قصة قضاء داود وسليمان «عليهما السلام»

قصة قضاء داود وسليمان «عليهما السلام»

سنحكي لكم في هذا الموضوع قصة داود وسليمان —عليهما السلام— والنعم التي أنعم الله بها عليهما ومنها الحكمة.

كان داود وابنه سليمان —عليهما السلام— نبيين عظيمين من بني إسرائيل، آتاهما الله ﷻ الملك مع النبوة، إلا أن الله ﷻ جعل لسليمان من الفهم ما لم يجعله لداود، وتبين ذلك في القضية التي ذكرها الله ﷻ في سورة الأنبياء.

الآيات من سورة الأنبياء

قال ﷻ ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ | فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ | وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ | وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ | وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ﴾.

ومعنى نفشت: النفش هو الرعي ليلا.

يخبرنا الله ﷻ في الآية الأولى

القضية التي كان داود وسليمان —عليهما السلام— يقضيان فيها؛ حيث رعت الغنم الحرث ليلاً، فأفسدته، والحرث: المقصود به الكرم أو شجر العنب، وكان ذلك بعلم الله ﷻ، فحكم داود بالغنم لصاحب الحرث.

لكن سليمان قال له غير هذا، فقد حكم سليمان —عليه السلام— لصاحب الغنم ليُعيدها كما كانت، وحكم لصاحب الحرث بالغنم ليستفيد منها، فإذا عاد الحرث كما كان أعاد صاحب الغنم الحرث لصاحبه، وأعاد صاحب الحرث الغنم لصاحبها.

نِعم الله على النبي داود

المقصود بقوله ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ﴾: أن الله ﷻ سخّر لداود —عليه السلام— الجبال والطير يُسبحن معه إذا سبح، والله قادر على فعل ذلك وغيره.

لقد علّم الله ﷻ داوود صناعة اللبوس وهي: الدروع لتحميهم من حرب العدو.

وهذه أيضًا: قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود «مختصرة»

نعم الله على النبي سليمان

كما أن الله ﷻ سخر لسليمان —عليه السلام—  الريح تسير بأمره.

المقصود بقوله ﴿تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾: يعني أرض الشام، وذلك أنه كان له بساط من خشب يضع عليه كل ما يحتاج إليه من أمور المملكة والخيل والجمال والخيام والجُند ثم يأمر الريح أن تحمله فتدخل تحته ثم تحمله وترفعه وتسير به وتُظله إلى حيث يشاء من الأرض.

كما سخر له —عليه السلام— الشياطين يغوصون له في الماء، يستخرجون اللآلئ والجواهر وغير ذلك من الأعمال.

وهنا نُجيبك على سؤال: ما الحوار الذي دار بين الهدهد وسيدنا سليمان؟

فوائد الآيات

  • في هذه الآيات دليل على أهمية وجود الحكام والقضاء في حياة الناس.
  • لله ﷻ حكماً في كل مسألة، وأن الله يُظهره على يدِ من يشاء من عباده.
  • وهذا دليل على أن كل شيء يحدث في هذا الكون يكون بعلم الله ﷻ وتقديره.
  • وهذا يحثنا على وجوب شكر الله ﷻ على نعمه الوافرة.

أضف تعليق

error: