لماذا نكتب؟ وأنتم: لماذا تقرؤون لنا؟

«1» عندما ترتفع أيدينا في كل مرة للإشارة إلى المخطئ الحقيقي، تنخفض بفعل جبننا، أو بفعل فاعل لتشير إلى شخص «مسكين» لم يكن ذنبه إلا أن وجد الثروة أمامه فاقتنص فرصته.

عندما نستخدم وتوضع لنا القوالب، ونحن ما زلنا نعتقد أننا نكتب وفق آرائنا الخاصة، بينما نحن في الحقيقة لا نتجاوز كوننا أدوات نسير رغما عنا، علمنا ذلك أو لم نعلم.

عندما نتهافت كنسور على الضحية التي وضعت أمامنا، ونأكل لحمها البارد، وتهز أصوات نصرنا أرجاء المكان، معتقدين أن الفوز لنا، حينها نكون مجرد ضحايا تأكل اللحم الخاطئ.

«2» نحن لا نعدو كوننا أناسا تمارس الحماقة ذاتها، والغباء ذاته بكلمات منمقة، جعلت لنا عمودا في صحيفة. وأشكالنا حين نتحرك بشكل سريع ونحاول أن نختطف قطعة، الكلمة تبدو مثيرة للسخرية.

«3» يكتب البعض وتعرف في النهاية حجم الماء الذي في أفواههم، بينما تنتهي من قراءة الكثيرين، فترفع رأسك، وتغسل عينيك سبع مرات، إحداهن بالتراب!

«4» حين يربطون فمك بشريط لاصق، وحين تحاول الصراخ ليعلم الجميع بالحقيقة التي لديك، حين لا تستطيع الكلام وأنت تسير في الصف الذي وضعوك به، جرب السير بالعكس، حينها فقط سينتبه الجميع لك، سيرون الشريط اللاصق يطوق فمك، وينتبهون لحركاتك وأنت تحاول أن تصرخ.

«5» كيف نكتب؟ في هذه المتاهات لا يستطيع المرء أن يكون ما يريد، فكيف يقول ما يريد. نشير دائما إلى الأشياء الخاطئة، والصور الخاطئة. نحاول فرض شخصيتنا، على الرغم من عدم وجودها. ونردد كلام مجالسكم، مستقطعين أكثره، بكلمات منمقة ترتدي الكثير من الثياب والألبسة على الرغم من الشمس الحارقة التي تعلو سماءنا. بهذه الثياب نغطي سوءة الحقائق العارية، فتتحول إلى شيء يشبه الكذب!

«6» قبل أن «لماذا نكتب؟»، سأسألكم «لماذا تقرؤون لنا؟». استيقظوا يا سادة، إننا نكذب عليكم.

بقلم: أيمن الجعفري

من مقترحاتنا:

أضف تعليق

error: