كائنات منافقة على أرض الوطن

في مايو من عام 1968 كانت فرنسا تشهد رياح تغيير عاصفة وإضرابات في عدة أنحاء من البلاد، وكان سارتر أحد أولئك الذين كانوا يقفون إلى جانب الشباب ويدعمون مطالبهم، لذلك اقترح وزير الداخلية على الرئيس الفرنسي ديجول اعتقال سارتر، ليقول عندها كلمته الشهيرة التي ذهب بها الرواة: «لا! ففرنسا لا تعتقل فولتير!».

ديجول كان على عكس وزيره الأحمق، يعلم تماما ما الذي يحرك سارتر ويدفعه إلى ما يفعل، ولذلك كان يكن له التقدير الذي يناسبه. أحد أهم ملامح التحولات التي تمر بها المنطقة هو ظهور كائنات «صف ثاني» تعيش وتسعى وتزايد.. وتفعل أي شيء من أجل مصلحتها الخاصة. تفتقد تماما لأي رادع أخلاقي، ويخلو وجهها من «أية مويا».

إذا كانت الموضة حديثا عن الفساد فهم سيوف خلقت لتغرز في صدره، وإن كان الحديث عن التنوير فهم أكثر إضاءة من مصابيح الشوارع، أما إذا كان الحديث دينيا فهم يحبون الله واستشهدوا في سبيله مرتين!.

هم في الحقيقة لا شيء، ولا تستطيع الحديث عن احترامهم من عدمه، لأنهم في الأساس أناس لم يحترموا أنفسهم! وفي أحيان كثيرة يسيئون إلى السلطة أكثر مما يفعل أي مندس أو مغرض في أي مكان بالعالم!

عندما يعترف رجل الدولة الأول بالقصور والبطالة والفساد، ويأتي كائن ما لينفي وجود هذه الأمور قائلا: «احنا بخير!» هو كائن أناني يتحدث عن نفسه، ولا يتسع حجمه للحديث عن الوطن!

من يعتقد أن وطنه بلغ قمة الإنتاج بـ «غزال 1» فهو شخص مغرض ومندس يريد أن يغني للوطن أغنية مملة حتى ينام، لينتزع حوالاته، ولا يأبه بعدها بما سيحدث له!

هنالك صوت وطني حقيقي.. وهنالك صوت نشاز. مثلما أن هناك من يقبل يدك وهي تحترق، وآخر ينشغل بإنقاذها!

بقلم: أيمن الجعفري

بعض المقترحات الأُخرى من أجلكم:

أضف تعليق

error: