ما هو الإنعاش القلبي

صورة , الإنعاش القلبي , مريض
الإنعاش القلبي

لماذا يجب على كل دولة أن تُأسس مجلس متخصص للإنعاش القلبي؟

أشار “د. عبابنة” إلى أن الدور الرئيسي لمجلس الإنعاش القلبي المتخصص هو وضع اللوائح والبروتوكولات والتعليمات التنفيذية والتنظيمية لإجراءات الإنعاش القلبي لكل الكوادر الطبية، وكذلك للأفراد العاديين، كما أن المجلس منوط به وضع الخطط والبرامج التوعوية للإنعاش القلبي لغير المتخصصين.

والجدير بالذكر أن فكرة المجلس المتخصص والمستقل للإنعاش القلبي ليست فكرة جديدة على المجتمعات، بل إن جميع دول أوروبا ومعها الولايات المتحدة وكندا تمتلك مجالس مستقلة ومتخصصة منذ أواخر التسعينات في القرن الماضي، بل وخضعت كل هذه المجالس إلى لجنة عالمية تنظيمية تعقد مؤتمرها المتخصص بشكل سنوي.

حيث تقوم اللجنة العالمية في هذا اللقاء السنوي بتوزيع وشرح خطوات وإجراءات الإنعاش القلبي الأكثر فاعلية وكفاءة في دفع شبح الموت عن المصاب، وهذه الخطوات والإجراءات المتجددة بإستمرار تكون نتاج دراسات بحثية وعملية جادة.

ما هو الإنعاش القلبي؟

قال “د. معاوية عمر عبابنة” استشاري التخدير ورئيس مجلس الإنعاش الرئوي بمستشفى الأردن ونائب رئيس مجلس الإنعاش العربي وعضو مجلس الإنعاش الأوروبي. الإنعاش القلبي الرئوي هو مجموعة من الإجراءات البسيطة التي تهدف إلى إيقاظ وعمل القلب المتوقف، ويُرمز لهذه العملية طبياً وعلمياً بأحرف CPR، فمن المعروف أن نسب النجاة بالحياة بعد توقف القلب ضعيفة جداً وقد تكون معدومة، لذلك إذا ما توفرت فرصة إنعاش القلب وعودته للعمل سريعاً فهذا سينعكس على خفض معدلات الوفيات جراء توقف القلب، ومن هنا تظهر أهمية تدريب الأشخاص العاديين على ممارسة الإنعاش القلبي بالصورة الطبية الصحيحة، حتى يصبح بمقدورهم إسعاف المرضى سريعاً دون إهدار للوقت، لأن كل دقيقة تمر على المصاب وقلبه متوقف تُنبأ بفقدانه للحياة.

وتتلخص إجراءات الإنعاش القلبي في الضغط على الصدر بمعدل 100 ضغطة في الدقيقة الواحدة وبعمق 5 سم تقريباً، حيث أن هذا الإجراء يساهم في إستمرار القلب في أداء وظيفته، كما يساهم في عودة القلب للحياة مرة أخرى إذا ما توقف، فمن المعلوم للجميع إن إستمرارية حياة القلب والدماغ حتى الوصول للمستشفى عامل حاسم في نجاة المصاب من الموت.

هل يسهل تدريب الأفراد الغير متخصصين على إجراءات الإنعاش القلبي؟

خلق الله عزوجل جسم الإنسان بحيث يستوعب 1000 CC من الأكسجين، وفي الأحوال العادية لا يستهلك الإنسان الصحيح معدل أكثر من 250 CC فقط، وحتى إذا ما مارس الإنسان مجهود بدني يستنفذ الـ 1000 CC كلها، فإن الجسم قادر على الحصول على معدلات أعلى من هذا الرقم عند الضرورة، والشاهد إن إحتياطي الأكسجين بجسم الإنسان يصل إلى 750 CC، وهذه الكمية تكفي لإستمرارية الحياة لثلاث دقائق كاملة.

وتابع “د. معاوية” وبعد الثلاثة دقائق تلك يبدأ الدماغ والقلب في التلف تدريجياً لعدم التحصل على الأكسجين اللازم، وهو ما يتبعه الوفاة الدماغية للمريض، وهنا يأتي الدور على إجراءات الإنعاش القلبي، حيث إنها إذا ما نُفذت بالكيفية الصحيحة تستطيع توفير 250 CC إضافية من الأكسجين في الجسم كل دقيقة، وهو ما يعطي فرصة لحياة الدماغ والقلب لفترة زمنية أطول حتى وصول سيارة الإسعاف أو الذهاب إلى المستشفى لتكملة بقية الإجراءات الطبية.

والخلاصة مما سبق ذكره أن وجود أشخاص مُدربين على الإنعاش القلبي في كل مكان يتيح فرصة عظيمة لنجاة العديد من المصابين، خصوصاً وأن تنفيذ برنامج تدريبي وأيضاً مناهج البرنامج نفسه بسيطة وسهلة الإستيعاب لكل الناس.

فالجدير بالذكر أن برامج التدريب على الإنعاش القلبي تنقسم إلى نوعين، الأول عبارة عن برامج تدريبية خاصة بحالات توقف القلب بعد الحوادث والصدمات، لأن هذه الحالات عادةً ما ينتج عنها تكسر عظام القفص الصدري، ومن ثَم تحتاج إلى كيفية خاصة لإنعاش القلب حتى لا تتسبب العظام المتكسرة في تهتك عضلة القلب، والنوع الثاني من البرامج هو التدريب على إنعاش توقف القلب المفاجئ، والنوع الثاني هذا أسهل كثيراً على غير المتخصصين مقارنةً بالنوع الأول.

ما الهدف من يوم الأطفال ينقذون حياة العالمي؟ وما فاعلياته؟

أكدت “د. معاوية” على أنه اتفقت جميع مجالس الإنعاش القلبي بكل دول العالم على تخصيص يوم 16 أكتوبر من كل عام لتعليم الأطفال عملياً كيفية إنعاش القلب المتوقف، وأُطلق على هذا البرنامج السنوي اسم “الأطفال يُنقذون حياة”، وخلال هذا اليوم تتوجه لجان تدريب متخصصة إلى كل المدارس الأوروبية والأمريكية لتعليم الأطفال الأكبر من 12 عام نظراً لأن قوة ضغط اليد عندهم تؤتي بمردود إيجابي على تنشيط القلب.

كما تشتمل فاعليات اليوم على مجموعة من ورشات العمل والمحاضرات النظرية المبسطة التي تشرح آلية عمل القلب والدماغ وأهمية الأكسجين لهما.

كم تبلغ نسب النجاة من الموت عند توقف القلب خارج المستشفيات؟

اختتم “د. معاوية” تبعاً لندرة الأشخاص المُدربين في عالمنا العربي نجد أن نسب نجاة المصاب بعد توقف القلب عن العمل خارج الهيئات الصحية تتراوح بين 2% إلى 8% فقط، ولكن في البلدان التي تهتم بتدريب الناس على إجراءات الإنعاش القلبي مثل أمريكا والسويد فقد بلغت نسب النجاة من الموت 80%، وهو ما يدلل على أهمية تنفيذ برامج للتوعية والتدريب في المجتمعات العربية.

أضف تعليق

error: