ما هو مرض سرطان العين وأعراضه، علاجه

تمت الكتابة بواسطة:

سرطان العين ، صورة ، عيون
سرطان العين – ارشيفية

سرطان العين (سرطان شبكية العين) لدى الأطفال هو أكثر أمراض العين شيوعاً ولكن الجيد في الأمر أنه في حالة الإكتشاف المبكر والعلاج المناسب تصل نسبة الشفاء من هذا المرض الى 95% وللتعرف أكثر عن هذا المرض ستتم المناقشة مع دكتور يعقوب يوسف إستشاري طب وجراحة أورام العين بمركز الحسين للسرطان.

في البداية هل سرطان العين يعني سرطان في الشبكية تحديداً ؟

يقول دكتور يعقوب يوسف “استشاري طب وجراحة وأورام العيون”، نحن نتحدث عن العين وهى عضو كبير جداً في جسم الإنسان رغم صغر حجمها ولكنها تحتوى على مجموعة أعضاء كثيرة، فكلمة سرطان العين تساوى سرطان البطن الذى يحتوى على كبد، بنكرياس، قولون ومعدة وأعضاء أخرى كل عضو فيهم معرض للإصابة بعدد كبير من السرطانات نفس الشيء بالنسبة للعين، فالعين بها أعضاء كثيرة مثل جفن العين، الملتحمة، القرنية، القزحية، المشيمة، الشبكية، العصب البصرى والمحجر وهناك الكثير من الأعضاء بالعين معرضة للإصابة بعدد من السرطانات وليس سرطان واحد فقط من الممكن أن يتجاوز عددها 5-6 أنواع فعلياً، ولكن الأكثر شيوعاً هو سرطان الشبكية التي تصيب الأطفال وكذلك الأكثر شيوعاً بالأردن وللأسف هو أخطرها على الإطلاق ولكن الجيد في الأمر هو الإرتفاع العالي لنسبة الشفاء منه والتي تصل إلى 95% إذا تم العلاج منه مبكراً وبشكل سليم وهذه النسبة ليست موجودة فقط في أمريكا ولكنها أصبحت موجودة أيضا بالأردن فهو بالرغم من سوءه وخطورته نسبة النجاح والشفاء منه عالية جداً الحمد لله -عز وجل-.

ما هى أعراض سرطان العين ومن أي عمر يمكن أن يصاب به الطفل ؟
فعلياً للأسف الفئة المستهدفة من هذا المرض هم الأطفال ما دون الخمس سنوات حتى عمر يوم واحد يمكن أن يصاب بمرض سرطان العين وفعلياً ليس بعين واحدة ولكن كلتا العينين في نفس الوقت.

وعادة الأعراض التي يصاب بها الطفل هي تغير في لون لمعة قزحية العين والشيء الطبيعي في العين أنه يوجد البؤبؤ وهو النافذة التي تطلع بها داخل العين ولونه أسود في حال لو إلتقط الإنسان صورة فوتوغرافية عن طريق كاميرا بها فلاش من الطبيعي أن يصبح لون العين أحمر وذلك نتيجة لإنعكاس الضوء على الأوعية الدموية الموجودة داخل الشبكية إستجابة لهذا الضوء وهذا هو الطبيعي في الحالات الغير مصابة بمرض وأي تغير عن هذا الشيء سواء أن غاب اللون الأحمر أو تحول الى لون آخر مثل اللون الأبيض هذا دليل على ناقوس خطر بحدوث شيء غير طبيعى.

لذلك ينصح بأن يصور الأهل أطفالهم بكاميرات بها فلاش خاصة في مكان مظلم نظراً لإتساع البؤبؤ في الأماكن المظلمة وبالتالي يتم ملاحظة ردة فعل العين وإستجابتها لهذا الضوء هل جيدة وطبيعية أم غير ذلك وإذا كانت غير طبيعية وظهر لون مخالف للون الأحمر لابد من سرعة زيارة الطبيب وتلقي العلاج في أسرع وقت ممكن.

هل ممكن ظهور ورم أو إحمرار في منطقة العين ؟
هذا يحدث في المراحل المتقدمة من المرض حيث تصبح الأعراض ملحوظة وتؤثر على العين وفي بعض الأحيان يحدث إنفجار بالعين نتيجة لزيادة حجم الورم بها، ولكن أيضاً كون ظهور لون غير طبيعي بالعين لا يعنى بالضرورة إصابتها بالسرطان ولكن من الممكن أن تكون طبيعية نتيجة إستجابة العصب البصري داخل العين للضوء وينتج عنه اللون الأبيض ولكن من الأفضل في حال تغير اللون لابد من زيارة الطبيب.

ما هي أسباب حدوث سرطان العين ؟

السبب هو طفرة جينية تصيب الخلايا الشبكية حيث أنه يوجد ملايين الخلايا بالشبكية وهذه الطفرة لابد أن تصير على مرحلتين يعنى الخلية يجب أن تصاب بالطفرة الأولى ثم تصاب بالطفرة الثانية في نفس الخلية، ونسبة حدوث طفرة واحدة عند البشر عالية جداً فكل الناس عندها طفرات بالخلايا ولكن طفرة واحدة لا تعنى وجود الورم ولكن حدوث طفرتين في نفس الخلية ينتج عنه ورم وبعضهم يكون قد ورث هذه الطفرات من الأهل الأب أو الأم وبالتالي أي طفرة أخرى تصيب العين تتسبب في حدوث الورم، لهذا السبب في بعض الحالات تصاب العينان بالورم وفعلياً حتى في العين الواحدة يصير هناك أكثر من ورم إثنان وثلاثة وأربعة وخمسة وأكثر داخل العين، فالسبب هو طفرة جينية بالدرجة الأولى وأحياناً يبدأ هذا الورم للطفل في فترة الحمل داخل بطن الأم فعلياً.
ويصعب تشخيصه في هذه الحالة من قبل أخصائيين النسا والتوليد إلا إذا كان حجمه كبير وواضح يمكن أن يظهر في المراحل النهائية من الحمل لكن في المراحل البدائية شبه مستحيل.

ما هو علاج سرطان العين ؟

العلاج لسرطان الشبكية عند الأطفال مجال واسع جداً يعتمد على مرحلة التشخيص كلما كانت مبكرة كلما كان العلاج أقل قساوة وأقل تكلفة ونتائجه أفضل وإذا كان التشخيص في فترة متأخرة فتصبح العلاجات أكثر قساوة ونسب الشفاء قليلة.

وفي المراحل المبكرة جداً هناك أطفال تم تشخيصهم بعمر يوم أو يومين فبإصابة أحد أفراد العائلة بنفس المرض يطلب الطبيب من الأهل بأن يقوموا بفحص أي طفل بالعائلة بعمر يوم أو يومين فإذا تم إكتشافه مبكراً يمكن الإكتفاء بعلاجه بالليزر أو بالتثليج دون الحاجة إلى أي علاجات أخرى ولكن إذا كان الورم في مراحله المتقدمة وحجمه كبير ففي هذه الحالة يحتاج إلى العلاج الكيماوي بالإضافة إلى الليزر والتثليج وإذا كان متقدماً أكثر يمكن إضافة العلاج الإشعاعي وفي حالات أخرى للأسف يضطر إلى إستئصال العين من مكانها حتى تتم المعالجة والأولوية هي للحفاظ على العين فإذا وصلنا الى مرحلة متقدمة جداً وأصبح هناك عدم مقدرة في الحفاظ على العين نضطر إلي إستئصالها من مكانها.

هل يعتبر سرطان العين مثل بقية السرطانات في تأثيره وإنتشاره على باقي الجسم؟
نعم فسرطان الشبكية إذا لم يعالج قطعاً سينتشر إما من خلال العصب البصري إلى الدماغ أو من خلال الدم إلى نخاع العظم وإذا إنتشر قطعاً سيقتل الطفل بنسبة 100% إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.

أين ينتشر في البداية عادة؟
على حسب مكانه إذا انتقل من خلال العصب البصري يصل إلى الدماغ وإذا إنتقل من مشيمة العين يصل من الدم إلي نخاع العظم وهذان أكثر مكانان ينتشر بهم المرض.

إذن الإكتشاف المبكر للمرض هو أهم شئ وكذلك فحص بؤبؤ العين ولونه فهل يمكن الإستعانة بتحليل DNA في تشخيص وعلاج هذا المرض ؟
نعم هذا يفيد كثيراً في التشخيص وحالياً بدأنا في مركز الحسين للسرطان عمل فحص الجينات للمرضى المصابين والهدف هو معرفة إذا كان هذا المرض وراثي أم لا ومعنى ذلك هو إحتمالية إصابة الطفل بالمرض إذا كانت العائلة مصابه به وبالتالى إمكانية تشخيصهم حتى وهم داخل بطن الأم من خلال السائل المحيط بهم.

وبالبحث عن الطفرة الجينية إذا كانت موجودة معناه أن هذا الطفل معرض للإصابة بالمرض وبالتالي التشخيص المبكر للمرض وعلاجه.
إذا كانت الطفرة غير موجودة ففي هذه الحالة نقوم بطمأنة الأهل بأن إصابة هذا الطفل بالمرض قليلة جداً أو تقريباً غير واردة.

ما هو تعليقك الأخير عن سرطان العين ؟

تابع “الطبيب الضيف على قناة رؤيا”، يعود الفضل في النجاح الهائل لنسب الشفاء العالية من سرطان الشبكية إلى الخدمة التي تأسست في مركز الحسين للسرطان والتي تأسست عام 2003 بفضل الدكتورين إبراهيم نواس أخصائي شبكية العين والدكتور إبراهيم قدوم أخصائي الأورام عند الأطفال، ففي خلال 15 سنة مضت تم بناء فريق كامل بصورة كبيرة وأصبح يغطى كل مجالات العلاج المتوفرة بالعالم كاملة وهذا في الأخير وصل إلي النتيجة الحالية ففريق العمل هو أهم شيء لعلاج السرطانات نظراً لصعوبة علاجه في مكان واحد على يد طبيب واحد بمفرده لابد من وجود فريق كامل وهذا ما يتم فعله في مركز الحسين للسرطان.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: