كلام عن الحب دون لقاء

صورة , الحب , Love , رسائل الحب

الحب هو تلك الرغبة المتبادلة بين قلبين كل منهما يبحث عن الاكتمال مع الآخر، ورغم أن الحب غالبا يفرض رغبة اللقاء ويملي على أصحابه الاحتياج الملح للتواصل الجسدي، إلا أن الفراق أو عدم اللقاء ليس السلاح الفعال في قتل الحب ولا إنهائه.

وهنا سنتكلم عن الحب دون لقاء وتفسيره، وكيف يطيل عمر الحب، وكيف يكون سببا في عذاب القلب ولوعته.

تفسير الحب دون لقاء

أحيانا بعد طول انتظار يدق الحب أبوابنا، وقد يقتحم قلوبنا دون استئذان، ودن إدراك لحسابات الظروف واللقاء وعدم اللقاء، هنا يظهر معدن الحب وقوته، فحين يصمد الحب ويستعصي على النسيان رغم المسافات التي تفصل بين المحبين، ويستطيع المحب أن يوصل رسائل الحب المحملة بالشوق إلى من يحبه، فهذا دليل على قوته وأصالته.

وبعيدا عن الكلام المرسل في الحب وأحاديثه وقوته فإن هناك تفسيرا علميا لاستمرار مشاعر الحب بين المحبين مع بعد المسافات وقلة اللقاء، حيث يفسر علماء الطاقة أن الأنسان حين يفكر في شخص يحبه ويتخيل أن لقاء حب وشوق يجمعهما، تصدر عنه طاقات معينة وتتكون حوله هالة كونية قوية ترسل رسائل كونية وطاقية لهذا المحبوب، فيتأثر بها ويتفاعل معها كما لو أنهما في لقاء حقيقي ومادي.

وهذا يفسر عجز الإنسان عن الخروج من بعض قصص الحب التي انتهت أحداثها فعليا، وأصدر الأطراف قرارا بإنهائها، ولكن مادام أحد الطرفين يفكر في الآخر بحب فإنه يجبره على الدوران في فلك هذا الحب ويجعله عاجزًا عن الهروب منه.

كيف يطول عمر الحب كلما تعذر اللقاء؟

الحب يقوم على المشاعر والقناعات والمعتقدات أكثر من قيامه على حقائق واقعية ملموسة، بمعنى أن الانسان حين يقع في الحب يتفنن في رسم صورة مثالية متكاملة للمحبوب، وبغض النظر عن كون هذه الصورة مطابقة للواقع أم مغايرة تماما له، فإن البعد وعدم اللقاء يجعل الظروف ملائمة جدا للتصور المثالي عن المحبوب، فحين نفكر في أحبتنا فإن التفكير لا بد أن يكون مصحوبا بصورة ما قابعة في أذهاننا.

يكون الحب مع البعد أسهل وأقدر على الاستمرار لأنه يعفي أصحابه من الدخول في مواجهات وتحديات اكتشاف ملامح الشخصية وعيوبها.

والدليل على ذلك أن هناك قصص حب طويلة استمرت سنوات بلا لقاء أو معايشة، وحين اقتضت الأقدار أن يجتمعا أو أن يكملا حياتهما معا كأزواج يصدم كلا منهم بعيوب الآخر وتفاصيل شخصيته ويعجز عن تقبل الاختلاف، فيتقهقر الحب ويتراجع، وتبدأ المسافات الفاصلة بينهما في الزيادة.

كذلك فإن الحب دون لقاء يعفي أصحابه من آفات تقاسم الحياة والمشاركة في تفاصيلها، مثل الروتين والملل والاعتياد أو الوصول إلى الاكتفاء من الآخر، هذه من الآفات التي تدمر الحب وتأتي على ما تبقى منه، وتدخل المحبين في دوامات البحث عن حلول والتي تأخذهم غالبا بعيدًا

عن جوهر الحب وتشغلهم بقضايا جانبية، أما الحب مع الحرمان من لقاء المحبوب فإنه يحفظ للحب لهيبه ويظل محتفظا برونقه وبريقه، لا تعلق بها شوائب الاعتياد ولا تطوله أيادي الملل.

أصعب ما في الحب الذي يحرم أصحابه اللقاء

أصعب شيء أن يظل المحب محروما من لقاء المحبوب، وترهقه لحظات الحنين ويؤلمه الشوق إليه، فكم مرة يشعر المحب أن قلبه يكاد ينفطر شوقا إلى المحبوب ورغبة في وصله وهذا من أقسى المشاعر وأصعبها على الإطلاق.

وللأسف فإن هذا قدر الكثير من المحبين والعشاق الذين يضنيهم القدر فيحرمهم من اللحظات التي تجمعهم بأحبتهم وتروي ظمأهم إلى اللقاء.

ولا شيء أجمل من لقاء المحبوب بعد طول فراق

أكبر قيمة وأغلى متعة يمكن أن يحصل عليها محب أن تجمعه بحبيبه لحظات وصل بعد فراق طال سنوات أو حتى شهور، فاللقاء بعد الفراق كالعودة للحياة بعد الموت، يعيد للقلب نبضه وللعيون لمعتها وبريقها، ويعيد للروح إشراقتها وتألقها.. يجعل المحب يتصالح مع الحياة ويراها بعيون الأمل والرضا.

اللقاء بالمحبوب بعد طول غياب يروي ظمأ القلب يعيد إليه الشباب، والسعادة، ويمنحه القدرة على الاستمرار.

شعر عن الحب دون لقاء

ما اجمَلكِ وعطر الورد منك يعبقُ
كل همساتكِ بالآه تشهق

الحب بركان يثور ولا يخمد
فكيف في آتون حبك يُحرقُ

ناجي الحبيب من دافقات الهوى
إن ثمار الحب بالأحشاء تورقُ

وإن تلاقت نظرات العيون
صار الدم للأوتار يعشق

إقبلي كربيعٍ يحمل دفء شمسٍ
دعي القمر، منك قبلة يسرقُ

يا من ملك الفؤاد وهو سيده
متى قلبك على قلبي يحنُ ويشفقُ

فإن طال الغياب دون لقاء
إعلمي ان قلبي ما زال بحبك يخفقُ

كان هذا شعر عن الحب دون لقاء بقلم يوسف محمود شحرور.

قليل من البعد ينعش الحب ويعيده إلى عهده السابق حيث حرارة البدايات، ولكن الإفراط في البعد يورث القسوة والوجع،،، وقد يغير الحب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top