كلام عن الحب والفراق

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , الحب , Love , الفراق

ويُبحر بنا القلم وتكتب الأنامِل أجمل كلام عن الحب والفراق ويصحبها قصيدة شعر من أبياتٍ مؤثرة تصحبك في طُرقاتٍ وعِرَة تضغط على آلام من ذات لوعة الفُراق تِلْك.

لنفترق قليلاً، لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا.. لنفترق قليلاً
لأنّني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

هكذا يرى الشعراء الفراق، وهكذا يزعمون أن الفراق هو وقود الحب، الذي يجعله مشتعلا، متأججا، ولا عجب فإن أكثر قصص الحب والغرام التي بقيت أثارها، ووصلنا خبرها هي قصص اختتمت بالفراق، وامتلأت ثناياها بالشوق والحنين ووجع الفقد، فبقيت خالدة، شاهدة على معاناة أصحابها وسهدهم وسهر لياليهم ولهيب صدورهم.

فحين ينعم المحب بوصل حبيبه، ويروي من قربه ظمائه، ويشبع بصحبته حرمانه واحتياجه، تهدأ الثورة، وتصبح التفاصيل ألطف وأنعم وأرق، وتذهب لمعة القصة غالبا.

وهنا سنتحدث عن الحب حين يلاحقه الفراق، ويكون ختامه الحرمان، محاولين أن نرصد المشهد ونسبر أغواره بوعي.

الفراق يطيل عمر الحب

حين يبتعد المحبوب عن المحب، يحدث عنده الشق وتزيد اللهفة، وتثور الرغبة في الوصل، وحين يطل البعد ويعز اللقاء، يخرج العاشق عن حدود الواقع وسجنه، ويصنع له عالمًا من الخيال ، يتصور فيه وصل الحبيب ويبدع في رسم التفاصيل، ويضيف للصورة كل ما يحليها ويزينها، فيراه دائما جميلا متألقا حالما، يراه في أفضل صورة يحب أن راها، فيزداد شوقه ويدوم تعلقه.

وهذا يفسر لم تنتهي قصص الحب التي تسير في المسار الطبيعي المنطقي، بينما تبق قصص الحب التي يكسر الفراق قلوب أصحابها، ويشعل لهيبهم.

خواطر محب مفارق

• حبيبي إن كنت قد قررت الابتعاد، فاحمل في حقائب ذكرياتك مدامعي التي أرقتها على أعتاب وصلك، في بدايات الغرام، واحمل معك صورة لن ترى ملامحها حين تعود، احمل معك ذلك الوعد المكذوب الذي منحتني إياه في ساعة حب، واحمل معك بعض أوجاعي فلا قبل لي بتحملها وحدي.

• حبيبي .. هلا أوصيت الوحدة أن تترفق بي؟ والوجع أن يرحم فؤادي؟ والذكريات أن تواسيني؟ هلا أبقيت لي بابا يدخل الأمل منه إلى نفسي، فيربت على روحي ويمنحني دافعا للبقاء؟

• كل لذة الحب، ولهفة الشوق التي تعصف بالقلب وتنقله إلى دنيا السعادة والفرحة، تتبدل وتسلط سلاحها في وجه المحب، حين تحين لحظة الفراق، فالذكريات تتحول إلى خناجر تطعن القلوب، وتسلبها الحياة، ورحابة الدنيا تضيق وتطبق على الأنفاس، فتختنق الروح، تحت وطأة الوداع المحموم. ما أقساه وجع الفراق، وما أقساها تلك اللحظات.

• الحب وروعته كلها تتلخص في وعد بالبقاء، ولكن أنى لنا هذا الوعد.

• عجيب هذا العشق الذي يستبد بالروح، رغم إدراك أصحابه أن الفراق قادم لا محالة، وأن تكملة القصة محالة، عجيب ذلك العشق الذي ينموا ويكبر ويضرب بجذوره في أرضية الوجود، مع أن كل المؤشرات تقول أنه لن يعيش، وكل الظروف حكمت بإعدامه، أو حتى وأده.

• الحب والفراق، هما وجه من وجوه الميلاد والموت، فبالحب تولد السعادة وبالفراق تموت.

• إلى الذين يفارقون.. فارقو أحبتكم برفق، وودعوهم برفق، حاولوا الانسحاب بهدوء، دعوا شعارات المصارحة والمواجهة، فهي سكاكين تقطع أوصال الروح، وتترك القلب ينزف حتى الموت، انسحبوا بصمت واتركوا خلفكم أملًا في اللقاء، وأدوات استفهام بلا جواب، فبقدر ما تؤلم فإنها ترحم.

• إلى كل المحبين والعاشقين في حياة قصيرة مصيرها الفناء والانتهاء، احبوا هونا واقتربوا رويدا، ارحموا القلوب من لوعة الفراق المحتوم، ولكن.. حافظوا على أحبتكم، وتمسكوا بلحظات الصحبة، وتمسكوا بكل التفاصيل التي تجمعكم بهم.. قبل أن تبحثوا عنهم فلا تجدوهم، أو يبحثوا هم عنكم ولا يجدوكم.

• الحب هو جنة الدنيا وهو باب النعيم، فاطرقوه تجدوا خلفه كل ما تشتهي نفوسكم، فقط احسنوا الاختيار واطرقوه برفق.

• الحب نبة تغرس في القلوب في لحظة نور وإشراق، ولكنه يحتاج للرعاية والاهتمام كما تحتاج النبتة المزروعة، يحتاج إلى تسامح يرويه، وتقدير واهتمام ينميه ويقويه، ويحتاج إلى مساحة من الحرية تسمح له أن يتنفس، وتحميه من الاختناق، كما يحتاج إلى صدق وثقة تمنحه الأمان. اغرسوا الحب في القلوب الخصبة التي تسمح له بالنمو، ولا تغرسوه في صحراء القلوب القاسية التي تبخل عليه بالماء والهواء.

• الحب اختراع البائسين والفاقدين لأسباب الحياة، يمنحهم قبلة البقاء، يمد في أعمارهم، ويجدد في القلوب الطاقة والعزم والإرادة للاستمرار في العطاء، سر بقائه الوفاء وعدوه الأول الفراق، فأوفوا لأحبتكم ولا تبادروهم بالفراق فتكسروا قلوبهم وتقتلوهم ببطء..

شعر عن الفراق

تسأل لتعرف ما الذي ابكاني
وهل يا ترى بعد الفراق اعاني

محال ابكي او بأني اشتكي
أحرقت دمعي وابتلعت لساني

فما لاوصابي أثر في خافقي
السّر سرّي والتزم كتماني

لم يبقى منك في حياتي ساكناً
ولا بحبّك في الوجود جناني

اسئلي من شئتي فعندي اجابتي
لأني الضّحيّه والشهود والجاني

ملكتي حواسي وامتلكتِ جوارحي
وكنت أنتي مثل نصفي الثاني

اسألي ما منٌي بقى ولتكتفي
إذا تحتفظ مشاعرك وجداني

ومشاعري تروي لطيفك قصّتي
وتوثّق الأحداث من احزاني

وكذا خيالي سوف ينقل صورتي
اغمضي عينيك لتستطيع تراني

ولعبة الحظ التي اتقنتها
نادي ونادي قد يجيب حناني

بعد الفراق بقلم؛ توفيق الشّامي


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: