ما مدى ضرورة جلد الذات

هل جلد الذات ضرورة حياتية للتطوير

يبقى تطوير الذات هو تقنية أو معادلة شديدة الصعوبة لأنها قد تصطدم مع إحساس شديد بالفشل أو ما يُطلق عليه مسمى ” حرق الذات “.

هذا المصطلح قد يعيق العديد من الأشخاص في الوصول إلى الأهداف المرادة، كما أن جلد الذات الزائد عن الحد من الممكن أن يتسبب في أذى نفسي وعضوي لصحة الإنسان، لذلك لا يجب علينا جلد الذات أو لومها أكثر من اللازم، مع ضرورة البحث عن أسباب الفشل الحقيقية ومحاولة تخطيها.

هل يتشابه مصطلح جلد الذات مع حرق الذات؟

ترى الدكتورة رندا عازر “مدربة تطوير الذات” أن مصطلح حرق الذات هو نفسه مسمى جلد الذات، وقد يلجأ الشخص إلى جلد ذاته أو حرقها نتيجة عدم التركيز الشديد، أو بسبب عدم قدرته على تحمل مسئولية أمر ما إلخ إلخ .. ، وحرق الذات في حقيقة الأمر لا يعود بأي فائدة على الإنسان، وإنما على النقيض يؤثر عليه سلباً.

الجدير بالذكر أنه من الضروري أن ننتقد أنفسنا وسلوكياتنا من آن لآخر دون أن نعرضها إلى هذا الانتقاد اللاذع، لأننا حين نقصِّر في القيام بأمر ما فقد يأتي علينا الوقت وننجح في القيام بأمر آخر يتناسب مع قدراتنا وإمكانياتنا المحدودة، ومن الممكن أن نجهز أنفسنا في المستقبل القريب للقيام بهذا الفعل الذي لم نستطع القيام به من قبل.

مضيفةً: جلد الذات هو مصطلح يشعر به العديد من الأشخاص وخاصةً من يُطلب منهم تحقيق أهداف محددة في أوقات معينة كما في رجال المبيعات على سبيل المثال الذين يتلقون اللوم طيلة الوقت عن عدم تحقيقهم لرقم بيعي معين، وهنا يتعرض هؤلاء الأشخاص إلى ما يُسمى بجلد الذات.

على الجانب الآخر، يرى العديد من العماء كالعالم فرويد وغيره من العلماء الآخرين أن جلد الذات مهم بنسبة كبيرة لتطوير الذات، ولكنني على النقيض لست مع هذا الرأي بشكل كُلي، حيث يمكن للإنسان أن ينتقد ذاته ويحدد أخطائه ويحاول قدر الإمكان أن يتعلم من هذه الأخطاء ويتجنب القيام بها مرة أخرى دون أن يكون لديه حس عال بالمسئولية حتى لا يضغط على نفسه بصورة أكبر من اللازم ويقوم بجلد ذاته، ومن ثم تأتي العواقب الوخيمة والسلبية على صحته النفسية، بل على صحته العضوية أيضاً.

هل المسئولية الكبرى تحتم علينا جلد الذات؟

يتعرض الأشخاص ذوي المسئوليات الكبرى إلى جلد الذات نتيجة التوقعات العالية التي يرونها في أنفسهم أو يراها المجتمع فيهم، وهذا ما يجعلهم يمرون بمرحلة من مراحل جلد أو حرق الذات في حال عدم تحقيقهم لهذه الأهداف المطلوبة منهم، لأنهم يحملون أحمالاً ثقيلة على ظهورهم وفي أنفسهم مقارنةً بغيرهم من الأشخاص العاديين.

في حال تحمل الشخص أكبر من طاقته فمن المؤكد أن يأتي عليه الوقت ليتوقف عن ممارسة هذا الضغط الشديد عليه لأنه يشعر بذنب كبير يراوده كل حين في حال فشله في تحقيق هذه الأهداف المرجوة منه، لذلك يجب التوقف عن حرق الذات حتى نحيا حياة سعيدة، ولا يجب علينا حمل أعباءً أكبر من طاقتنا دون أن نوجه اللوم الشديد إلى أنفسنا في حال فشلنا في القيام بأمر ما لأن ذلك لن يصل بنا إلى نتيجة إيجابية على الإطلاق.

ما رأيك بهذه المقالات

على النقيض، يجب التفكير دوماً في كل شيء قمنا بإنجازه والتفكير في ماهية الإبداعات التي حققناها على مدار سنوات مضت حتى تعاد إلينا ثقتنا النفسية في ذواتنا، ومن ثم نفكر بشكل أكثر حكمة في الخروج من الأزمة التي نواجهها في الشيء الذي فشلنا في تحقيقه.

هل يمكن أن يكون جلد الذات ضرورة حياتية للتطوير؟

كما ذكرنا سلفاً، فإن هناك بعض العلماء الذين يرون في جلد الذات ضرورة لتطوير الذات، وهذا الأمر قد يكون صحيحاً في بعض الأحيان لأن هناك بعض الأشخاص الذين يبررون فشلهم الذريع في القيام بأمر ما ويلقون اللوم على الظروف أو الأشخاص الآخرين من حولهم دون التفكير في حلول ذاتية نابعة منهم وحدهم لهذه الأمور التي فشلوا في تحقيقها من قبل، وهنا فقط قد يكون حرق الذات ضرورة ملحة لتطوير الذات والنجاح في الشيء الذي فشلنا في تحقيقه من قبل، لذلك فمن الممكن في كثير من الأحيان أن يكون حرق الذات شيئاً إيجابياً للتوقف عن الفشل أو الخطأ.

تابعت ” عازر “: قد يؤدي عدم معرفتنا بقدراتنا الذاتية الحقيقية إلى جلد الذات أكثر من اللازم، وهذا في حقيقة الأمر له علاقة وطيدة بالوعي الذهني الموجود لدى الشخص بإمكانياته الحقيقية التي تساعده على النجاح في تحقيق أمر ما، وفي حالة عدم وعي الإنسان بتلك الإمكانيات الحقيقية فإنه قد يفشل فشلاً ذريعاً في حياته يؤدي به في نهاية المطاف إلى جلد أو حرق الذات.

وختاماً، من الضروري أن نحيط أنفسنا بأشخاص آخرين من حولنا، نشعر بودهم وبتحفيزهم الدائم لنا، ونقوم بالفضفضة معهم عندما نُقبِل على لوم أنفسنا لوماً شديداً، ليقوم هؤلاء الأشخاص بتحفزينا ومساعدتنا في تخطي هذه العقبات التي نواجهها في تحقيق أمر ما.

هذا الدعم أو التحفيز الإيجابي حتماً سيكون له الأثر الواضح في تذليل الكثير من العثرات التي تحول دون تحقيق أمور صعبة كثيرة في حياتنا، ومن ثم تأتي أهمية وجود هؤلاء الأشخاص الإيجابيين من حولنا والابتعاد عن كل ما هو سلبي يزيد من تلك العثرات التي تقف في طريقنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top