«قصف عشوائي» برسالة!

يرسل لي القارئ الكريم «أحمد خلف» رسالة إلكترونية كتب في أسطرها الأولى كل عبارات الثناء والمدح التي أعرفها وتلك التي أحتاج معها إلى لسان العرب والقاموس المحيط لفك شفرتها، ثم في جزئها الثاني تبدل الحال هكذا دونما تمهيد فشن المرسل هجوما شرسا وقصفا عشوائيا على الفقير إلى الله محدثكم حمل في ثناياه عبارات من شاكلة (السوداوية، ضيق الأفق، مجرد ضحك، جلد الذات، إحباط، «مو عاجبك شيء»، عليك من الله ما تستحق).

والحقيقة أني قرأت الرسالة أكثر من مرة في محاولة للتأكد من أنني أقرأ رسالة واحدة لا رسالتين منفصلتين! ولكم أن تعلموا أن الجملة الألطف في جزء الرسالة الثاني هي «وأرجو من الله أن تخلع عن عينيك النظارة السوداء لترى الدنيا بشكلها الجميل فهناك حتما ما يستحق الثناء بدل من الكتابة الساخرة التي لا تفيدنا بشيء»!

سأحقق للسيد «أحمد» ما يريد بالتأكيد، سأنزع عن عيني النظارة السوداء إن وجدت رغم إيماني أن ما هو صحيح ليس بحاجة لأن يقف أحدهم على رأسه ليؤكد للناس صحته، ورغم إيماني أن النقد الذي نمارسه هو بقصد التصحيح وليس الهدف السخرية نفسها! فالسخرية ما هي إلا تحايل على النقد الموجه حتى لا يصاب المقال بسكتة قلبية عند مشاهدته لمقص الرقيب!

وبعيدا عن أن الكتابة الساخرة هي أحد فنون الكتابة الأدبية بل ومن أكثرها قربا للنفس، إلا أنها إحدى أهم الطرق التي أثبتت فعالية في المعالجة الاجتماعية إذا كان الكاتب صريحا مع نفسه أولا، مؤمنا بالمشكلة ومطلعا على تفاصيلها ثانيا، وثالثا أن يجيد المراوغة عند عرضه للمشكلة بطريقة يثير فيها المسؤول ويضحك أو يبكي بها المتلقي ويراوغ بحرفية مقص الرقيب!.

بقلم: ماجد بن رائف

أضف تعليق

error: