كيف تعلي طاقتك الإيمانية والروحانية

صورة , مسلم , الصلاة , الطاقة الإيمانية

الطاقة الإيمانية والروحانية هي تلك الطاقة النورانية التي تتولد عنها مشاعر الإيمان بالله والسعادة والشعور بلذة القرب منه، وهي التي ترتقي بالإنسان عن مستوى المشاعر والاحتياجات الجسدية الدونية إلى حيث الروحانية.

وكلنا نحتاج إلى رفع مشاعرنا الإيمانية لكي ترتفع إرادتنا ونستطيع المرور من اختبارات الحياة واجتيازها بأمان، كلنا بحاجة إلى تلك المشاعر السامية التي تمكننا من تحقيق السعادة والرضا، وكلنا يعتريه الفتور في بعض الفترات فيفقد الشعور تمامًا بالروحانية ويفقد الشعور بلذة العبادات وتجده يؤدي كل شيء كالآلة دون انفعال أو احساس ، وهنا تكمن المشكلة، لأن هذا الفتور قد ينجم عنه الصد عن العبادات والوقوع في الخطايا والزلات، فضلًا عن كدر الحياة وكآبتها ونكدها.

لأجل ذلك واكثر سوف نتعرف معًا على بعض النصائح التي توقظ فينا مشاعر الإيمان وترتقي بروحانياتنا تدريجيا.

نصائح ذهبية للارتقاء بطاقتك ومشاعرك الإيمانية

الذكر: ذكر الله والحفاظ عليه وسيلة للقرب من الله والشعور بمعيته وهذا ما دلنا عليه حديث أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – إذ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَقُولُ اللَّهُ -تَعَالَى: (أَنَا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ)، كما دل على ذلك وصية النبي –صلى الله عليه وسلم- لبعض أصحابه حين جاء يشكو إليه كثرة الشرائع فأوصاه قائلًا: (لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله)، والفكرة تكمن في أن عبادة الذكر حتى وإن قام بها الانسان بلسانه فقط وحتى إن خلت من حضور القلب أو الخشوع فإن الحفاظ عليها يؤتي ثماره بعد حين، فترق بها القلوب وتلين قسوتها، ويتسرب شعورا طيبًا إلى النفس وتتفجر فيها طاقة روحانية وإيمانية رائعة بفضل معية الله عز وجل.

صلاة الفريضة: مهما بلغ الفتور منك وشعرت بعدم رغبة في العبادة وكسل عن الطاعات والفرائض فيجب أن تحافظ على الحد الأدنى منها والذي يتمثل في صلاة الفريضة وعبادات الفريضة فقط، فهي بمثابة جسر واصل بينك وبين الله عز وجل ويومًا ما سيقودك إليه ويقربك منه.

اجتهد في العبادة التي يميل إليها قلبك: البعض فتح الله له وعليه باب من أبواب العبادة دون غيره، فتراه مثلا قد يقصر في الصيام أو الصدقة ولكنه معلق بالصلاة، أو قد يقصر في صلاة الجماعة والصيام ولكن يفتح عليه في الصدقة، وهكذا،، فإذا كنت من هؤلاء فالزم هذا الباب حتى يفتح لك غيره وتجد قلبك قادرًا على استشعار مذاق القرب من الله وهذا هو ما يوصلك إلى الروحانيات والإيمانيات التي تنشدها.

المسح على رأس اليتيم: من الوصفات الفعالة التي أوصى بها النبي من يشتكي من قسوة القلب المسح على شعر اليتم، وكأن تلك الحركة على بساطتها تفجر نبعًا من الإحساس والرقة لم يكن موجودًا من قبل، وقياسًا عليها الإقبال على من كان فقيرًا أو ذي حاجة ومد يد المساعدة للجميع.

تأمل ما حولك من النعم وتخيل حياتك بدونها: تأمل النعم وتقديرها حق قدرها يذكرك بالمنعم ويزيد ارتباطك به وولائك له، وإن عجزت عن تقدير تلك النعم ومعرفة أهميتها فما عليك إلا أن تتخيل فقط حياتك بدونها أو حتى بدن نعمة واحدة منها، حينئذ سوف تجد قلبك ينبض بالرضا عن الله والحمد لكل فضائله عليك وعطاياه.

استشعر الامتنان لله واشكره على كل ما رزقك من نعم: حين تستطيع معرفة قيمة ما تملكه من النعم وتتيقن أن هناك من الخلق من حرم من تلك النعم، فاستشعر معنى الامتنان واشكر الله عز جل على عطائه واحرص كل الحرص على أن تؤدي حق تلك النعم وشكرها، واعلم أن قلبك سينفتح وصدرك سينشرح بطاقات الشكر والرضا إلى أبعد حد.

تأمل عظمة الخالق عز وجل في خلقه: التأمل والتفكر في الكون المحيط بك من سماوات وأراضين وجبال وبحار ومخلوقات عجيبة يحرك في نفسك مشاعر التعظيم لله عز جل والإجلال له، فيتدفق في روحك ينابيع الرجاء والخوف معا لتتوازي في قلبك معايير المحبة لله عز وجل، وتضيء الطريق أمام بصيرتك لتدرك كنه تلك العظمة وجوهرها.

وختامًا: حين ينصرف قلبك عن الله وتوته روحك عن رحابه فابحث عنه في كل ما حولك واطرق كل الأبواب لمؤدية إليه واعلم أنه عز جل أكرم من أن يرد طارقًا وقف ببابه، ولا تجزع حين يخبو نور الإيمان في قلبك، فكلنا يعترينا هذا الظلام من فترة لأخرى، ربما لندرك روعة الضياء الذي يحل بنا بعد ذلك.

أضف تعليق

error: