كيف تتعاملين مع الطفل المتأخر دراسيًا

صورة , طفل , المذاكرة , التأخر الدراسي , المدرسة

قدرنا في مجتمعاتنا أن ندخل ميدان الدراسة منذ سنواتنا الأولى ونقضي بين جنبات المدارس والمؤسسات التعليمية سنوات الطفولة وبعض سنوات الشباب، لنحصل في نهاية تلك الرحلة الطويلة على شهادة مرور لممارسة الحياة العملية والمهنية والاجتماعية أيضًا والتي تتوقف جميعها على نوعية ودرجة تلك الشهادة. فتلك الشهادة هي التي تحدد نمط حياتك الاجتماعي والمالي والأسري أيضًا.

لذا فإن مشكلة تأخر التحصيل الدراسي من المشاكل المؤرقة للأمهات والتي تجعلهن في غاية الحزن والقلق على مستقبل أبنائهن.

لأجل ذلك وأكثر فإننا سوف نستعرض معك ما يجب عليك أن تفعليه إزاء تلك المشكلة لتخرجي بابنك أو ابنتك بأقل الخسائر، وتحققي أفضل ما يمكن تحقيقه من التقدم الدراسي، وذلك بعد أن ننوه بشكل مجمل لأسباب ضعف التحصيل الدراسي أو التأخر الدراسي.

حول أسباب التأخر الدراسي عند الطفل

تتعدد الأسباب التي تصل بالطفل إلى ضعف التحصيل الدراسي أو تأخره عن اقرانه. فبعضها يرجع إلى أسباب مرضية مثل الأنيميا وأمراض سوء التغذية المختلفة التي تؤثر سلبًا على تركيز الطفل، أو مشاكل في الرؤية أو السمع تحول دون التواصل الجيد مع المعلم.

كما تتعلق ببعض المشاكل العصبية مثل ضعف التركيز أو فرط الحركة، أو مشاكل نفسية وتربوية ناتجة عن اضطرابات في البيئة التي ينتمي إليه الطفل كالخلافات أو العنف بين الوالدين. كما تشمل الأسباب ضعف الدافع للتعلم وفقدان القدرة على تقدير عملية التعليم وأهميتها.

نصائح للتعامل مع طفلك الذي يعاني من تأخر التحصيل الدراسي

حددي سبب المشكلة

إذا لفت المعلم انتباهك إلى ضعف التحصيل الدراسي عند طفلك، أو لمستيه أنت بنفسك فأول ما يجب عليك أن تفعليه أن تبحثي عن سبب المشكلة، وتستعيني في ذلك بملاحظات المعلم في الفصل وملاحظاتك والحديث مع طفلك.

فإذا كانت المشكلة نتيجة لخلل في صحة طفلك فابدئي فورًا في عرضه على طبيب مختص وركزي عل علاج السبب حتى يختفي المسبب.

وإذا كان الأمر متعلق بأسباب تربوية أو نفسية أو غير ذلك فابحثي عن الطرق التي يجب أن تتبعيها لحل المشكلة، اسألي أهل الخبرة واجتهدي لتكوني على أعلى درجة من الوعي والحكمة.

كوني إيجابية في كل ما يصدر عنك تجاه طفلك

في معظم الحالات لا يعرف السبب الحقيقي ويختلط الأمر بين كونه سببًا نفسيًا أو ضعف في الدافعية أو عدم مبالاة وعدم تركيز.

وهنا يجب عليك أن تكوني إيجابية إلى أبعد حد بمعنى أن تتقبلي فكرة أن يكون طفلك أقل درجة من أقرانه فهذا وارد وطبيعي يرجع إلى عامل الفروق الفردية بين الأطفال.

ثم ابدئي في تعزيزه ودعمه نفسيًا بالحب والاهتمام والمساعدة في المذاكرة، وقد يتطلب الطفل مجهودًا مضاعفًا لتوصيل المعلومة ولكن بالمثابرة والاجتهاد سوف تصل المعلومة، ولكن إياك أن تجلديه.

استعيني بمدرس يحبه الطفل

يمكن أن تقسمي المجهود بينك وبين مدرس يحبه طفلك لكي تعاد له المعلومة أكثر من مرة.

التشجيع والتحفيز وبناء الثقة

مهما كان تقدم طفلك بطيئًا فاحذري أن تحبطيه أو تعنفيه بألفاظ سلبية مثل: أنت غبي أو فاشل أو غير ذلك، بل شجعيه على كل انجاز حتى لوكان صغيرًا وذكريه به كلما استصعب شيئًا، وحفّزيه بالمكافآت التي يحبها.

والأهم من كل ذلك أن تبني ثقته بنفسه وتعطيه صورة إيجابية عنها بالحديث عنه بصورة طيبة ومدحه وذكره بما يحب، وإياك أن تنتقديه أمام أحد أو تتحدثي عن مشكلة الضعف الدراسي إطلاقًا.

لا تضعي طفلك في مقارنة مع غيره

انظري لطفلك ككيان منفصل قيسي تقدمه بما كان عليه من قبل ولا تقيسه بتقدم غيره، حتى لا تُحبطي وتحبطي كل تعبك معه.

اجعلي المذاكرة عملية ممتعة

يمكنك أن تضفي المتعة على عملية المذاكرة بأن توصلي المعلومة بالقصص المرحة أو التمثيل أو الطرفة أو اللعب، لتجعليه سعيدًا مبتهجا فلا يمل من طول المذاكرة.

استعيني بوسائل تعليمية ملموسة ومرئية

ليس كل طفل لديه القدرة على استيعاب ما يشرح له نظريا وبسهولة، فالبعض يحتاج إلى استخدام وسائل تعلمية من البيئة المحيطة، بحيث تقرب له الفكرة وتساعده على التذكر.

لذا، فيجب أن تبدعي في استخدام كل ما حولك لتحقيق هذا الغرض، واستعيني بالإنترنت لتتعرفي على أفكار جديدة وفعالة.

وأخيرًا

تجاهلي المشكلة ولا تركزي عليها، بل ركزي على الحل وثقي انك لو اجتهدت فإن الله لن يضيع ثمار تعبك، وتوقعي دائمًا الأفضل.

أضف تعليق

error: