراض الآلام نفسها الحاصلة في الرقبة، وهذه الآلام تنقسم إلى قسمين:
الآلام المركزة في الرقبة وحدها، وقد يُرافقها الشعور بالصداع.

عندما ينتقل الألم من الرقبة إلى الكتفين أو الذراعين أو الأصابع، مع وجود خدر (تنميل) أي أن الضرر ينتقل تدريجيًا إلى الأعصاب. وهذا القسم هو الأخطر من سابِقِهِ.

كيف يتم تشخيص آلام الرقبة؟

يبدأ تشخيص ألم الرقبة بالفحص السريري للمريض، وهو عبارة عن سؤاله مجموعة من الأسئلة للتعرف على ماهية الألم وشدته، كذلك بسؤاله عن طبيعة عمله وممارساته اليومية.

المرحلة الثانية من تشخيص ألم الرقبة تكون بفحص الطبيب للمريض للتعرف على أماكن تموضع الألم بالرقبة، مع تحريك الرأس في إتجاهات معينة، والتأكد من إنتقال الألم إلى أجزاء أخرى من الجسم أم لا.

ومع بعض الحالات المرضية قد نضطر إلى اللجوء لمرحلة ثالثة هي مرحلة الإستقصاءات، وقد تكون عن طريق الأشعة العادية البسيطة التي تُعطي بعض المعلومات مثل تشابه المسافة بين الفقرات أم يوجد إنضغاط في واحدة منها، وقد توضح النتوئات العظمية (المناقير) وخاصة مع مرضى الخشونة، وأهم المعلومات التي تشير إليها الأشعة البسيطة هي فقدان التقوس الطبيعي للرقبة، لأن هذا التقوس دليل على حدوث شد في عضلات الرقبة.

وقد تستدعي الحالة المرضية اللجوء للأشعة الأهم في مرحلة الإستقصاء وهي أشعة الرنين المغناطيسي، لأنها تُعطي معلومات دقيقة وواضحة عن الإنزلاق الغضروفي وأورام النخاع الشوكي وإنضغاط الجذور العصبية.

هل يمكن التمييز بين الألم الناتج عن مرض العضلات وبين الألم الناتج عن مرض الفقرات؟

أوضح “د. السلامة” ألم العضلات عادة ما يكون مُرافق للشد العضلي، وهو عدم القدرة على لف الرأس يمينًا ويسارًا وتيبسها، والشد العضلي يمكن أن ينتج عن وضع نوم خاطيء، أو وضعية غير صحيحة ومستمرة في الجلوس وإستخدام الهاتف المحمول أو لتعرض الرقبة لتيار بارد وهي دافئة وساخنة. أما ألم فقرات الرقبة عادة ما يكون نتيجة لإصابة معينة بعد حادث مروري تحركت فيه الرقبة للأمام فجأة ثم ارتدت إلى الخلف بقوة.

والتشخيص في النهاية للطبيب، والغالبية من الأطباء يبدأون بالتشخيص الأسهل وهو شد العضلات، فيتمحور العلاج حول مُرخيات العضلات مع بعض التمارين، فإذا لم يتحسن المريض خلال أسبوعين من العلاج، دَلَّ هذا على أن المرض أكثر جدية، فيعاود الطبيب التشخيص بإستخدام وسائل الإستقصاء للوقوف على السبب وعلاجه.

هل توجد علاقة بين ألم الرقبة والإنزلاق الغضروفي؟

آلام الظهر مستقلة تمامًا عن آلام الرقبة، لكن في حالات وجود آلام في أعلى الظهر (الفقرات الصدرية الأولى والثانية) فقد تنتقل إلى أسفل الرقبة، لأن العُرف الطبي هو إنتقال الألم من الأعلى إلى أسفل وليس العكس، أي إحتمالية ذلك من الرقبة إلى الظهر وليس العكس.

ما هي تمارين الرقبة؟

عضلات الرقبة المحيطة بالعمود الفقري ضعيفة، وهذه العضلات مع الفقرات منوط بهما حمل وزن الرأس، ولضعف هذه العضلات يكون كل الحمل على الفقرات فقط، مما يسبب الألم لإنضغاط الغضروف بين الفقرات. والسبيل لتفادي ذلك هو تقوية هذه العضلات حتى تُساعد في حمل الرأس، ويكون ذلك عن طريق مجموعة من التمارين السهلة والبسيطة.

تبدأ تمارين الرقبة بتثبيت الكتفين، ثم إمالة الرأس بهدوء إلى اليمين عشر مرات، ثم إمالتها بنفس الكيفية والعدد إلى اليسار والأمام والخلف، والتمرين الآخر هو تحريك الرأس في حركة دائرية ونحن في وضع الجلوس لعشر مرات أيضًا. فهذه خمسون حركة للرقبة يمكن تكرارها ثلاث مرات يوميًا، وستظهر نتائجها في تقوية عضلات الرقبة في غضون ثلاثة أشهر، وبالتالي تساعد في حمل وزن الرأس وتخفيف العبء على الفقرات.

ما فوائد طرق العلاج البدائية مع آلام الرقبة؟ وما أضرارها؟

لابد من الإبتعاد عن العلاج الشعبي، لأن ممارسيه يستخدمون حركات خطيرة جدًا، فقد يقفون فوق رقبة أو ظهر المريض بكامل هيئتهم ويقومون بالضغط الشديد عليها، الأمر الذي قد يصل إلى حد الإصابة بالشلل الرباعي أو الإنزلاق الغضروفي (الديسك).

لذلك فإن التدليك مع أدوية إرتخاء العضلات هما العلاجين الطبيين الصحيحين لشد العضلات وعلاج ألم الرقبة والعمود الفقري، ولابد أن يتم ذلك على يد طبيب متخصص، للقيام بالتدليك الصحيح للمنطقة المتيبسة مع إستخدام المستحضرات الدوائية الصحيحة، وكذلك وصف المسكنات الدوائية المناسبة لحجم الألم.

وأقصى حد للعلاج من شد العضلات هو خمسة أيام فقط، ومع وصف المسكنات القوية سيتم السيطرة على الألم خلال هذه الفترة. وبالتالي لا داعي على الإطلاق للتشبث بالوصفات والمعالجين البدائيين.

ما هو مرض إنضغاط فقرات الرقبة؟

عند تقارب المسافة بين فقرتين يبدأ الضغط على الغضروف الموجود بينهما، والغضروف عبارة مادة ليفية على شكل اسطوانة دائرية لينة تساعد على مرونة حركة الرقبة، فإذا تعرض الغضروف للضغط قد يتحرك إلى الأمام، أو قد تتعرض المادة الهُلامية التي بداخله إلى الفتق (ويُسمى فتق النواة اللُبية) وتخرج خارج الإسطوانة الدائرية للغضروف بالكامل، مما قد يحدث معه الضغط على الأعصاب أو الضغط على النخاع الشوكي.

متى يتم التدخل الجراحي للتخلص من ألم الرقبة؟

يتوقف هذا الأمر على تشخيص الطبيب، فإذا انتهى التشخيص إلى وجود إنضغاط بسيط لفقرات الرقبة يتم العلاج بالأدوية والمسكنات والتمارين والعلاج الطبيعي. أما إذا انتهى تشخيص الطبيب إلى أن الإنضغاط شديد حيث خرجت معه إسطوانة الغضروف أو ما تحتويه من مادة هُلامية بشكل كبير من مكانها وبدأت بالضغط المستمر على النخاع الشوكي أو الجذور العصبية، ولم يعد يستجيب المريض للعلاج المحافظ التقليدي، يكون التدخل الجراحي هو الخيار الوحيد.

كذلك إذا كان ألم الرقبة ناتج عن أورام بالنخاع الشوكي، أو عن ضيق في القناة الفقرية، فتكون الجراحة هي العلاج الأمثل والوحيد.
ونُشير إلى الأساليب والتقنيات الطبية الحديثة سَهلت كثيرًا من إجراء جراحات الفقرات سواء في الرقبة أو في الظهر، وأصبح من الممكن إستبدال الغضروف الطبيعي بآخر صناعي، وكذلك تثبيت الفقرات، وكل ذلك مما قلل الشعور بالخوف من الإجراء الجراحي وطمأن المرضى كثيرًا.

هل تتسبب عادة (طقطقة) الرقبة في آلامها؟

من الأفضل أن يتجنب الفرد هذه العادة السيئة لكل مناطق الجسم وليس الرقبة فقط، أما (الطقطقة) التي تحدث مع الحركة بدون قصد من الإنسان فهي علامة من علامات الإحتكاك والخشونة إذا رافقها الألم، أما إذا لم يكن معها ألم فهي لا تعني شيء ولا تدل على الإصابة بأي مرض. والأنسب لصحة الرقبة ممارسة التمارين السابق ذكرها بدلًا من فعل (الطقطقة) بِتَعَمُد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top